الهجرة إقامة دولة -4-


*  جهود النبي صلى الله عليه وسلم  لتنظيم العلاقات داخل مؤسسات الدولة:-
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم  ينظم العلاقات داخل هذه الدولة
 *  فمع الدستور الرباني المنزل منهاجاً للحياة (القرآن الكريم).
*  أوجد صلى الله عليه وسلم  (السلطة التشريعية) ويتمثل في الوثيقة التي تنظم العلاقة داخل حدود هذه الدولة بين المسلمين وأهل يثرب واليهود وما بها من بنود تحدد المعايشة والمواطنة بين الجميع,
* وحتى تقوى هذه الدولة وتعيش عيشاً كريماً بقرار مستقل ومستقر لا يتزعزع نظم صلى الله عليه وسلم  الحياة الاقتصادية، فأنشأ صلى الله عليه وسلم  سوقاً خاصاً للمسلمين بعيداً عن تحكم اليهود في  الثروة والمال والاقتصاد.
*ولتأمين هذه الدولة من أي ضغوط خارجية لاسيما أوقات الأزمات فسيطرت الدولة على مصادر الثروة المائية فاشترى عثمان بن عفان بئر رومية وجعلها صدقة  للمسلمين بعيداً عن سيطرة اليهود على المياه.
* وأمًن حدود هذه الدولة بالعيون (المخابرات) الذين ينقلون أخبار الأعداء ،و(حرس الحدود) الذين يؤمنون الطرقات الخارجية للمدينة.
*وأمًن صلى الله عليه وسلم  نقص السلاح فقال: (يا صفوان، هل عندك من سلاح؟" قال: عاريةً أم غصباً؟ قال: لا، بل عاريةً" فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعاً، وغزا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم  حنيناً) البخاري.
* واهتم صلى الله عليه وسلم  بالجانب العسكري والتدريبي فعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُول (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ)  مسلم.
 و كَانَ (أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  بِتُرْسٍ وَاحِدٍ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ فَكَانَ إِذَا رَمَى تَشَرَّفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  فَيَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ نَبْلِهِ) البخاري. 
وعن بن شمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول (مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا أَوْقَدْ عَصَى) رواه مسلم.
وقال لسعد بن أبى وقاص (ارم فداك أبى وامى ) البخاري.
 *وشكل قوة ردع لعقاب رؤوس الأعداء (القوات الخاصة) بقيادة محمد بن مسلمة.
* واهتم صلى الله عليه وسلم  بالناحية الإعلامية كذلك لاسيما الشعر فعن البراء بن عازب قال: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  لِحَسَّانَ بن ثابت (اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ) البخاري ومسلم.
وغيرها من سياسات وإجراءات لحماية ووقاية الدولة الوليدة.
* واهتم صلى الله عليه وسلم  بالجانب التربوي والتعبدي والأخلاقي والسلوكي فأقام المسجد وآخى بين المهاجرين والأنصار. وبذلك كانت الهجرة النبوية من أضخم الأحداث في تاريخ الدعوة الإسلامية،
حيث أصبح للمسلمين دولة توفر الأمن والأمان لرعاياها وتوفر الدعاة ليبلغوا رسالة الإسلام إلى الناس في الداخل والخارج وتتكفل بحمايتهم من أي عدوان عليهم وتنتقم من كل من يسيء إليهم.
فوقفوا أمام من يحاربهم ويصدهم عن دينهم، وواجهوا المنافقين وتصدوا لهم.
وما عاد باستطاعة المشركين حصارهم اقتصادياً ولا اجتماعياً كما حدث من قبل في شِعب أبى طالب.
وما عاد في مقدرتهم أن يلحقوا بالمسلمين الأذى والمعاناة.
وأصبحت الوفود تأتيه صلى الله عليه وسلم  في مكانه بالمدينة.
وأشرقت الأرض بنور ربها، وبدأت مرحلة جديدة.
ومن ثم اتجه المسلمون للبناء والعطاء ونشر الإسلام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين