الواو ومواقعها في النظم القرآني

التقديم للبحث:

هذه رسالتي التي تقدمت بها إلى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ، منذ أكثر من ثلاثين عاما ، تحت عنوان "الواو ومواقعها في النظم القرآني"، ومع أن لجنة المناقشة أوصت بطبعها ، وتوزيعها على الجامعات ، فإنني شغلت عنها بمؤلفات وثيقة الصلة بها ، وأخص منها "من أسرار حروف الجر" و "من أسرار حروف العطف" و "الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ" ثم توالت أبحاثي في أسرار إعجاز القرآن، في وقت تعالت فيه أصوات من ينكرون إعجاز القرآن، ويرون أن القرآن نص عربي كسائر النصوص العربية، يقولون هذا بعد أن استسلم أصحاب البيان من العرب المعاصرين للنبوة، وعجزوا عن الإتيان بمثل أقصر سورة من الكتاب الحكيم، على الرغم من تحدي القرآن لهم ليل نهار، وهم الفصحاء الذين يرون أن اللغة عرضهم وشرفهم، وميدان التسابق والتفاخر بينهم، ولم يتقدموا ببيت من الشعر أو بحكمة، أو مثل، أو خطبة، يقارعون بها القرآن، وهم الحكم الوحيد في هذه الخصومة، لكنهم لم يفعلوا، وكان بإمكانهم أن يدعوا ذلك ولو مغالبة، غير أنهم أبوا أن يفعلوا ذلك؛ تقديساً للغتهم.

 

وحديثي عن منكري إعجاز القرآن وثيق الصلة بموضوع رسالتي، الحافلة بمئات الشواهد على إعجاز القرآن في نسق النظم، من خلال مواقع "الواو" في نظم القرآن ، وهي وغيرها من مباحثي في الإعجاز نقطة في بحر زاخر مما خطته براعات أساطين العلماء، الذين قدموا الأدلة الناصعة عن الإعجاز في لغة القرآن: مفرداته وتراكيبه، وفي معانيه ومبانيه، مما امتلأت به كتب التفسير، والإعجاز، ومؤلفات البلاغيين، وكتب المتشابه اللفظي وغيرها، مما تحاول هذه الأصوات اليوم، أن تُغَطِّي على هذه الجهود، التي بذلها هؤلاء الأعلام، وعلى حبات العرق، التي سالت من جباههم الشريفة.

 

تحميل الملف