تنظيم الفتوى أحكامه وآلياته

ملخص بحث ((تنظيم الفتوى ، أحكامه وآلياته ))

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

أجمعين , وبعد :

فإن الفتوى من المناصب الإسلامية الجليلة , والأعمال الدينية الرفيعة , وقام

بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم كبار الصحابة والتابعين, والفقهاء,

والعلماء طوال التاريخ .

ولا تزال الفتوى مقصودة من جماهير المسلمين , ومن المؤسسات الرسمية,

والمنظمات الحكومية , ويتولى العلماء بيان الأحكام الشرعية التي يتم السؤال عنها,

حتى سادت في وسائل الإعلام, والتقنيات الحديثة , وتجرأ عليها من لا تتوفر فيه شروط المفتي .

لذلك احتاجت الفتوى للتنظيم , لبيان أهميتها وخطرها, ومعرفة شروط

المفتي وخاصة التخصص بالفقه والأحكام الشرعية, والعدالة أو الاستقامة على

دين الله, ومعرفة الواقعة بشكل دقيق, والإحاطة بأحوال المستفتي .

وتظهر أهمية تنظيم الفتوى شأن جميع أشكال التنظيم في العصر الحاضر للقضاء على السلبيات التي تعرضت لها الفتوى اليوم, وذلك بتحديد المفتين الصالحين للفتوى وتخصيص الراتب لهم, ومنع غير المختصين من التصدي للفتوى

وهذا من اختصاص ولي الأمر المسلم حسب السياسة الشرعية, ومراعاة المصالح, وسد الذرائع .

ويأخذ تنظيم الفتوى آليات متعددة, منها: تعيين المفتين )المفتي العام, ومفاتي

في الفتوى المدن والأقاليم) وتخصيص المفتي بنوع من المسائل, واشتراط الشورى في الفتوى الجماعية، مع التنظيم الإداري للفتوى، والتنظيم الدولي بين البلاد الإسلامية ، وكتابة الفتوى ، وتحديد منهج الفتاوى ،ووضع ضوابط الفتوى

ولكن تنظيم الفتوى لا يخلو من محاذير يجب تجنبها والاحتياط لها , ومنها:

التوجيه الحكومي للمفتين , والتساهل في اختيار المفتين , والتعقيد الإداري والاقتصار على مذهب واحد للفتوى، والخلط بين المذاهب, وعدم الالتزام بالفتاوى

والأمل وطيد في نجاح تنظيم الفتاوى بما يتفق مع الأحكام الشرعية،

ومصالح الأمة , ومقتضيات العصر, وردع الفوضى والفساد والجرأة على الفتوى بغير علم .

تحميل الملف