هناك من ينتمي لتيار معين كالعلمانية والليبرالية أو الماركسية، ويصرح بتوجهه الفكري بشجاعة ، ويلغي أي دور للدين في قيادة حياة الناس من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية، وهذا يلعب على المكشوف فتستطيع أن تحذره وتحذّر منه .
ولكن الخطورة عندما يأتي من يتظاهر أنه يحمل فكرياً إسلامياً ، ويستعمل في خطابه آيات من القرآن الكريم ، ويتستر بمصطلحات إسلامية ، ثم ينقض بعد ذلك على عقائد الإسلام الثابتة، ويقوم بتحريف أحكامه ، والطعن في مصادره ، فهو بذلك يجمع بين كفر وإيمان ، وإلحاد وإسلام، ويتخذ من أفكار المادية الملحدة وسائل ليفسر بها آيات القرآن فيحرفها .
قرأتُ لمستغرب عربي وهو أحد رموز العلمانية يعلن عن مؤتمر فيقول: (يقام في مدينة اسطنبول التركية هذا الشهر في 21 و 22 / 8 المؤتمر التأسيسي لما يسمى "نحو تيار إسلامي ديمقراطي " بحضور كريم من المفكر جودت سعيد ، و إن كنت أتمنى لو تمت تسمية المؤتمر ب " نحو تيار إسلامي ديمقراطي علماني ").
شعارات براقة وكأننا فقدنا ما عندنا من مصطلحات إسلامية حتى نلجأ لتسميات مستوردة فنلصقها بديننا فيطلقون على مؤتمرهم: (تيار إسلامي ديمقراطي) ، وحتى تعرف حقيقة توجهاتهم والمنطلقات التي يسيرون عليها : أنّ هذا الذي يعلن عن ذلك المؤتمر كشف حقيقته فتمنّى أن يكشف عن ذلك علانية بدل التستر والنفاق ، فكان جريئاً في مطالبتهم بإضافة العلمانية لعنوان المؤتمر فيصبح : ( تيار إسلامي ديمقراطي علماني) .
نعم إنهم يريدون أن يصنعوا لنا إسلاماً جديداً وفق مقاييس الفكر اللاديني الغربي ، فإن شئت سمّه بعد ذلك : (إسلام أوربي ، أو إسلام أمريكي، أو إسلام إلحادي) ، وهكذا حتى لا يبقى من لون الإسلام الحقيقي ولا طعمه ولا رائحته شيء .
ثم رحت أفكر لماذا يشرف على هذا المؤتمر شخصية غريبة في فكرها ، متقلبة في نمط تفكيرها مثل ( جودت سعيد) ؟؟!!
ولماذا يطلقون عليه هالة من العظمة فيسمونه (المعلم ) ؟؟!! وهو يعمل على تفكيك الإسلام وتحريفه، ولكن وللأسف باسم الإسلام وتحت شعار العقلانية المادية الماركسية.
منذ فترة طويلة وأنا أتابع ما يطرحه جودت سعيد : فأحببت أن أعرّف القراء بحقيقة فكره وما يدعو إليه ، لأن هناك وللأسف من ينخدع به ، ولا يعرف حقيقة المشروع الفكري الماكر الذي يسير عليه.
#فمن_الأفكار_التي_يركز_عليها_جودت_سعيد_وأتباعه:
?- يعتبر جودت سعيد من أبرز دعاة مذهب (السلم) ورفض العنف مهما كان وتحت أي مبرر ، فيعتبر الحرب ماتت حتى في حالة الدفاع عن النفس، حتى ولو لأجل استعادة الحقوق، حتى ولو كانت الدول مستعمرة ، ويلغي الجهاد في سبيل الله ويحصره فقط في الجهاد اللساني، دون الجهاد القتالي، ويمجد بغاندي الهندي، ويقول : ( لا يمارس الحرب حتى لأجل الحق إلا الجهلة و المغفلون والخبثاء الذين يستغلون جهل هؤلاء وغفلتهم).
?- ولعل أخطر ما في توجهات جودت سعيد الفكرية أنه يعتقد أن (الوحي) و(النبوة) قد انتهى دورهما، مع وجوب استبدالهما بقراءة التاريخ والسنة الكونية حيث يقول: "من هنا لما بدأ الاهتمام بالواقع والتفاهم مع الله بواسطة سننه، توقفت النبوة لأن النبوة مرحلة انتهت".
?- يعتبر آيات الأنفس والآفاق هي الأساس والأصل ، وآيات الكتاب هي صورة شكلية ، ودور آيات الكتاب دور مؤقت ينتهي بتوصيلك لآيات الأنفس والآفاق، فإذا وصلت لها فلا حاجة لآيات الكتاب ، لأنه التغى مفعولها.، لذلك يقول : "لم تعد ترهبني قعقعة الكلمات: (الله أو الرسول الروح، النفس) .
?- دور القرآن لمرحلة معينة فقط ، تسأله أخته ليلى في أحد اللقاءات فتقول له : ( عندما كنت شابة كنت أستمع للشيخ علي الطنطاوي فأستفيد منه فوائد كثيرة، وكان يشعلني حماساً ، أما الآن وبعد نضوجي الفكري ، فإذا استمعت له فلمجرد التسلية ولا أجده يفيدني بشيء، فهل يمكن أن تصبح علاقتي بالقرآن كعلاقتي بالشيخ الطنطاوي ؟؟!!
فأجابها أخوها جودت : نعم هذا شيء طبيعي لأن دور القرآن لمرحلة معينة فقط ،
?- ثم يعلن جودت سعيد في ذلك اللقاء المسجل فيقول : ( ماذا يفيدني القرآن لا يفيدني شيئاً ، مثلا القرآن يقول " لا تقربوا الزنى " هذا لا يجعلني أبتعد عن الزنى ، بينما العلم يقول : اذا زنيت فستقع في مرض الإيدز ، فهذا يخيفني يرعبني ).
?- العلاقة الوثيقة بين جودت سعيد مع الماركسي المهندس محمد شحرور ، يقول محمد شحرور: (وقبل أن أسلم كتابي ا?ول "الكتاب والقرآن" للطباعة زرته في قريته بئر عجم في محافظة القنيطرة السورية ، وعرضت له أفكار الكتاب وشجعني كثيراً على نشره والعمل به) .
وكانت ثمرة كتاب محمد شحرور إباحة الزنا بين الرجل والمرأة اذا كان بالتراضي ويجعل ذلك حلالا باسم ( ملك اليمين ) ، واعتبر أن تعاليم الإسلام تتبدل حسب واقع الشعوب وعاداتها .
وكانت تقام في بيت جودت سعيد لقاءات مع محمد شحرور يحضرها نخبة من أتباعه يقرؤون فيها كتابه "الكتاب والقرآن" ، ويعترف بذلك محمد شحرور على صفحته فيقول : ( وأوجه اليوم تحياتي للسيدة عفراء جلبي ولكل عائلتها وبالذات خالها ا?ستاذ جودت سعيد لوجود علاقات صداقة شخصية وفكرية بيننا).
https://m.facebook.com/Dr.Mohammad.Shahrour/posts/677953255654811
?- ودائماً يقوم جودت سعيد بالإطراء لفلاسفة الغرب ومفكريهم ويمجدهم أمثال المادي كارل ما ركس أو الفيلسوف سقراط أو كونت أو غيرهم ! كما يؤمن بنظرية النشؤ والارتقاء (التطور) التي قال به العالم البريطاني تشارلز روبرت داروين.
?- أما على مستوى العقيدة فإنه يحرف المعاني الشرعية كمعنى العبادة أو الشرك بمعانٍ يأتي بها من عنده فيقول : (الديمقراطية هي التوحيد الخالص).
جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول