باب الفرج...

الأستاذ عبد الله زنجير

قلب المدينة المعاصر ، و المعتصر ألمعية و أسبقية و أريحية .. باب الفرج
لم يوجد منذ 1904 م ، لكن وجد منذ عهد الملك الظاهر غازي ( ابن صلاح الدين ، والي حلب من 581 إلى 613 هـ ) كان أصغر الأبواب إنما أكثرها شهرة وأحلاها مسمّى . أمامه تماما برج الساعة المربع والمتربع وسط الساحة ، المدهش بمقرنصاته و دربزوناته ! أشرف عليه تصميما وتنفيذا النمساوي شارتيه ، أيام رائف باشا سنة 1899 م
 
أنشئ البرج مكان قسطل السلطان سليمان القانوني ، غربي مسجد بحسيتا التاريخي - 1350 م - وشمال غرب حلب القديمة ، وإذ به رمزا لكل حلب وميادينها و أوتيلاتها ووكالاتها التجارية سيما الساعات و السلع ( ساعة البرج معطلة وعقاربها متوقفة منذ تسلط الديكتاتورية ) وفي ذاكرتي أن المرة الوحيدة التي جلست فيها بالمقهى ، كانت بصحبة أبي - رحمه الله - منتصف الطريق الموصل للمتحف والشرطة السياحية ، جنوبي حي بستان الكلاب ( غل آب بالفارسي أو ماء الورد ) و كذلك زرت مرات المكتبة الوطنية  جنوب الساعة وجارتها ، مقابل الشيراتون الجديد - وهو من استثمارات مجموعة الخرافي الكويتية - و جهة المنشية أكلت من فلافل أرزة لبنان وشربت من عيرانه اللذيذ ، قبل أن يهدمه حسين بطاح
 
باب الفرج ، الذي منح اسمه لإحدى قرى الحسكة والجزيرة ، كان مقصلة أو مشنقة للقاتلين و السفاكين - رأيت بعضهم معلقا على الأعواد - وهو اليوم يتململ و يدندن ألحانه العميقة الجارحة ، اشتاقته البطولات السالفة وسوالف المواقف والأجداد .. في 30 / 6 / 2011 م تجمع 100 فدائي يهتفون بصرخة الحق والحرية ، لم يبالوا بشبكات الشبيحة وأشباه الرجال ! خرجوا أيضا في 27 / 6 و 1 / 7 و 3 / 7 / 2011 م ، ويوم 21 / 7 امتلأت أرصفته وعبارات عماراته بمناشير التغيير ، التغيير القاني الممهور بالشمس وشلالات الدم الغالي
 
معارك كثيرة في معترك باب الفرج ، كما في 15 / 3 و حتى 9 / 11 / 2012 م .. العشرات من مجهولي الهوية استشهدوا ، الناشطون لم يدونوا سوى اسم : رشيد البكور في 21 / 8 / 2012 م على حد معرفتي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين