(ليلة النصف من شعبان)

التقديم للبحث:

الفقيه البصير بطبيعة النصوص الشرعية يدرك أسباب الاختلاف الكبير بين العلماء، ويتفهم دوافعه، ويعلم أن طبيعة الأدلة

الشرعية، واختلاف مدارك العقول البشرية في التعامل معها كانت السبب الرئيس له، ولم ينشأ خلاف علماء أهل السنة والجماعة عن عمد أو هوى.

وإذا كان الخلاف يَهُون شأنُه في أعظم شعائر الدين الصلاة ما دام محتملا، فأتساءل مرة بعد أخرى: هل فضل ليلة النصف من شعبان أعظم من أركان الإسلام ومبانيه الأساسية، وأهم من استحلال الفروج والأبضاع، وأكبر من أكل الربا والمال الحرام!؟ لا أظن عاقلا يقول: نعم، فأتساءل مرة أخرى: فلماذا يثور الخلاف المرير كل سنة حول فضل ليلة النصف من شعبان، وجواز الاجتهاد فيها بالطاعات المشروعة؟! ولمصلحة من؟!

ولهذا فقد أحببت أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع، وأن أحرر هذا البحث المختصر، مستدلا لكل ما أقرره بالأدلة الشرعية وأقوال العلماء رحمهم الله، مبينا آراءهم المختلفة حول هذا الموضوع.

ولا يخلو هذا الكتاب من جديد:

1 فأوَّلُه مناقشةٌ حديثية لحديث فضل ليلة النصف من شعبان المروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، مشتملا على ردِّ إشكالات الإمامين أبي حاتم والدارقطني على الحديث، إذ إنني لم أجد أحداً ممن يثبت فضل ليلة النصف ناقش قوليهما في تضعيف حديث معاذ رضي الله عنه.

2 وثانيه مناقشةُ بعض فتاوى العلماء المعاصرين المنكِرين لفضل ليلة النصف من شعبان، وهم الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ صالح الفوزان.

وقد أسميت هذا الكتاب: «ليلة النصف من شعبان »، وأسأل الله عز وجل أن يوفقني للصواب، وأن يجعل هذا العمل في صحيفتي يوم الحساب، وأن يجزي خيرًا كلَّ من بذل مجهودا في هذا الكتاب.

 

تحميل الملف