تفكُّر الخَلْق.. في الرَّعد والبَرْق

مقدمة:

إنّ آيات الله عز وجل الّتي بثّها في الكون تُدهش العقول، وتحيّر الأفكار، فهل تفكّرنا في السّماء وعلوّها، واتّساع رقعتها وانبساطها! كأنّها خيمةٌ تظلّل العالم أجمع، لا يمسكها طنبٌ ولا أوتادٌ، ولا تنصبها رافعاتٌ ولا عمادٌ، إلّا أن تكون قدرة الله الحيّ القيّوم، الّذي {يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحجّ: 65]. 

وهل رأينا الشّمس في شروقها وغروبها، وحرارتها وضيائها؟ لا تشعلها نارٌ، ولا يمدّها زيتٌ، وهي على صِغرها في العين، وبُعدها عن الأرض، تضيء العالم مِن أقصاه إلى أقصاه، وتبعث فيه الحيويّة والنّشاط، {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} [النّبأ: 13].

وهل رأينا القمر وهو يرسل أشعّته الفضّيّة على الوجود؟ لا يتأخّر في طلوعه لحظةً عن أوانه، ولا يختلّ شعرةً عن دورانه، لا يسبق الشّمس ولا تسبقه، بل يجريان بنظامٍ محكمٍ دقيقٍ، قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38-40].

وإنّ نعمة نزول الغيث، وجريان الأودية والسّدود، والسّحاب المسخّر بين السّماء والأرض، كأنّها الجبال الرّاسخات في ثقله -لكنّه كالبرق اللّامع في سرعته- لهو أيضًا آيةٌ مِن أعظم الآيات الدّالّة على قدرته عزو جل، بل إنّ ما يسبق نزول الغيث مِن رعدٍ وبرقٍ ورياحٍ -يخاف الإنسان عندها، ويرجو رحمة ربّه جل جلاله- كلُّها آياتٌ باهراتٌ، ترشد العباد إلى عظمة الله وقدرته، وتبيّن لهم إحسانه وكرمه على عباده، وتدعوهم إلى شكره والاعتراف بفضله، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرّوم: 24].

 

1- آياتٌ في الآفاق، دالَّةٌ على الخلَّاق

لقد بثّ الله سبحانه في خلقه آياتٍ باهرةً، وجعل حاجتهم إليه دائمةً في كلّ حينٍ، فلا يستغنون عنه طرفة عينٍ، ولو أمسك رزقه عنهم لهلكوا، قال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31].

وقال أيضاً: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك: 21].

وإنّ مِن رزقه: إنزال الغيث الّذي يُغيث به العباد، ويٌحيي به البلاد، وإنّه نعمةٌ عظيمةٌ نتطهّر بها، وسببٌ مِن أسباب نصر الله سبحانه لنا، قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال:11].

وكلّنا ثقةٌ ورجاءٌ بربّ الأرض والسّماء أن يغيث المجاهدين الصّابرين في غزّة المكلومة بماءٍ مِن السّماء، يكون ثباتًا لقلوبهم وأقدامهم، كما أكرم نبيّه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، فقد جعل الله عز وجل الرّعد والبرق والصّواعق جندًا مِن جنده، يسخرّه حيث شاء، فيجعله سبب رحمةٍ، أو مقدّمة عذابٍ، قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرّعد:12-13].

قال الطّبريّ: "ومعنى قوله: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}: ويعظّم اللهَ الرّعدُ ويمجّده، فيثني عليه بصفاته، وينزّهه ممّا أضاف إليه أهل الشّرك". [ 1 ]

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: (مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ) فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: (زَجْرَةٌ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ) قَالُوا: صَدَقْتَ[ 2 ]

وقال الحافظ ابن عبد البرّ: "جمهور أهل العلم -مِن أهل الفقه والحديث- يقولون: الرّعد ملكٌ يزجر السّحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحًا، لقول الله عز وجل: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}". [ 3 ]

ولا يعلم النّاس الرّعد إلّا بذلك الصّوت، فالكون كلّه يسبّح بحمد ربّه جل جلاله، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44].

