ترجمة السيد محمد مسعود الكواكبي -2-

 شعره : 

وله - كنثره - شعرٌ لطيفٌ مُنْسَجم ، قليل التَّكلُّف فيه ، بعيداً عن الألفاظ الغريبة ، يَتَوخَّى أن يفهمه العوام بسهولة ، وهو مجموع في ديوان محفوظ عند ولديه الشابين المقيمين الآن في دمشق وهما : السيد صلاح الدين والسيد جميل . 

وكان منذ خمس سنوات أتحفني بنبذة منه ، وإني مُوردٌ جميع ما أتحفني به حفظاً لآثاره ، وتخليداً لها على ممرِّ الأجيال . فمن نظمه في مطلع قصيدة غزلية : 

قسماً بأدعج مُقْلتيه وجَفْنِه=هذا هو السِّحر الحلالُ بعينه

إن كان من شأن الغزال نفورُه=فهل القتالُ بمُرهَف من شأنه؟

ومنها : 

لا شيء أثقلُ في الورى من عاذل=قد راح مهتماً بما لم يَعْنِه

ومنها : 

هو ليس يدري ما الهوى وأنا الذي=قد زدتُ في شرح الهوى عن مَتْنِه

إن كان غيري عاصراً خمرَ الهوى=فلقد سكرتُ بصـرفه من دنِّه

وله مطلع قصيدة عمرانية : 

إذا افتخرَ الورى قال ابن شرق=فخاري بالفصاحة واللسان

أسامي السيف عندي نحو ألف=وللخال المئون من المعاني

وكم لي من بديع موشحات

ومنها : وكم لي من جناسات حسان

ومنها:

فقال له ابن غرب مَهْ فإني=أراك من البلاهة في مكان

أتقدر أن تراسل أهل نجد=وأنت بمصـر في بعض الثواني

أتقدر أن تجوبَ البحر طولاً=وعرضاً كيف شئت مع الأماني

أتقدر أن تطير بلا جناح=فتلحق بالطيور إلى العنان

أتقدر من مسافة نصف يوم=على تخريب حصن كسـرواني

أتقدر أن تمثِّل شخصَ ظلٍّ=تراه إذا تباعد كالعيان

أتقدر أن تكلمه بشـيء=فيسمع وهو قاص غير داني

وتكتنز الحديث أوان وصل=ليسمع بعد ذيَّاك الأواني

فلست لها ولكن ابن غرب=يُشار إليه في ذا بالبَنَان

ولست أريد نصحك يا ابنَ شرق=فمنذ اعتلَّ شأنك صحَّ شاني

فلازم مَسْلكاً أُولعْتَ فيه=وزد إن شئت أسماء اليماني

وكل واشرب من التعليل والإكــ =تـفاء والاستعارة والبيان

فإن سمنت ضلوعك بعد هذا=فإنّي لَذَّ لي أكل السمان

وله مطلع قصيدة حِكميَّة : 

ما في زمانك مَنْ بحقٍّ ينطق=فانظر إذا حدَّثتَ كيف تُصدَّقُ

ولقد فَشَا داءُ الخيانة في الملا=حتى بأورعهم غَدَا لا يُوثَقُ

ألفوا الفسوقَ ، فإن يَرَوا ذا عفّة=نقموا عليه أنه لا يفسق

والفخرُ عندهمو لمن هو ذا غنى=إن كان ينفق منه أولا ينفقُ

والناس مالم تدْعُهم لملمَّة=ما فيهم إلا المُحِبُّ المشفقُ

فإذا دعوتهمو لخَطْب لم تجد=أحداً كأنَّ جميعهم لم يخلقوا

مَنْ رمت منهم أن تبثَّ بعقله=نورَ الحقيقة قال هذا أحمقُ

وتراه إن حدَّثته بخرافة=يهتزُّ من طرب لها ويُصفِّقُ

كم من ظلوم ليس يقعده سوى=عجز وما يبديه فهو تخلُّقُ

فإذا تَولَّى الأمر أظهرَ خلقه=وهناك أخلاقُ الرجال تَحَقَّقُ

وَلَرُبَّ مفساقٍ تراه صُوَيْلحاً=فالسـرُّ في أنَّ الصُّويْلح مملقُ

إن رمتَ كشفَ السـرِّ فاملأ كيسه=وانظر أيفسق فيه أم يتصدَّقُ

كلا تراه يذمُّ خلق رفاقه=والكل من ماء السفاهة قد سُقوا

وكان يجيد نظم التاريخ ، فمن ذلك قوله مؤرِّخاً وصولَ الخطِّ الحديديِّ إلى حلب : 

خطُّ حديدٍ به=قد أعدنا شأن شهبانا

عمَّت الأفراح لما غدا=مقبلاً في نصف شعبانا

ولسانُ السعد أرَّخه=وطريق الخير قد بانا

وقوله مؤرِّخاً وصول الخط الحديدي إلى المدينة المنورة : 

خطُّ الحجاز إلى المدينة كَمُلا=فاقْصد به الُمدَّثِّر الُمزمّلا

قرَّتْ به عين الشفيع عندما=وافاه في شعبان يسعى مقبلا

إلى أن يقول : 

ثم الصَّلاة مع السلام على الذي=للخَلْق طُرَّا رحمة قد أُُرسلا

والآل ما بالِبشْـر قال مؤرِّخ=خط الحجاز إلى المدينة كملا

1326

 

وقوله مؤرِّخاً بناء مسجد : 

مسجد عَمَّره لله=ذكر مَن آمن بالله

فاذكر الـلَّـهَ وأرِّخ=في بيـــــــوتٍ أذِنَ اللــــَّـــــــــه

1325

وقوله بالتركية تهنئة لمن اسمه نجيب في ولد له اسمه فؤاد على لسان صادق :  

همان جشم نجيبانه كزي صادق ديدي تاريخ=ايده آيدين فؤاد مسعدت بيناد لرى هردم( )

1316

وله في دار السعادة : 

بلدٌ به مِنْ كل ما طلب الفتى=من مأكل أو مشـرب أو مجلس

دار السعادة للغني وإنها=دار الشقاوة والضَّنى للمفلس

وفي هذا الباب قول القاضي عبد الوهاب البغدادي من رجال ابن خلِّكان :  

بغداد دار لأهل المال طيبة=وللمفاليس دار الضنك والضيق

ظللت حيران أمشـي في أزقّتها=كأنني مصحف في بيت زنديق

وله معتذراً عن سكوته في المجلس النيابي : 

نَصَحتُ فما أثَّرت في ذي تعنُّت=له أذن صُمّت عن النُّصح والزجْر

وإنَّ الصَّواب المحض بادٍ وظاهرٌ=يراه ذوو حِجْر وأين ذوو الحِجْر

وما نفع مشيي(  )إلى وجهة الهدى=إذا كنت في فلك إلى عكسها تجري

وقوله في المعنى في قصيدة أجاب بها رسول حقِّي أفندي عن قصيدة مدحه بها : 

ولقد أراني لم أقم بفرائض=وَجَبت عليَّ لأمتي وبلادي

أشفقت منها منذ قد حملتها=وغدت على كتفيَّ كالأطواد

إني أريد الخير لكن لا أرى=حالاً تُمكِّن من بلوغ مرادي

فسكتُّ لما لم أقل خيراً لما=في اللوم غير تعاظم الأحقاد

وله معتذراً عن اعتزاله خدمة الحكومة : 

يقولون : هلا كنت فيمن تبوؤا الـ=مراتب تَحْذُو حذوهم في المعامله

أرى الناس لا يرضون إلا بشدّة=وطبعي لا يرضيه إلا المجامله

وله : 

تنفّسَ صُبْحُ الشيب عن ليل هامتي=وكانت بهذا الليل تخفي معايبي

أبعدئذ أرجو بقاء يغرُّني=وفي الصبح خبر عن أفول الكواكبي

وكان رحمه الله تعالى جميل الخط في النوعين المعروفين بالنسخي والفارسي، فمن نظمه مشيراً إلى ذلك: 

يريدون من نظمي وخطي قصائداً=تُخبِّر بَعْدي عن حياة قد انْقَضَتْ

وها أناذا  ومالي خطورة=فما أثري من بعد عيني إذا مَضَتْ

ومن نظمه قصيدة قدَّمها للسلطان عبد الحميد في سَفْرته الأولى لدار السعادة تهنئة في تذكار مولده ومطلعها : 

هَذي مصابيحُ حُفَّتْ بالرياحينِ=أم نورُ علم بدا في مفرق السينِ

وذي خدود ٌبها نار الشبيية أم=توقّد الفكر حلاها بتلوينِ

وذاك رقش فتيات نبغن لنا=أم مِنْ بديع نقوش الهند والصينِ

وما نراه جبال النار موقدة=أم ذي سفائن تعزيزٍ وتحصينِ

ومنها : 

أنار من تلك حتى كلها اتفقت=مقيمة عيدها في أيِّ تزيين

لعلها بل هو التحقيق قد فرحت=بعيد ميلاد سلطان السلاطين

ومنها : 

فحال ميلاده نادى مؤرخه=عبد الحميد بدا فرد الخواقين

وفي خلافته نادى يُؤرِّخه=عبد الحميد بتوفيق وتمكين

والكون بالبِشْـر في ذاك أرَّخَه=والله يحفظه للكون والدين

بنو الكواكبي : 

وبنو الكواكبي بيت قديم في حلب ، مضى على توطُّنهم فيها نحو خمسة قرون ، وأول من عرف منهم وترجم العارف بالله محمد بن أبي يحيى ، دفين الجامع المعروف به في محلة الجلُّوم ، وهم أيضاً بيت عريق في العلم والأدب ، تولى الكثير منهم المناصب العالية مثل القضاء والإفتاء في حلب وغير ذلك، وقد أدرجت تراجمهم في تاريخي الكبير «إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء» وواسطة عِقْد هذا البيت : محمد بن الحسن الكواكبي، صاحب المؤَّلفات العديدة، وأشهرها: منظومتاه في فروع الفقه الحنفي وأصوله وشرحاه لهما، ومنظومته الفقهية في نحو خمسة آلاف بيت، والأصوليَّة في نحو ألفي بيت، ونظْمها سَلِسٌ جداً، يدلُّك على رسوخ قدمه في الأدب وصناعة القريض، وشرحهما سهل للغاية للإفهام، لذلك سَعَيْتُ في نشر هذين الكتابين سنة 1322 وطبعتهما في مصر، وتداولهما فقهاء الحنفيَّة في مصر وغيرها، واقترحت وقتئذ على المترجم رحمه الله تعالى نظم أبيات مشتملة على تاريخ الشروع في الطبع تُوضع في الخاتمة ، فلبَّى الطلب ، وقد أثبتُّها في آخر الكتاب، وهي:

 تَبَاشَرُ أهل العلم من كلِّ جانب=بنظم ونثر للإمام الكواكبي

أحاط بمجموع الأصول وهكذا الـ=ـفروع كفت عن غيرها كل طالبِ

وقد كان قبل اليوم كنزاً مُطَلْسماً=تنص للقياه كناز النجائبِ

فوفَّق مولى الفضل جلَّ جلاله=لإخراج ذاك الكنز أسنى الرغائبِ

وقد زاده حُسْناً رصانة طبعه=فجاء بعَوْن الله في خير قالبِ

لئن كان هذا النظم في الفهم هيِّناً=ففي نظمه لاشك كل المصاعبِ

فإن تعجبوا ِممَّن فدى وقت غيره=بأوقاته قصداً لترغيب راغبِ

فأعجب منه مَنْ تقاصر فهمه=عن الحفظ إن الحفظ أدنى المراتبِ

وأعجب من هذين مَنْ ليس يقتني=كتاباً به يُكفى عظيم المتاعبِ

جزى الله خيراً سادةً مهَّدوا لنا=إلى العلم والتعليم أقربَ لاحبِ

وحمداً له أن أصبح العلم دانياً=وزال عن الطلاب رَيْن الغيايبِ

وأذهانهم تـمَّت جلاء فأرَّخوا=وطاب بسلك الطبع نظم الكواكبي

وله في الحماسة مُعرِّضاً بمن بلغه أنه ذمَّه : 

وإن غرَّ غِرّا أنَّ خُلْقِيَ هيِّنٌ=وشاهدِ بي ما ليس يعدو حقيقَتَهْ

صَفَوْتُ كماء الُمزْن فالعذر بيِّن=لمن رام شربي أو رأى فيَّ صورتهْ

وله من قصيدة كتبها إلى بعض أوِدَّائه من الأستانة لما سافر إليها للمرَّة الأولى : 

بالله يا نشـر الصَّبا=بلِّغ سلامي حلبا

ولا تظنَّ أنني=سَلَوْتُ هاتيك الربى

لئن سَلَوتُ مرتع الـ=ـظباء لا أنسى الظبا

فإنَّ في الشهباء لي=صحباً تساموا حَسَبا

وقد عَلَوا منزلةً=في العلماء الأدبا

والأتقياء الأصفيا=والشعراء الخطبا

من كل شهم فضله=عن أصله قد أعربا

يرى الفتى لديهموا=من كل ما قد رغبا

عهدتهم أهل ودا=د صادق من الصبا

لله كم من ليلة=لنا تقضّت طربا

كنت لديهم مكرماً=إليهموا مُحبَّبا

والآن من وفائهم=يتابعون الكتبا

يبلو الفتى صداقة الأ=حباب إن تَغَيَّبا

فمن تولى فإلى=ومن أتى فمرحبا

فإنْ أَعُد إليهموا=إن شاء ربي وحَبَا

لأصْرِفَنَّ الجهد في=إيفائهم ما وَجَبا

ما كان قصدي الهجر بل=من جدّ نال الأربا

وإنَّما اسْتَزَدْتُ من=عطاء مولى وهبا

سبحانه من مُنْعِم=بمن أتاه رحَّبا

ما أمَّه ذو حاجة=إلا أصاب المأربا

ومنها : 

ودَّعت صحبي مدلجاً=ثم امتطيت  أشهبا

لم أُلق للسيْر عصا=وقد كللت تعبا

حتى أتيت من غدي=بحراً تباهى لجبا

علوته وإنني=ركبت ما لم أركبا

ظللت خمساً مُبْحراً=وما لقيتُ نَصَبا

ثم حللت بلداً=لم ألق منه أطيبا

لولا فراق أسرتي=أمضيتُ فيه حقبا

تخذته لي سلَّماً=أصعد فيه رُتَبا

وهي طويلة ، وقال على أسلوب الصوفية من قصيدة : 

افرحا لي ما ازداد شوقي أوارا=فتمام الوصال يوم أُوراى

كل حال ما ازددت فيه هياما=أنا منها أستغفر استغفارا

حالتي في الغرام أعجب حال=ليس بدعاً للعقل بي أن يحارا

رام غيري عمَّن أحب سلواً=ورأيت السلوان عنه خسارا

أنا أدعو لحبِّه كل فرد=وإذا ما سواي شارك غارا

عشق العاشقون ذاتاً رأوها=وأنا اليوم أشهد الآثارا

كلما ازددت في المحبّة قُرباً=زادني قربه جوى واستعارا

وقال - وقد أخذ منها أخوه المرحوم السيد عبد الرحمن سبعة أبيات تمثَّل بها في مطلع كتابه «أم القرى» - : 

دَراكِ فمن يدنف لعمرك يدفن=وما نافع نَوْحٌ متى قيل قد فني

دَراكِ فإنَّ الدين يزداد وهْنُه=وقد صار فرضاً رأب هذا التوهّن

هلمَّ إلى فرض التعاون إنه=بإهماله إثم على كل مؤمن

وإنَّ الذي الأسيافُ شادته قبلكم=هو اليوم لا يحتاج إلا لألسن

إلاَمَ تماشي الغرب فيما يشيننا=حَنَانَيْك إنَّ المرء عبد التمرُّن

لقد شابنا نحن الحنيفين ملة=مفاسد ما يدعونه بالتمدن

ومهما اجْتنَوا منا خلالاً حميدةً=فنحن سوى سفسافهم ليس نَجْتَني

وكم خصلة للبعض زين ومدحة=وفي جَنْب بعضٍ مطعنٌ أي مطعن

وقد كان عاراً نزع ثوب وعِمَّة=فما القول أن نقفوهموا بالتَّديُّن

هم أسرفوا لكن بمعشار ريعهم=ومن يفن رأس المال يفلس ويسجن

إذا كان نبذ الدين يدعى تفنُّنا=فيا بئسما يسـري لنا مِنْ تفنّن

أنرجو وأهل العلم أحلاس بيتهم=شفاء لداء قد عرا الدين مزمن

وكان يعدُّ العلم للصدر زينة=وما لاً به إصلاح عيش ومسكن

فكان له أهل يوفون حقَّه=بهدي وتلقين وحُسْن تلقُّن

وما هان إلا عندما هان نيله=وكان عزيزاً قبل ذا غير هيِّن

متى كان هذا العلم إرثاً ومنحةً=ومن لم يُعانِ العلم يُلحد ويَلحن

لقد ذلَّ قوم خدمة العلم عندهم=تُناط بذي جهل لها غير محسن

ألا إنَّ فضل المرء ميزان قدره=وما كُرِّم الإنسان إلا لِحِجْره

تساوى بنو حواء خَلْقاً وإنَّما=تفاضلهم في خُلْقهم لا بغيره

وكم بين من يَقْليه للهَوْن أسرة=ومَنْ باسمه تمييز عصـر بأسره

وهل كان يدري خامل الذكر أنه=إذا همّ يلقى عائقاً دون سيره

ولكنه ما كلُّ نفس عظيمة=ولا كلُّ فرد محسن صرف عمره

خُطا الأغنياء الأغبياء قصيرة=إذا جاوز الجوزاءَ حبْرٌ بحبره

على أنَّ عزّ المال كالمال نافد=وذو الفضل طمَّـاح لتخليد ذكره

وما في وسامات الفتى مَفْخر له=إذا لم تكن عنوان مكتوب صدره

ومنها : 

ومَنْ يحكم التنظيم في أمر جيشه=يكن جأشه في قوةٍ عند كرِّه

ومنها : 

وما قيمةُ الأشعار إن لم يكن لها=سوى خَبَر عن حلو عشق ومُرِّه

ومن نثره المسجَّع في فاتحة كتاب إلى صديق تعرَّف به في حمص عند عودته منها : 

 سلام أبهى وأبهج من الميماس ، وتحيات لا يُحاكيها سوى لطف من صحبت هنالك من خير الجُلاس ، وبث شوق يجلُّ عن أن يُحصيه قرطاس، أو يشوبه تناس ، إلى قرة عين المجد، وإكليل هام السعد ، أطال المولى بقاءه ويسَّر للمشوق لقاءه . 

ومنه في فاتحة كتاب إلى صديق آخر هنالك :  

سلام أزكى من ربا الأزهار ، وألطف من نسمات الأسحار ، وتحيات أحلى من وصال الحبيب على أمن الرقيب ، وبثّ فرط اشتياق لا تُحصيه الأوراق، إلى تاج هام المحامد ، وإنسان عين الكرام الأماجد ، أدام المولى بقاءه في مدارج الكمال ارتقاءه . 

بقية آثاره : 

وله : تفسير القرآن الحكيم مكتوب بخط يده على هامش المصحف الشريف الذي كان يقرأ به ، وله مولد شريف في 15 صحيفة سمّاه :  "المولد المسعودي" طبعه في بيروت في المطبعة الأهليَّة سنة 1336 ووزَّعه على أصدقائه  ، مَطْلعه : 

الحمدُ لله على آلائه=وحمدُنا إيَّاه من نعمائه

وأفضلُ الصَّلاة والسَّلام=على الذي هدى إلى الإسلام

من بعد ما الكفر دَجَا في الأرض=وعمَّها في طولها والعرض

والبغيُ سَادَ في قبائل العرب=ليس يبالي أحدٌ بما كسب

فعبدتْ ما صنعت من آلهة=وأصبحت بحُبِّهِنَّ والهة

ودفنت على الحياة اللاتي=ليس لها ذنبٌ من البنات

وختمه بدعاء في آخره : 

وأصْلِح الراعيَ والرعيَّـة=وأصْلِح الآباءَ والذريَّـة

وفِّق لترك سيِّئات البدع=ولاتِّباع الشَّارع المتَّبع

كن راحمَ الأحياء والأموات=ومُرْخِصَ الأسعار والأقوات

وأجزل الأجر لعبدٍ نَظَمَهْ=ونجِّ من نار الجحيم أعظُمَهْ

وَصَلِّ ربَّنا على النَّبيِّ =العربيِّ المجْتبى الأمِّيِّ

والآل والصَّحْب مع السلام=وأحسن اللهمَّ للختام

125         106 1101     سنة      1332 

                                  

تنظر هــنا الحلقة الأولى

---------------------------

  - مجلة ( الاعتصام ) الحلبية ، الجزء السابع : ( رجب 1348هـ = 1928م ) . 

  ) المعنى بالعربية كما