تنازع الصدارة بين العطف والاستفهام بالهمزة في القرآن الكريم وأثره في المعنى التفسيري

ينعقد هذا البحث لدراسة قضية تنازَعَها النحاةُ والمفسرون قديمًا، وتعددت آراؤهم فيها، ولم تُحَرَّر المسألة تحريرًا علِميًّا يشفي الغليل؛ وهي مسألة تنازع الصدارة بين العطف والاستفهام بالهمزة في القرآن الكريم، ذلك أن حروف العطف تتصدر دائما على أدوات الاستفهام إذا تنازعا صدارة الكلمة، كقوله تعالى (فكيف كان عقاب) الرعد: 32 وقوله تعالى: (فهل أنتم منتهون) المائدة: 91 ، وقوله تعالى (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر) النساء: 39 وغيرها، غير أن الهمزة هي الأداة الوحيدة من أدوات الاستفهام التي تتصدر الكلمة على حرف العطف ولا يتقدم العطف عليها، وهي ظاهرة واضحة في النسق القرآني، كقوله تعالى (أفلا تعقلون) البقرة: 44، (أولم يسيروا) الروم: 9، (أثُمَّ إذا ما وقع) يونس: 51. وقد تعددت آراء المفسرين والنحاة حول تفسير هذه الصدارة للهمزة على العطف خلافا لباقي أدوات الاستفهام على ثلاثة آراء بينها البحث، ويختلف التفسير تبعا لهذه الآراء، وتتعدد المعاني وتتنوع، ومنها الرأي الخاص للزمخشري الذي أثار جدلا بين علماء النحو والتفسير حول هذه القضية، الأمر الذي يدعو لمزيد بحث واستقصاء واستدلال وترجيح، وهو ما تكفلت به هذه الدراسة.