 

2- واجب الخلائق عند المطر والصَّواعق

إذا أبصر المؤمن تغيّر الأحوال الجويّة، وجب عليه أن يخشى العذاب، فإذا بان له أنّه رحمةٌ بما أنزل الله سبحانه مِن الغيث، فليفرحْ بالرّحمة، وليشكر المنعم على النّعمة، وليلحظْ حين نزول الغيث وسماع الرّعد ورؤية البرق، قدرة الخالق العظيم، وجميل صنعه البديع، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا رَأَى مَخِيلَةً تَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: فَذَكَرَتْ لَهُ عَائِشَةُ بَعْضَ مَا رَأَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: (وَمَا يُدْرِيكِ؟ لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمُ هُودٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ}). [ 4 ]

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا) فَإِنْ مُطِرَ قَالَ: (اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا). [ 5 ]

ولقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى أن نذكر الله سبحانه عند سماع صوت الرّعد، ونستجير بالله مِن عذابه، ثمّ نسأله العافية، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّعْدَ فَاذْكُرُوا اللهَ، فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُ ذَاكِرًا). [ 6 ]

وعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ قَالَ: (اللهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ). [ 7 ]

وإنّ شكر العبد نِعم ربّه عليه، سببٌ لدوام النّعم وزيادتها، وفي كفرها زوالها وتبديلها، وعندئذٍ يحلّ الخوف محلّ الأمن، ويُمنَع العباد أرزاق السّماء، وبركات الأرض، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النّحل: 112].

ولا يريد ربّنا سبحانه مِن عباده إلّا الاعتراف بفضله على خلقه، وشكره وحسن عبادته، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ: (لَوْ أَنَّ عبيدِي أَطَاعُونِي، لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ). [ 8 ]

فهو وحده القادر على أن ينشئ السّحاب ويسوقه حيث شاء، ويأمر الرّعد بما شاء، ويغيث مَن يشاء، ويمنع مَن يشاء، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النّور: 43].

فاللّهمّ عرّفنا نعمك بدوامها، واجعلنا لها مِن الشّاكرين.

 

خاتمةٌ:

لمّا كان الغيث مظهَرًا مِن مظاهر رحمة الله جل جلاله بعباده، كان مِن هدي النّبي صلى الله عليه وسلم: الإلحاح على ربّه سبحانه في الدّعاء عند نزول الغيث مِن السّماء، حيث إنّها لحظاتٌ يُستجاب فيها الدّعاء، عن أبي أُمامَةَ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ ويُستَجابُ الدُّعاءُ في أربَعَةِ مَواطِنَ؛ عِندَ التِقاءِ الصُّفوفِ، وعِندَ نُزولِ الغَيثِ، وعِندَ إقامَةِ الصَّلاةِ، وعِندَ رُؤيَةِ الكَعبَةِ). [ 9 ]

ونحن إذ ندعو ربّنا سبحانه عند نزول الغيث -مع اليقين الجازم بالإجابة- لا ننسى إخواننا في غزّة، وقد صُبّت الحِمَم البركانيّة، والصّواريخ المحرقة فوق رؤوسهم، وغدت بيوتهم رمادًا، ولا يزالون صامدين في وجه اليهود المجرمين، يدافعون عن دِينهم ومقدّساتهم وأعراضهم، في صمتٍ رهيبٍ وتخاذلٍ مِن العالم أجمع، فحريٌّ بنا أن ننصرهم ولو بدعائنا، فنلتجأ إلى الله عز وجل عند نزول الغيث، بأن يمكّنهم مِن رقاب عدوّهم، ولننسب الفضل لربّنا جل جلاله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ). [ 10 ]

قال النّوويّ: "هناك قولان لأهل العلم في معنى هذا الحديث، أحدهما: هو كفرٌ بالله، ومخرجٌ مِن ملّة الإسلام، وهذا فيمن يعتقد أنّ الكوكب فاعلٌ مدبّرٌ منشئٌ للمطر، كما كان بعض أهل الجاهليّة يزعم، وهذا القول هو الّذي ذهب إليه جماهير العلماء، وهو ظاهر الحديث، وثاني الأقوال: هو أصل تأويل الحديث: أنّ المراد كفر نعمة الله لاقتصاره على إضافة الغيث للكوكب، وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب". [ 11 ]

وإنّ مِن تمام شكر الله سبحانه تسخير هذه النّعم العظيمة في طاعته ومرضاته، وعدم الفرح بها فرحًا صاخبًا يحمل صاحبه على الأمن مِن مكر الله جل جلاله.

 

هوامش:

1 - جامع البيان: 13/124

2 - سنن التّرمذيّ: 3117

3 - الاستذكار: 8/588

4 - سنن ابن ماجه: 3891

5 - سنن أبي داوود: 5099

6 - المعجم الكبير للطّبرانيّ: 11371

7 - مسند أحمد: 5763

8 - مسند أحمد: 8708

9 - السّنن الكبرى للبيهقيّ: 6533

10 - صحيح البخاريّ: 846

11 - شرح صحيح مسلم: 1/218-219

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين