النساء الداعيات

النساء الداعيات

د. توفيق يوسف الواعي

التقديم للبحث:

فلقد خطت الدعوة الإسلامية في العصر الحاضر خطوات مباركة طيبة كان لها أكبر الأثر في المجتمعات الإسلامية وكنا نتطلع مع هذه الصحوة المباركة إلى دور المرأة المسلمة في هذا العمل المبارك، وقد بدأ فعلا هذا الدور وكان يلزمه زاد يوضح معالم الطريق ويصل أوله بآخره، وتطلعنا إلى هذا الزاد فوجدنا المكتبة العربية غنية بأخبار السلف من الصالحات المجاهدات الداعيات العاملات، ولكن هذا الغناء كان غير واصل إلى الفتاة المسلمة والمرأة المؤمنة لأنه كان حبيس المراجع وأمهات الكتب فأحببنا أن نوصله إلى أصحابه ونضعه بين يدي العاملين في حقله فكان لنا هذا الكتاب المتواضع الذي خطا خطوة على الطريق أرجو أن تتبعها خطوات .

 على أن دور المرأة المسلمة في العصر الحاضر لم يأخذ حقه المطلوب أو المراد ولم يلقَ الالتفاتة المناسبة التي تستفيد من تلك المواهب التي حاول أصحابها إبرازها في مجالات أخرى لعدم وضوح الطريق والقدرة على استغلال الطاقات وتوجيه المواهب للمرأة المسلمة.

 وقد استوعبت الدعوة الإسلامية في عصرها الزاهر كل الطاقات وكل المواهب للمرأة في مجالات شتى، والأمة اليوم أحوج ما تكون إليها، ووقف الجيل الحاضر عاجزاً حتى عن فهم طبيعة هذا الدور فضلا عن إحسان العمل فيه .

 وكتابنا اليوم يضع النقاط على الحروف في هذا الميدان ويفتح ملف هذه الحقب ويبرز لبنات هذه الأدوار المهمة وبطلاتها حتى تفهم الفتاة المسلمة وتعلم المرأة العالمية أن المرأة المؤمنة كان لها دور في التاريخ الحضاري الإسلامي لا يقل أهمية عن دور الرجل ولكن في عفة وكرامة وتمايز للطبائع والأدوار وكلٌّ ميسر لما خلق له. وكتابنا هذا مهدى إلى فتيات الصحوة الإسلامية أولا وإلى كل امرأة ثانياً وإلى بناتي ثالثاً وإلى نساء العالم رابعاً، والله نسأل أن ينفع به وأن يوفق العاملين لما يحب ويرضى.