إن
العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا شيخنا
لمحزونون...
فضيلة
الشيخُ عبد الحميد #الأحدب بن عبد الحسيب رحمه الله تعالى
ولدَ
الشيخُ المترجَم في مدينة حماه سنةَ: 1939م، تسعةٍ وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد،
تزوج في سنة ١٩٦١ إحدى وستين وتسعمائة وألف للميلاد وله منها سبعةُ أولاد
#شيوخه:
وفي
هذه البيئةِ الصالحة نشأ شيخُنا المترجم، وتلقى علومَه الأولية في حماه على يد
شيخِ حماه الراحل العلامة الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى والشيخ محمد علي مراد
(وهو ابن عمِّ الشيخ بشير مراد مفتي حماه الذي اغتاله النظام) والشيخ عبد الله
حلاق والشيخ زكي الدندَشي رحمهم الله جميعاً
#دراسته:
درس
الشيخ المترجم في مدينة حماه المراحلَ الابتدائيةَ والإعدادية و الثانوية،
وفي
عام 1956 ستة وخمسين وتسعمائة وألف وذلك بعد تأسيس كلية الشريعة في دمشق بسنتين،
انتسب إليها، والتقى فيها كوكبةً أخرى من العلماء الأفاضل، فأخذ عنهم، وتأثر بهم،
حيث كان في تلك الآونةِ كبارُ قاماتِ سوريا في جامعة دمشق وعلى رأسهم فضيلة
الدكتور مصطفى السباعي والدكتور محمد المبارك والدكتور مصطفى الزرقا والدكتور
معروف الدواليبي رحمهم الله تعالى.
وقد
تخرج من كلية الشريعة في سنة 1960م ستين وتسعمئة وألف للميلاد
كما
كان يحضرُ مجالسَ كثيرٍ من علماء دمشق خارج الجامعة، أمثال: الشيخ علي الطنطاوي،
والشيخ العلامة عبد الكريم الرفاعي
وفي
جامعة دمشق كان للشيخ المترجم نشاطاتٌ علمية واجتماعية ودعوية، يشارك إخوانَه
الطلبة في احتفالاتهم واجتماعاتهم وقراراتهم ضدَّ الظلم والطغيان،
وكان
من زملائه في الدراسة: فضيلة الشيخ سعيد حوى، والشيخ بشير الشقفة والدكتور عدنان
زرزور ، والشيخ عمر عبيد حسنة، والشيخ أحمد فرحات رحمهم الله تعالى
والشيخ
عبد الله السلقيني، والشيخ رضا القهوجي حفظهم الله تعالى
#عطاؤه:
بعد
تخرجِ الشيخِ المترجمِ في كلية الشريعة بجامعة دمشق، انطلق للعمل على نشر العلم
الذي حصله، فعمِل مدرساً لطلاب ثانوية أبي الفداء وكان له نشاط علمي ودعوي لافت
بدأ يحفظهم ويوجههم توجيهاّ إسلامياً، فكان الشيخُ يأتيهم بجميع الأساليبِ
المحببةِ إليهم، فاستجابوا له في دعوته لصلاة الظهر جماعةً في المسجد الكبير
المجاورِ للمدرسة بعد الانصرافِ منها مباشرةً وكان يصلي بهم جماعةً وبعد الصلاة
يضع على صدر كل واحد منهم موعظة خفيفةً مما أغضب النظام،
فنقلوه
إلى مدارس الإناث ظناً من النظام أن الشيخَ لا يستطيع أن يؤثر في البنات في
المساجد لكنهم فوجؤوا بأنه ترك على تلميذاته من بنات حماه أثرين إيجابيين بارزين
هما الحجاب والصلاة حتى تفاعل أهالي الطالبات بسبب نشاطه الدعوي في مدينة حماه مما
أغضب النظام عليه أكثر
فأبعده
عن حماه ونقله للتدريس في مدرسة (القرية) وهي قرية من قرى السويداء في الجنوب
السوريّ وشاءت الأقدار أنّ مدير المدرسة في ذلك الوقت فضيلة الشيخ الداعية محمد
راتب النابلسي وكان ذلك أولُ لقاء معه في حياته.
وبعد
سنواتٍ عاد إلى حماه وشارك في أحداث جامع السلطان و اعتُقل بسببها وكان ذلك قبل
هزيمة عام 1967م سبعة وستين وتسعمائة وألف وبقي شهراً في السجن وخرج يوم سقوط
القنيطرة
#مواقِفُه:
في
أحداث الدستور جاء الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى إلى الشيخ عبد الحميد الأحدب
حفظه الله تعالى وقال له سيعملون على فرض دستورٍ علمانيٍّ على البلاد تُعدَّلَ فيه
الفِقرةُ التي تشترط أن يكون رئيس البلاد مسلماً
فقال الشيخ سعيد حوى للشيخ عبد الحميد الأحدب يجب أن نُسقط الدستور المعدل
وأن نطالب بأن يكون دستورُ البلاد إسلامياً وسنطلب من علماء سورية أن يوصوا الناس
بمقاطعة التصويت على الدستور وهذا أفضل من أن نصوت ب لا ..
ثم
ذهبوا إلى دمشق وقابلوا الشيخ العلامة حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى واتفقوا
على إسقاط الدستور العلماني المعدل الذي عرضه المقبور للتصويت وبعد هذا الإضراب
وهذا البيان اعتقلوا الشيخَ سعيد حوى وعدداً من الشيوخ ومنهم الشيخ سعيد العبد
الله شيخ قراء حماه، وفي ذلك العام تمت مطاردة الشيخ المترجم فاختفى عن الأنظار
مدة ١٦ ستة عشر شهراً بقي فيها متخفياً.
#هجرته:
تعد
هجرةُ الشيخِ من أطول الهجراتِ التي يمكن أن تصادفَها في حق واحد من أبناء سورية أو عالمٍ من علمائها
فقد هاجر في عام ١٩٧٤ أربعة وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد ومازال مهاجراً إلى هذا
اليوم ومازالت روحُه تتوق إلى أن يعود إلى مدينته مدينةِ النواعير مدينة أبي
الفداءِ حماه.
لقد
هاجر الشيخ المترجم إلى بيروت وكان عمره ٣٤ أربعةً وثلاثين عاماً و بقي فيها مدة ٤
أربع سنوات يعمل داعياً ومعلماً وخطيباً في مدارس الإيمان النموذجية ومساجدها
واستمر على هذا النشاط إلى أن دخل جيش النظام إلى لبنان حيث قام بملاحقة النشطاء
الإسلاميين المطلوبين إليه هناك.
فانتقل
الشيخ المترجم إلى رأس الخيمة في الإمارات
وظل فيها ما بين عامي ثمانية وسبعين وتسعمائة وألف واثنين وتسعين وتسعمائة وألف
للميلاد 1978 –
1992 يعمل واعظاً في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
هجرته
إلى الأردن:
في
العام اثنين وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد
١٩٩٢م انتقل من رأس الخيمة إلى عمان التي بقي فيها ٢٦ ستاً وعشرين سنة إماماً و خطيباً و مدرساً
ومن هذه المساجد مسجد الكاظم الذي أقرأ فيه القرآن مع بعض لطائف التفسير والإعراب
٢٣ ثلاثاً وعشرين ختمة بعد الفجر وأما مسجد الصحابة الذي بقي فيه ١٢ اثنتي عشرة
سنة فقد ختم فيه القرآن مع اللطائف
المذكورة ما بين ٣٠ ثلاثين و40 الأربعين ختمة
هجرته
إلى تركيا:
في
عام 2018م انتقل الشيخ المترجم من عمان إلى مدينة عينتاب ومازال فيها حتى اليوم
لقد
قضى شيخنا قرابة نصف قرن في هجرته يقارع الظلم ويقف مع المستضعفين لذلك لما قامت
ثورة شعبنا وقف معها ضد الظلم والطغيان وسفك الدماء ومازال على عهده.
وقد
وافته المنية فجر يوم الأربعاء: 25/شعبان/1445ه
الموافق:
06/آذار/2024م
رحم
الله شيخنا وسائرَ الشيوخِ الأبرار العاملين
وقد
جمعت أكثر هذه الترجمة من ابنه البار الأستاذ محمد براء الأحدب حفظه الله ومن بعض
مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد
ذلك قرأتها على فضيلة الشيخ عبد الحميد الأحدب رحمه الله فصحح لي بعض الكلمات وعدل
بعضها وحذف بعضها رحمه الله تعالى وعوض المسلمين خيراً.
اللهم
لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول