باب قنسرين

 
 
 
الأستاذ عبد الله زنجير
 
 
هو الباب 5 الذي أعبر عبيره ، لكنه الباب 1 حميمية و حنينية و مصابيح مغروسة في الأضلاع ! خارجه غربا برية الكليماتي و قبر أبي و عظام جدي و ابن عمومته الشيخ أحمد شنون الحجار النبوي و حي الكلاسة ، و باطنه المحمص و العادلية - جامع الشيخ الرباني عبد القادر عيسى ، تأسس سنة 1555 م - و قلعة الشريف و كل حلب القديمة ، بناه سيف الدولة و جدده الملك الناصر في 654 ه فكان من روائع الحصون و الحاميات ، في دركاته 4 أبواب متتالية و خان و طاحون و قبر الولي الشهير خليل الطيار و البيمارستان الأرغوني و المباني الأثرية و الأوابد التاريخية.
 
قنسرين ( بالسريانية وكر النسور ) تبعد 30 كم جنوب غرب حلب و تعرف الآن بالعيس ، أساسها آرامي و فيها مقام النبي صالح ، كانت مدينة و حاضرة فصارت قرية صغيرة .. لكن بابها هنا استبدل خريفه ربيعا و ماضيه نشرا و نشورا ! مسجد الطرسوسي أمام الكريمية إمام حراك الحرية في باب قنسرين ، أحيانا كانت مظاهراته يوما بيوم كما في 27 و 28 / 9 / 2011 م ، و أحيانا شهداؤه مجازر جماعية كما في 21 / 9 / 2012 م حين سقط 5 مدنيين بقذيفة هاون ، و 21 / 10 / 2012 م حين سقط 8 شهداء منهم عائلة كاملة ( حسن فاخوري و والدته و شقيقته ) . و رغم قلة قاطنيه تعرض للقصف العنيف في 1 / 10 / 2012 م ، و رغم قلة قاطنيه خرج أحراره في 12 / 10 / 2012 م !! في سنة الثمانين و أمام جامع الرومي قتلوا عائلة قوجة ، و قتلوا أحمد درويش ، و الآن يقتلون حسن خياطة و كل هؤلاء.
 
الجاهلية المكشرة و أكدارها و أدبياتها قوارير عتيقة ، قدام قوانين التغيير و الأقدار الحقانية .. آلاف النازحين آلاف الجرحى عبروا عبارته ، لكنه لن ينزح لن يجرح - و هو مثخن الجراح - قرر أن يصنع ذاته و يسقي زيتونه ، يدا بيد و ساعدا بساعد.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين