الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

 

تقديم البحث:

فإن "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، المعروفَ بتفسيرِ ابن عطية، هو من أشهرِ التفاسيرِ في الغربِ الإسلاميّ، إلى جانبِ تفاسير: القرطبي وأبي حيان وابن جُزي ومكي القيسي، وهي من أشهرها في الشرقِ كذلك.

وقد وفق الله تعالى الباحث لعملِ مستدركٍ على تفسيرِ ابنِ كثير، وآخرَ على تفسيرِ البغوي، وبحثتُ عن تفسيرٍ ثالثٍ مشهورٍ بين أيدي الناس، يحتاجُ إلى استدراكٍ كذلك، لتكونَ فائدتهُ مؤكدة، فوجده في تفسيرِ القاضي الأديبِ المجاهدِ أبي محمد عبدالحق بن عطية الأندلسي، المتوفَّى سنة 542 هـ.

وهو تفسيرٌ كبير، طبعتهُ وزارةُ الأوقافِ المغربيةُ محققًا في (16) مجلدًا، وكذلك أصدرته وزارة الأوقافِ القطرية محققًا، ونشرتهُ دار ابن حزم في مجلدٍ واحدٍ (مضغوط)، بلغت صفحاته (2019 ص). وهو عن الطبعة القطرية.

وهو عجبٌ في بابه! يدلُّ على ثقافةِ صاحبهِ العاليةِ المتنوعةِ الموسوعية!

فهو عدةُ أنواعٍ من التفاسيرِ وليس تفسيرًا واحدًا!

فيمكنُ أن يجرَّدَ منه كتابٌ كبيرٌ في (معاني القرآن)، وآخرُ في (القراءات)، وثالثٌ في (الأحكام)!

هذا عدا الآثارِ والشواهدِ الكثيرة، إلى جانبِ أسبابِ النزول، والتعرضِ للعقائدِ خاصة، وإيرادِ آراءِ فرق، وخاصةً المعتزلة، مع نقدها..

فمن الوجوهِ التي استُدركها الباحث على التفسير قول المؤلف مرات: وباقي الآيةِ بيِّن، أو واضح. ولا يوردُ تفسيره.

وكذلك قولهُ إنه سبقَ تفسيرُ مثله. ولا يقولُ هذا في كلِّ مرةٍ إذا لم يفسِّر.

وقد يفسِّرُ الآيةَ بالكلماتِ الواردةِ فيها، ولا يغيِّرُ فيها سوى تصريفها.

وقد يفسِّرُ منها لفظًا واحدًا، ولا يشيرُ إلى ذلك عند الاستدراكِ عليه.

للاطلاع على البحث هــــنا