حدث في الثالث عشر من رمضان

الأستاذ : محمد زاهد أبو غدة

 في الثالث عشر من رمضان من سنة 479 = 1086م وقعت بالأندلس موقعة الزلاقة بين المسلمين والفرنج، والتي توحدت فيها كلمة المسلمين بقيادة يوسف بن تاشِفِين البربري والمعتمد بن عباد اللخمي فانتصروا على عدوهم نصراً مؤزراً، وانعكس - إلى حين - مد الانتكاسات الإسلامية في الأندلس.
قال مؤرخو العرب: كان الأذفونش بن فرذلند - وهو ألفونس السادس بن فرديناند - ملِكُ الفرنج بالأندلس قد انتصر على إخوانه وضم إليه أملاكهم، فقوي ‏أمره، وصالحه ملوك الطّوائف من المسلمين بجزيرة الأندلس وأدوا إليه ضريبة، ثم أراد أن يضم أراضيهم لدولته ويخضعهم لسلطانه، فسلك سياسة التخويف والأرض المحروقة، فتحرك بجيوشه من الفرنج والجلالقة Galicians والبشكنسBasque عام 475 فشق بلاد الأندلس شقا، يقف على كل مدينة منها فيفسد ويخرب ويقتل ويسبي ثم يرتحل إلى غيرها، ونزل على إشبيلية فاقام عليها ثلاثة أيام فأفسد وخرب، وكذلك فعل في شَذْوْنَه واحوازها، وخرب بشرق الأندلس قرى كثيرة، ثمّ إنّه أخذ ‏طليطلة في سنة 478 بعد حصارٍ شديد، وكانت للقادر بالله بن ذي النّون، وكان ‏المعتمد بن عباّد مع كونه أكبر ملوك الجزيرة يؤدّي الضّريبة للأذفونش، فلمّا ملك الكلبُ طليطلةَ قويت نفسه، ‏ولم يقبل ضريبة المعتمد، وأرسل إليه يتهدّده ويقول: تنزل عن الحصون التي بيدك، ويكون لك السّهل.‏
فضرب المعتمد الرسول، وقَتـَلَ من كان معه، فبلغ الأذفونش الخبر وهو متوجّهٌ لحصار قرطبة، فرجع إلى ‏طليطلة لأخذ آلات الحصار، فلما سمع مشايخ الإسلام وفقهاؤها بذلك اجتمعوا وقالوا: هذه مدن الإسلام قد تغلَّبَ عليها الفرنج، وملوكنا مشتغلون بمقاتلة بعضهم بعضاً، وإن استمرت الحال مَلَكَ الفرنجُ جميع البلاد، وجاءوا إلى قاضي الجماعة بقرطبة عبيد الله بن محمد بن أدهم، المتوفى سنة 486 عن 70عاماً، وتشاوروا فيما يفعلونه، فقال كل واحد منهم شيئاً، وآخِرُ ما اجتمع رأيهم عليه أن يكتبوا إلى أبي يعقوب يوسف بن تاشِفِين ملك الملثمين صاحب مُـرَّاكِش يستنجدونه، فاجتمع القاضي بالمعتمد وأخبره بما جرى، فوافقهم على أنه مصلحة وقال للقاضي تمضي إليه بنفسك، فامتنع فألزمه بذلك.
 ورأت ملوك الطوائف بالأندلس ما عزم عليه المعتمد من ذلك، فمنهم من كتب إليه، ومنهم من شافهه، كلهم يحذره سوء عاقبة ذلك، وقالوا له: المُلْكُ عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحدٍ! فأجابهم ابن عباد بكلمته السائرة مثلاً: رعيُ الجمال خيرٌ من رعي الخنازير! أي أن كونه مأكولاً لابن تاشفين أسيراً يرعى جماله في الصحراء، خير من كونه ممزقاً لابن فرذلند، أسيراً يرعى خنازيره في قَشتالة؛ وكان ابن عباد مشهوراً برزانة الاعتقاد.
وقال لعذاله ولُـوّامه: يا قوم أنا من أمري على حالتين، حالة يقين وحالة شكٍ، ولا بد لي من إحداهما؛ أما حالة الشك فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى ابن فرذلند ففي الممكن أن يفيا لي ويبقيا علي، ويمكن ألا يفعلا؛ فهذه حالة الشك. وأما حالة اليقين، فهي أني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله، وإن استندت إلى ابن فرذلند أسخطت الله، فإذا كانت حالة الشك فيها عارضة فلأي شيء أدع ما يرضي الله وآتي ما يسخطه! وحينئذ أقصَرَ أصحابُه عن لومه.
ثمّ إنّ ابن تاشفين - وكانت سنه 69 عاماً – عبّأَ جيشه من المغرب ونزل سَبتة، وأمر جيشه، فعبروا إلى الجزيرة الخضراء، وخرج إليه أهلها بما عندهم من الأقوات والضيافات، وجعلوا سماطاً أقاموا فيه سوقاً، جلبوا عليه من عندهم من سائر المرافق، وأذنوا للغزاة في دخول البلد، والتصرف فيها، فامتلأت المساجد والرحبات بضعفاء المطوعين، ولمّا تكامل لابن تاشفين عبور جنده عبر هو في ‏السّاقة - أي في مؤخرة الجيش مع الذين يحفظونه - واجتمع بالمعتمد وأظهر كل واحدٍ منهما المودة والإخلاص، وتواصيا بالصبر والرحمة، وبشرا أنفسهما بما استقبلاه من غزو أهل الكفر، وتضرعا إلى الله تعالى في أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه، مقرباً إليه. وكان المعتمد في مسيره يتفاءل لنفسه ويردد مكملاً البيت المشهور مشيراً إلى الانتصار في غزوة بدر:
لا بد من فرج قريب ... يأتيك بالعجب العجيبِ
غزوٌ عليك مبارك ... سيعود بالفتح القريب
لا بد من يوم يكو ... ن له أخاً يوم القليب
وعرض المعتمد عساكره، وأقبل المسلمون من كلّ النّواحي طلباً ‏للجهاد، وبلغ الأذفونش الخبر فخرج في أربعين ألف فارس، وكتب إلى ابن تاشفين كتاباً يتهدّده كتبه له بعض أدباء المسلمين، يغلظ له القول، ويصف ما عنده من القوة والعَدد والعُدد، وبالغ الكاتب في الكتاب، فأمر ابن تاشفين أبا بكر بن القصيرة أن يجيبه، وكان كاتباً مفلقاً، فكتب فأجاد، فلما قرأه على أمير المسلمين قال: هذا كتاب طويل، أحضِرْ كتابَ الأذفونش واكتب في ظهره: الذي يكون ستراه.
فلمّا وقف عليه الأذفونش ارتاع لذلك، وقال: ‏هذا رجل حازم.‏ ثم إن يوسف بن تاشفين قدم بين يدي القتال كتاباً على مقتضى السُّنة يعرض عليه الدخول في الإسلام أو الحرب أو الجزية، وقال له فيه: وبلغنا يا أذفونش أنك دعوت في الاجتماع بك، وتمنيت أن يكون لك فُلْكٌ تعبر البحر عليها إلينا، فقد أجزناه إليك، وجمع الله في هذه العَرَصة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك كما قال الله في سورة غافر﴿ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ ﴾.
وانتُدِب الناسُ للجهاد من سائر الجهات، وأمد ملوكُ الجزيرة يوسفَ والمعتمدَ بما قدروا عليه من خيل ورجال وسلاح، فتكامل عدد المسلمين من المتطوعة والمرتزقة زهاء عشرين ألفاً، وكان الأذفونش - لعنه الله - قد استنفر الصغير والكبير، ولم يدع في أقاصي مملكته من يقدر على النهوض إلا استنهضه، وجاء يجر الشوك والشجر، وإنما كان مقصوده الأعظم قطع تشوف البربر عن جزيرة الأندلس والتهيب عليهم، فأما ملوك الأندلس فلم يكن منهم أحد إلا يؤدي إليه الإتاوة، وهم كانوا أحقر في عينه وأقل من أن يحتفل لهم!
ولما تراءى الجمعان من المسلمين والنصارى بالزّلاقة من بلد بَطَليُوس، وهي اليوم Badajoz على حدود أسبانيا والبرتغال، رأى يوسف وأصحابه أمراً عظيماً هالهم من كثرة عدد وجودة سلاح وخيل وظهور قوة، فقال للمعتمد: ما كنت أظن هذا الخنزير - لعنه الله - يبلغ هذا الحد! وجمع يوسف أصحابه، وندب لهم من يعظهم ويذكرهم، فظهر منهم مِنْ صِدْقِ النية والحرص على الجهاد واستسهال الشهادة ما سُرَّ به يوسف والمسلمون، وكان ترائيهم يوم الخميس وهو الثاني عشر من شهر رمضان، فاختلفت الرسل بينهم في تقرير يوم الزحف ليستعد الفريقان فكان من قول الأذفونش: الجمعة لكم، والسبت لليهود، وهم وزراؤنا وكتابنا وأكثر خدم العسكر منهم فلا غنى بنا عنهم، والأحد لنا، فإذا كان يوم الاثنين كان ما نريده من الزحف. وقَصَدَ - لعنه الله - مخادعة المسلمين واغتيالهم فلم يتم له ما قصد.
فلما كان يوم الجمعة 13 رمضان سنة 479 تأهب المسلمون لصلاة الجمعة، ولا أمارة عندهم للقتال، وبنى يوسف بن تاشفين الأمر على أن الملوك لا تغدر، فخرج هو وأصحابه في ثياب الزينة للصلاة، فأما المعتمد فإنه أخذ بالحزم فركب هو وأصحابه شاكّي السلاح، وقال لابن تاشفين: صلِّ في أصحابك، فهذا يومٌ ما تطيب نفسي فيه، وها أنا من ورائكم، وما أظن هذا الخنزير إلا قد أضمر الفتك بالمسلمين. فأخذ يوسف وأصحابه في الصلاة، فلما عقدوا الركعة الأولى ثارت في وجوههم الخيل من جهة النصارى وحمل الأذفونش - لعنه الله - في أصحابه يظن أنه قد انتهز الفرصة، وإذا المعتمد وأصحابه من وراء الناس فأغنى ذلك اليوم غَناءً لم يُشهَد لأحد من قبله، ‏وهزم الله الأذفونش بعد استئصال عسكره، ولم يسلم معه سوى نفرٍ يسير، وأصيب بطعنة في فخذه بقي يعرج منها طول عمره.
وأصابت المعتمد جراحاتٌ في وجهه وبدنه، وشهدوا له بالشّجاعة، وجعل المعتمد بن عباد يحرض ابن تاشفين على اتباع الطاغية، وقطع دابره، فتهاون ابن تاشفين في ذلك و قدم بعض أعذار، وكان رأي ابن عباد أحرى بالصواب.
وغنم المسلمون شيئاً كثيراً، وأقامت العساكر بالموضع أربعة أيام حتى جمعت الغنائم، فلما حصلت عفَّ عنها يوسف بن تاشفين وآثر بها ملوك الأندلس، وعرفهم أن مقصوده إنما كان الجهاد لا النهب، فلما رأت ملوك الأندلس إيثار يوسف ابن تاشفين لهم بالمغانم استكرموه وأحبوه وشكروا له، وعاد إلى بلاده، وقد ‏أُشرِبت قلوبُ الأندلسيين حبَّ ابن تاشفين، وتسمى بأمير المسلمين، وكان أول من دعاه به المعتمد بن عباد، فاستحسن ذلك منه، وكان من قبل يُدعى بالأمير، ومرت عليه هذه التسمية إلى أن مات، وتبعه في ذلك ملوك المرابطين، ولم يطل الزمن حتى استولى على الأندلس وأزاح ملوك الطوائف.
أما المعتمد بن عباد وهو المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد اللخمي فقد ولد سنة 431، وكان ملكاً جليلاً، ‏عالماً ذكياً، وشاعراً محسناً، وبطلاً شجاعاًًً، وجواداًً ممدوحاً. كان بابه محطَّ الرِحال وكعبة الآمال، ‏وشعره في الذروة العليا، مَلَكَ من الأندلس من المدائن والحصون والمعاقل مئة وثلاثين مسوّراً، وبقي في ‏المملكة نيفاً وعشرين سنة، وكان له ثمانية عشر كاتباً، وكان الشاعر ابن زيدون من وزرائه ووزراء والده.
ولما عاد المعتمد بن عباد إلى إشبيلية، وجلس للناس، وهُنىء بالفتح، وقرأت القراء، وقامت على رأسه الشعراء فأنشدوه، قال الشاعر عبد الجليل بن وهبون: حضرت ذلك اليوم وأعددت قصيدة أنشده إياها، فقرأ القارئ قوله الله عز وجل في سورة براءة: إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ فقلت: بُعداً لي ولشِعري، والله ما أبقت لي هذه الآية معنى أُحضِرُه إليه وأقوم به.
ولابن وهبون قصيدة يصف فيها انهزام الأذفونش تحت الظلام بجيشه منهم، وإلقاء الدروع عنه وعنهم:
ستسألك النّساءُ ولا رجالٌ ... فحدِّث ما وراءَكَ يا عصامُ
نضَا أدراعَه واجْتَابَ ليلاً ... يودّ لو انه في الطُّول عاُم
جاء يوسف بن تاشِفِين إلى الأندلس بعد عام من الزلاقة، وتلقاه المعتمد، وحاصرا بعض ‏حصون الفرنج، فلم يقدروا عليها، فرحل ابن تاشفين، ورجع إلى ‏مُرَّاكش، وقد أعجبه حُسْنُ الأندلس وبساتينها وبناؤها ومطاعمها التي لا توجد بمراكش، فإنّها بلاد بربر ‏وأجلاف العربان، وجعل خواصُّ ابن تاشفين يعظِّمونَ عنده الأندلس، وقد كانت الفرنج تأخذ الإتاوة من ملوكها قاطبة،‏ ويحسِّنُونَ له أخذها، ويغرون قلبه ‏على المعتمد بأشياء، ثمّ جال ابن تاشفين في الأندلس على سبيل التفرّج، وهو يضمر أشياء، ويظهر إعظام المعتمد ويقول: ‏إنّما نحن في ضيافته، وتحت أمره.‏
وكان المعتصم معن بن محمد بن صُمادِح، صاحب الـمَرِيّة، يحسد المعتمد، فداخل ابنَ تاشفين، وحظي ‏عنده، فأخذ يعيب المعتمد، وقدّم لابن تاشفين هدايا فاخرة، ولم يدر ابن صمادح أنّه يسقط في البئر ‏الذي حفر، وأعانه جماعةٌ على تغيير قلب ابن تاشفين بقول الزّور على المعتمد بأنه يتنقّص ابن تاشفين، فعبر ابن تاشفين إلى بلاده ‏مرّاكش، وفهم المعتمد أنه قد تغير عليه، ثم اتّفق رأي ابن تاشفين أن يراسل المعتمد، يستأذنه في رجالٍ ‏صلحاء أصحاب ابن تاشفين رغبوا في الرّباط في حصون الأندلس، فأذن له، وأراد ابن تاشفين أن يكونوا له بالأندلس أعواناً لوقت الحاجة.
 فانتخب رجالاً وأمر عليهم قرابته بلّجين، وقرّر معه أموراً، فبقوا بالأندلس ‏إلى أن ثارت الفتنة، ومبدؤها في شوّال سنة 483 فملك المرابطون جزيرة طريف، ونادوا فيها ‏بدعوة أمير المسلمين يوسف، ثمّ زحف المرابطون الذين في الحصون إلى قرطبة فحاصروها، وفيها المأمون ابن المعتمد بن عباد بعد أن أبدى عذراً وأظهر في ‏الدفاع جَلَداً وصبراً في صفر سنة 484، فزادت الإحنة والمحنة، وعلت الفتنة.‏
وحاصروا إشبيليّة، وبها المعتمد، أشدّ المحاصرة، وظهر من شدّة بأس المعتمد ومصابرته ‏وتراميه على الموت بنفسه، ما لم يسمع بمثله، فلمّا كان في رجب هجم ابن تاشفين البلد، ‏وشنّوا فيه الغارات، ولم يتركوا لأحدٍ شيئاً، وخرج الناس يسترون عوراتهم بأيديهم، وقبضوا على ‏المعتمد.‏
ولم يقبضوا عليه إلا وقد قاتل قتالاً ما بعده قتال، فبرز من قصره وسيفه بيده، وغِلالته ‏ترفّ على جسده، لا درع عليه ولا دَرَقَة معه، فلقي فارساً مشهور النجدة فرماه الفارس بحربةٍ ‏فأصاب غلالته، وضرب هو الفارس بالسيف على عاتقه، فخرَّ صريعاً، فانهزمت تلك الجموع، وظنّ ‏أهل إشبيليّة أنّ الخناق قد تنفّس، فلمّا كان وقت العصر، عاودهم البربر، فظهروا على البلد من واديه، وشبّت النار في شوانيه.
فعندها ‏انقطع العمل، ‏والتوت الحال أياماً، إلى أن قدِمَ سِيْر ابن أخي يوسف بن تاشفين بعساكره، والناس في تلك الأيام يرمون ‏أنفسهم من الأسوار إلى النهر، فاتّسع الخرق على الرّاقع بمجيء سير، ودخل البلد من واديه، وأصيب حاضره ‏وباديه، بعد أن جدّ الفريقان في القتال، وشنت الغارة في إشبيلية، ولم يترك البربر لأهلها سَبَداً ولا لَبَداً، ‏ونهبت قصور المعتمد، وأخذ أسيراً، وعبروا به إلى طنجة، فبقي بها أياماً، ثم نقلوه إلى مكناسة، ‏فترك بها أشهراً، ثمّ نقّلوه إلى مدينة أغمات، في قلب قاعدة ابن تاشفين في مراكش، فبقي بها محبوساً، ومات سنة 488.‏
وللمعتمد، وقد أحيط به:‏
لمّا تماسكت الدّموعُ ... وتنهنه القلب الصَّديعُ
قالوا: الخضوعُ سياسةٌ ... فليبدُ منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضو ... ع على فمي السُمُّ النقيع
إن يَسِلبِ القومُ العِدا ... مُلكي وتُسلمني الجُموع ‏
فالقلب بين ضلوعه ... لم تُسلِمِ القلبَ الضّلوع!
لم أُستلَب شرفَ الطباع ... أيُسلبُ الشرفُ الرفيع؟
قد رُمْتُ يومَ نزالهم ... أن لا تـُحصِّنني الدُّروع
وبرزت ليس سوى القمي ... ص عن الحشى شيءٌ دَفوع
وبذلتُ نفسي كي تسيل... إذا يسيل بها النجيع
أجلي تأخَّرَ، لم يكن ... بهوايَ ذلَّي والخضوع
ما سرت قطُّ إلى القتا ... ل وكان في أملي الرّجوع‏
شِيَمُ الأُلى أنا منهمُ ... والأصلُ تتبعه الفروع‏.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين