بستان الباشا

 

 

 

 

الأستاذ: عبد الله زنجير
 
 

تصبب العرق على جبين و عيني ( رجب باشا ) أخذ زفرة عميقة و وضع طربوشه جانبا ، لم يصدق ما رأى ، لم يصدق ما قرأ .. بستانه الأثير على ضفاف النهر ، صار شوارع و عمارات يقصفونها بالطيران و المنجنيق ! و أهل حلب الذين تولى ولايتهم سنوات عديدة في القرن الثامن عشر ، تتناثر دماؤهم و صرخاتهم و آهاتهم
 
أمر مرير أن تبلغ أموال و أملاك عائلة الأسد 122 مليار دولار ( هذا ما أكدته أنفيستوبيديا 20 / 10 / 2012 م ) لو قسمت على 23 مليون - سكان سورية - تصبح حصة كل نسمة 5300 دولار كاش ، ما يعادل مجموعه نصف ميزانيات الدولة منذ 1970 م . حق للشعب الغاضب أن يثأر من فقره و من جوعه و من عذاباته ، أن يهرب من موته اليومي و إفك الأفاكين و المرابين وكفرة الشرف
 
بستان الباشا و الثروات المنهوبة و أسى الأجيال ، عناوين الإعلام و الحقيقة المشرئبة ، فهذا الحي الشامخ ثورة و شهامة و شهادة ، استعصى على القبر و استعصى على العطش . قصفوا معالمه المستحدثة و قصفوا أنبوب مياهه ( 8 - 9 - 2012 م ) تاريخه الرفيع و تضاريسه المرتفعة و تموضعه الاستراتيجي ، أزعج و أوغل الغول ، سيما و أن جواره الهلك شمالا و الشيخ خضر شرقا و الشيخ مقصود غربا
 
كمال شوان يختصر القصة عندما قنصوه عمدا في قلبه 8 / 8 / 2012 م ، لكن براميل البارود تشرح منسوب المجازر و ورطة شيخ كار القصابين .. في 27 / 8 انتشال الشهداء من تحت الأنقاض ، في 29 / 8 تدمير المباني الآهلة ، في 31 / 8 عشرات الشهداء و المصابين ، في 5 / 9 عشرة شهداء ، في 21 / 9 تدمير 3 عمارات
 
أطفال مدرسة الصباغ في 4 / 3 / 2012 م قتلى و جرحى ، طفل بعمر السنة و طفل بعمر الشهرين و امرأة استشهدوا بقصف 28 / 8 / 2012 م ، الطفل ماهر مطر - 10 سنوات - قتلوه بقصف مشفى زاهي أزرق .. الدخان الكثيف يغطي سماء بستان الباشا في 11 / 10 / 2012 م ، و اليوم أيضا تحت لافتة الهدنة
 
مشفى فرح اسم طريف للواقع القائم ، لم يستطيعوا حرقه . كما لم يستطيعوا طمس سرايا رجب باشا - قرب جادة الخندق - و التي تحولت لمديرية الثقافة
 


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين