بطل من أحفاد سيدنا خالد بن الوليد: عبد الرحمن القُبَّجي
الشهيد عبد الرحمن القُبَّجِي
ما أجمل أن يُتَوَّجَ حفظ القرآن بالشهادة في سبيل الله ، وما أطيبها من خاتمة للدنيا الزائفة ، وما أنقاها من شاب مليء بالحب والحنان ، إنه الشاب البطل عبد الرحمن القُبَّجِي ذو الابتسامة المعهودة دائماً ، ولد الشهيد سنة 1993 مـ في مدينة حمص ، وحيداً لأهله لا أخ له ولا أخت إلا أختاً له من الرضاعة ، نشأ في عائلة تَعلَمُ معنى التربية حقاً ومن والد كريم طيب النفس ، صادق القول ، ومن والدة عظيمة غرست في قلب ولدها الاجتهاد في العلم وحب العلماء ، ومن منَّا لا يعرف عائلة القبجي في حي بابا عمرو ذاك الحي الذي أنتج أبطالاً يُحتذَى بهم وبسيرتهم العطرة .
دخل الشهيد الثانوية الشرعية لعلماء حمص الواقعة في حي الخالدية عند المرحلة الثانوية ، درس وتعلم هناك على أيدي العلماء ، صاحب الصوت الجميل العذب ، وكم تدربنا سوية لحفظ وتأدية الأناشيد في الثانوية الشرعية ، لقد كان الحبيب عبد الرحمن محبَّا للخير دائما سبَّاقاً إليه وأشهد الله أنه لم يُغضب في يوم من الأيام أحداً وإن فعل أتى واعتذر منه ، حصل على شهادة الثانوية الشرعية 2011 وكان يمرُّ على أكثر من حاجزين للنظام في كل امتحان ونجح في النهاية ، وكان ينوي دخول قسم الأدب العربي لكن الشهادة في سبيل الله أقرب طريق للوصول إلى أعلى المراتب .
بدأ الشهيد البطل بإجازة للقرآن الكريم مع أحد القرَّاء في مدينة حمص ، ولم يُقَدَّر له إنهائها فقد وصل إلى الجزء التاسع ، وقد حدثني والده قبل الثورة بأنه سيزوجه بعد الانتهاء من الإجازة مباشرة وبأن بيته جاهز للعروس ، ولم يكن يدري أن الله قد اختار له بإذنه بيتاً أفضل وعروساً أجمل وشهادة في سبيله .
تعَرَّض حي بابا عمرو لهجمات شرسة من عصابات النظام الأسدي ، آخرها في شباط 2012 وكانت أعنف الهجمات وأشدها _ ونرجو الله أن تكون آخر الهجمات عليها _ وقد هُجِّر الأهالي بسببها وتدمر معظم الحي حينها وهي الهجمة التي استشهد فيها بطلنا عبد الرحمن .
المسعف البطل عبد الرحمن القبجي ، كان طالباً في مدرسة وانطلق ليغدو مسعفاً لحي بابا عمرو ينقل الجرحى إلى المشافي ويداويهم ، وهاهو الدكتور البطل محمد المحمد يروي لنا كيف استشهد عبد الرحمن ومن هو هذا البطل :
( هذا هو الشهيد عبد الرحمن بن سيف الدين القبجي الذي استشهد اليوم إثر إصابته منذ عدة أيام بشظايا صاروخ سقط على مشفى ميداني كان أحد كوادرنا الطبية ومع ذلك لم نستطع أن نقدِّم له أي شيء ، لأنه كان بحاجة إلى منفسة وإلى جهاز تنفس اصطناعي ، وبحاجة إلى أوكسجين ، منعه الجيش عدة مرات من الخروج من باباعمرو , استشهد اليوم وهو وحيد لوالديه أهله ليس لديهم أولاد لا من الذكور ولا من الإناث إلا عبودي ، رحمه الله وأدخله الجنة إن شاء الله وتقبله في عليين )
رحمك الله يا حبيبي يا عبد الرحمن وجمعنا الله سوية على حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نشرب من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً ـ لقد كنت نعم الرفيق والصديق والأخ ، أيها العريس الشهيد طبت وطاب ممشاك وبوَّأكَ الله في الجنة نُزلاً ....

بقلم : محمد علي الأبرش