النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أفضل الخلق

مما يدلُّ على قدْر نبيِّنا في القرآن الكريم أمور:

الأوَّل: أنَّ الله لم يناده إلا باللقب الدَّال على التعظيم: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ}  [الأنفال: ٦٥]  {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ}[المائدة: ٤١]  {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّل}[المزمل: ١]  {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّر}[المدثر: ١] ونادى غيره من الأنبياءِ بأسمائهم  {يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[البقرة: ٣٥]  {يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ}[هود: ٤٨]  {يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}[هود: ٧٦]  {يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ}[القصص: ٣١]  {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}[ص: ٢٦]  {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ}[آل عمران: ٥٥].

الثَّاني: نهى الله الأُمَّة أن تناديه باسمه فقال تعالى: {لاَ تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا} [النور: ٦٣] قال ابن عبَّاسٍ: كانوا يقولون: يا محمَّد، يا أبا القاسم، فلما نزلت الآية، قالوا: يا نبيَّ الله، يا رسول الله.

وحكى الله تعالى عن الأمم السابقة: أنهم كانوا ينادون أو يذكرون أنبياءَهم بأسمائهم {قَالُواْ يَامُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: ١٣٨] {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة: ١١٢] {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}}  [النمل: ٤٤].

الثَّالث: أنَّ الله تعالى أقسم بحياتِه، فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون}  [الحجر: ٧٢] ولم يقسم بحياة مَلَكٍ ولا رسول سواه، ومن هذا أخذ الإمام أحمد في أحد قولَيه: أنَّ اليمين بالنبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تنعقد، وفيها الكفَّارة.

الرَّابع: كان من لغة الأنصار وغيرهم من بعض قبائل العرب في الجاهليَّة أن يقول الشخص لمن يخاطبه: راعني سمعك، فقالها اليهودُ للنبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قاصدين سبه بالرعونة -وهي الحمق- فنهى الله المسلمين الذين كانوا يقولونها بحسن نية، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ}  في مخاطبتكم للنبي {رَاعِنَا}  ولكن {وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا}  [البقرة: ١٠٤] وذمَّ اليهود على قصدهم السَّيئ بهذه الكلمة، فقال: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ}  هم اليهود {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ}  للنبي {سَمِعْنَا} ﮋ   قولك {وَعَصَيْنَا}  أمرك {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}  دعاء عليه، أي لا سمعت {وَ}  يقولون له أيضًا {وَرَاعِنَا}  وهي سب بالحمق في قصدهم {لَيًّا}  تحريفًا {بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ}  قدحًا  الإسلام بسبِّ النَّبيِّ والقدح فيه {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ}  له {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}  بدل «وعصينا» {وَاسْمَعْ}   ولم يقولوا: «غير مسمع» {وَانظُرْنَا}  بدل «وراعنا» {لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ}  مما قالوه {وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلا}  [النساء: ٤٦].

وفي الآية دليل على أمر آخر، وهو:

 الخامس: أنَّ الله تعالى جعل سبَّ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم طعنًا في الدِّين والطاعن في الدِّين كافرٌ، فسابُّ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كافرٌ، وعلى هذا إجماع العلماء.

السَّادس: أنَّ بعض الرسل كانت لهم زوجات كافرات، كنوحٍ ولوطٍ عليهما السَّلام، ونبينا حرَّم الله عليه نكاح الكافرات، فكانت زوجاته مؤمنات كلهنَّ رضي الله عنهنَّ.

السَّابع: أنَّ الله جعل زوجاته أمهات المؤمنين، قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: ٦].

الثامن: أنَّ الله تعالى حرَّم نكاحهنَّ من بعده صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فقال تعالى: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}  أي ذنبًا عظيما  [الأحزاب: ٥٣].

فمكثن بعده في بيته وعلى نفقته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، من فدك وخيبرَ، والسِّر في ذلك: أنه حيٌّ في قبره الشَّريف، والحي لا تتزوَّج نساؤه.

التَّاسع: أخبر الله تعالى أنه وملائكته يصلُّون عليه، وأمرنا بالصَّلاة والسلام عليه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}  [الأحزاب: ٥٦] وهذه رتبةٌ لم ينلها مَلَكٌ ولا رسولٌ.

العاشر: أنَّ الله تعالى أمدَّه بالملائكة جاهدت معه في غزوتي بدرٍ وأُحدٍ، كما جاء في سورتي (آل عمران) و(الأنفال)، وهذه رتبة لم ينلْها رسولٌ قبله.

الحادي عشر: أنَّ الله تعالى نصره بإلقاء الرُّعب في قلوب أعدائه، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان}  [الأنفال: ١٢].

الثَّاني عشر: أنَّ الله تعالى يُعطيه قبل أن يسأله، كان صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يرفع رأسه إلى السَّماء يريد تحويل القبلة إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى عليه {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}  [البقرة: ١٤٤].

وهمَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بطلاق بعض نسائه خشيةَ أن يكون ميله لغيرها أكثر، فأنزل الله عليه: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ}  تؤخر من تشاء من أزواجك عن نوبتها {وَتُؤْوِي} ﮋ   تضم {إِلَيْكَ مَن تَشَاء}  منهن {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ}  عن القسمة {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ}  [الأحزاب: ٥١].

في طلبها وضمها إليك، فأعفاه من وجوب القَسم بينهن، وخيره فيه، حتَّى لا تحرم إحداهن من شرفِ انتسابها إليه، وكونها من زوجاته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولما نزلت هذه الآية قالتْ له عائشة رضي الله عنها: «أرى ربك يسارع في هواك».

الثَّالث عشر: لما اتهم ابن أُبيّ المنافق، عائشة رضي الله عنها، أنزل الله يبرئها ببضع عشرة آية من (سورة النُّور)، افتتحها بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم}  [النور: ١١] واختتمَها بقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم}  [النور: ٢٦].

قالت عائشةُ: كنت أرجو أن يبرِّئني الله برؤُيا يراها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكنتُ في نفسي أقل من أن يُنزل في شأني قرآنٌ يُتلَى.

قلت: لكن الله لشدَّة عنايته بنبيِّه سجَّل براءة زوجه في كتابه الكريم، ليبيِّن بوضوح طهارة ساحته الكريمة مما يشين.

الرَّابع عشر: لما حصل عن عائشة وحفصة في حقِّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ما يحصل عادةً بين الرجل وأزواجه، خاطبهما الله تعالى بقوله: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}  مالت إلى تحريم مارية الذي أسره إلى حفصة، وأفشته إلى عائشةَ، وهو أمر يستوجب التَّوبة {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}  تتعاونا على النبيِّ فيما يكرهه {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ}  ناصره عليكما {وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}  أبو بكر وعمر رضي الله عنهما {وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير}  [التحريم: ٤]، أي: عونًا في نصره عليكما.

وهذه الآية تدل على أنَّ الله تعالى يعتني برسوله عنايةً دونها كل عنايةٍ، وأنَّ منزلته عند مولاه لا توازيها منزلة، فما نعلم أنَّ الله تعالى نصر رسولًا على أعدائه بهذه الصُّورة الرائعة التي وعد بها رسوله في نصره على زوجيه.

حقًّا إنها صورة يعجز القلم عن وصفها ويحارُ العقل في تقدير عِظمها!

الخامس عشر: حكى الله عن الأنبياء أنَّهم دافعوا عن أنفسهم تهم قومهم لهم، فنوح، قال: {قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين}  [الأعراف: ٦٧] وموسى، قال لفرعونَ: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَافِرْعَونُ مَثْبُورًا}  [الإسراء: ١٠٢] هالكًا، وهكذا لوط وشعيب وغيرهما.

ونبينا تولَّى الله الدفاع عنه، قال له المشركون: {لَسْتَ مُرْسَلاً}  [الرعد: ٤٣] فرَدَّ الله عليهم بقوله: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين}  [البقرة: ٢٥٢] ووصفوه بالجنون، فردَّ الله عليهم بقوله:{مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُون}  [القلم: ٢] وبقوله: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُون}  [التكوير: ٢٢] وقالوا له -حين أبطأ عليه الوحي- قلاك شيطانك، فردَّ الله عليهم بقوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}  [الضحى: ٣] وقالوا: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ}  قين نصراني. فردَّ عليهم: {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين}}  [النحل: ١٠٣] وأنكر اليهود نبوَّته حين سئلوا عنه، فأنزل الله ردا عليهم {لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا}  [النساء: ١٦٦].

ولما ماتَ ابنه إبراهيم عليه السلام، قال المشركون بتر محمد، فأنزل الله ردًّا عليهم (سورة الكوثر)، قال فيها: {إِنَّ شَانِئَكَ}  مبغضك {هُوَ الأَبْتَر}  [الكوثر: ٣].

وهكذا لا تجد المشركين أو اليهود، وجهوا تهمة للنبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلا ردها الله عليهم أبلغ رد، وكذبهم فيها أقبح تكذيب، ولم يفعل ذلك مع رسول قبله، وإلى هذا أشرت بقولي في الاستغاثة الآتية بعد:

نبيٌّ تولَّى الله عنه دِفاعَهُ= وخَيَّبَ قومًا قد رَمَوْهُ بجُنَّةِ

السادس عشر: أن الله تعالى دافع عن أصحابه، تكريمًا له عليه الصَّلاة والسَّلام، اقرأ قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء}  يقصدون أصحاب النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال تعالى يرد عليهم أبلغ رد: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُون}  [البقرة: ١٣] ولم يدافع عن أصحاب رسول قبله.

السَّابع عشر: أنَّ الله تعالى زكى جملته بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}  وزكَّى نطقه بقوله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى  (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}  وزكى علمه بقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}  [النجم: ٥- ٦] وزكى قلبه بقوله: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}  [النجم: ١١] وزكَّى بصره بقوله: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}  [النجم: ١٧]، ثم زكى خلقه بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم}  [القلم: ٤]، فزكَّاه جملة وتفصيلًا، وما زكَّى رسولًا بهذه الكيفية.

الثَّامن عشر: أنَّ الله تعالى جعله خاتم النبيين، قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}  [الأحزاب: ٤٠].

التَّاسع عشر: أنَّ الله تعالى أرسله للعالمين الإنس والجنِّ، وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}  [الفرقان: ١]، وفي (سورة الرحمن) توجَّه الخطاب بالبشارة والإنذار للإنسِ والجنِّ جميعًا.

العشرون: أنَّ الله تعالى أرسله رحمة للعالمينَ، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}  [الأنبياء: ١٠٧]. ومعنى ذلك أنَّ الله تعالى دفع برسالته الخسف والمسخ والقذف بالحجارة من السماء، وغير ذلك ممَّا كان في الأمم السَّابقة.

الحادي والعشرون: أنَّ الله جعل وجوده في مكان مانعًا من نزول العذاب بأهله ولو كانوا أبغض الخلق إلى الله، إكرامًا له عليه الصَّلاة والسَّلام، قال تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ}  أي مشركو مكة {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا}  ما أتى به محمد {هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم}}  [الأنفال: ٣٢] وهذا منتهى العناد في الكفر يستوجب الغضب والمقت، ونزول العذاب العاجل.

ومع ذلك قال الله تعالى يخاطب نبيَّه: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}  [الأنفال: ٣٣]، هذا تكريم لا يوازيه تكريمٌ.

الثاني والعشرون: أنَّ الله تعالى وجه إنذارًا للملائكة في القرآن الذي أنزل عليه، قال تعالى: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ}  أي: الملائكة {إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}  [الأنبياء: ٢٩].

وبهذه الآية مع آية: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}  [الأنعام: ١٩]. استدل الحافظ السُّيوطيُّ على أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم رسول إلى الملائكة، انظر كتابه "الأرائك في إرسال النبي إلى الملائك".

الثالث والعشرون: أنَّ الله تعالى أنزل سورًا خاصة تنوه بعظم قدره، مثل (سورة الفتح)، و(الضُّحى)، و(الانشراح)، و(الكوثر)، و(النصر).

الرَّابع والعشرون: أنَّ الله تعالى أخذ الميثاق على النبيينَ أن يؤمنوا به وينصروه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ}  وهو محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي}  عهدي {قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِين (81) فَمَن تَوَلَّى}  أعرض {بَعْدَ ذَلِكَ}  الميثاق من أتباعِكم {فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}  [آل عمران: 81، 82]. وفي هذا تنويهٌ كبير بقدر نبيِّنا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وإليه الإشارة بقولي في الاستغاثةِ:

وفي آيةِ المِيثَاقِ عَهْدٌ مُؤكَّدُ


 

مِن الله للرُّسْلِ الكِرامِ بجُمْلَةِ


يقاربه ما حكاه الله تعالى عن خليلِه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السَّلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ} أي: أهل البيت الحرام {رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم}  [البقرة: ١٢٩] فاستجاب الله تعالى دعاءهما بنبينا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

وما حكاه عن التوراة والإنجيل {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}  في الدنيا {فَسَأَكْتُبُهَا}  في الآخرة {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون} (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}  محمدًا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم {الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ}  باسمه ونعته {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}  مما حرَّم في شرعهم {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}  كالميتة والخنزير {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} ﮋ ﮋ  ﮍ  ثقلهم {وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}  الشَّدائد،  كقتل النفس في التوبة وقطع أثر النَّجاسة من الثوب {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}  وقروه {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}  [الأعراف: 156-١٥٧].

وما حكاه عن عيسى عليه السلام {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}  [الصف: ٦]. وهؤلاء زعماء الرُّسل وكبراؤهم، فأي تنويه يوازي هذا أو يقاربه؟!

الخامس والعشرون: أنَّ الله تعالى: جعل محبَّته موقوفة على اتباع رسوله وجعل طاعته طاعة له، وأمر بطاعتِه وطاعة رسوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم(31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِين}  [آل عمران: ٣١ - 32].

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}  [النساء: ٥٩].

{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: ٨٠].

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: ٧].

في آياتٍ كثيرةٍ، وأخبر عن الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وعيسى وغيرهم أنهم أمروا قومهم بطاعتِهم حيث قال كل واحد لقومه: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُون}  [آل عمران: ٥٠].

والسِّر في ذلك: أنَّ الله تعالى كما تولَّى الدِّفاع عنه، تولى توجيه الأمر بطاعته، وحيث ترك الأنبياء يدافعون عن أنفسِهم ترك لهم توجيه الأمر بالطَّاعة، وبين المقامين فرق لا يَخفى.

السَّادس والعشرون: أن الله تعالى كثيرًا ما يقرن ذكر رسوله بذكره، نحو: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُون}  [البقرة: ٢٧٩].

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [الأنفال: ١٣].

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}   [الأنفال: ٢٤].

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ} [الأنفال: ٢٧].

{قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: ١].

{وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِين}} [التوبة: ٦٢].

{وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} [التوبة: ٣].

{بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ١].

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٢٤].

{أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} [النور: ٥٠].

{إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} [الأحزاب: ٣٦].

{قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: ٢٢].

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [الأحزاب: ٥٧].

{لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١] وفي هذا تشريف كبير لنبيِّنا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، لم ينله رسول قبله.

السَّابع والعشرون: أنَّ الله تعالى أوجب الاستسلام لحكمه، والانقياد له وجعل الإيمان موقوفًا على ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}  [النساء: ٦٥].

فهذه الآية أوجبتِ الاستسلام لحكمه استسلامًا مطلقًا لا معارضة فيه، ومعنى هذا: أن حكمه لا يكون إلا صوابًا، لأن الصَّوابَ هو الذي يجب قبوله والذين قالوا: إنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام يخطئ في اجتهاده، غفلوا عن هذه الآية التي ترد قولهم.

وانظر هذه الآية، ووازنها بقول الله تعالى لداود عليه السلام: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}  [ص: ٢٦] تجد الفرق واضحًا بين المقامين، والبون شاسعًا بين الخطابين.

الثامن والعشرون: أن الله تعالى نهى عن رفع الصوت فوق صوته عليه الصَّلاة والسَّلام، وعن الجهر له بالقول كما يجهر بعض الناس لبعض، وجعل ذلك موجبًا لحبوط الأعمال كالرد، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}  مخافة {أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُون}  [الحجرات: ٢].

التاسع والعشرون: أن الله تعالى ذم الأعراب الذين نادوه من وراء الحجرات، ولم ينتظروا خروجه من غير أن يزعجوه {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُون (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}  [الحجرات: ٤ – ٥] لمن تاب منهم.

الثلاثون: أن الله تعالى وكل إلى اليهود حفظ التوراة، حيث قال:{وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء}  [المائدة: ٤٤].

فأضاعوها وحرفوها حسب أهوائهم، كما سجل الله تعالى عليهم ذلك في غير آية، وكان مصير الإنجيل كذلك، لكنه تعالى تكفل بحفظ كتابه الذي جعله معجزة نبيه الكبرى، فقال جل شأنه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}  [الحجر: ٩] فلم يدخله تبديل ولا تحريف، ولن يدخلاه أبدًا، فهو خالد مدى الدهر، يرشد الإنسانية إلى طريق سعادتها، ويسايرها في حضارتها الحقة، وينبه العلماء إلى استجلاء أسرار الطبيعة، واكتشاف خفايا المادة، ويخاطبهم بأن ما وصلوا إليه من ذلك -وإن كان كثيرًا عندهم- قل من كثر، وغيض من فيض {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}  [الإسراء: ٨٥] وليس من الكتب المنزلة كتاب يحفظ عن ظهر قلب غيره. قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}  سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}  [القمر: ١٧] فهل من حافظ له؟ ومتعظ به؟ والاستفهام بمعنى الأمر: أي احفظوه واتعظوا به.

فلهذه الأمور وغيرها -مما يزيد أن نجمعه في كتاب خاص ([1]) بحول الله تعالى- أجمع العلماء على أن نبينا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أفضل الخلق على الإطلاق، حتى أن الإمام الرازي وغيره ممن قالوا بأفضلية الملائكة على الأنبياء، صرحوا بأن النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مستثنى من هذا وأنه أفضل من الملائكة بلا نزاع ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا اثنان: أحدهما: ابن حزم، فإنه زعم أن الملائكة أفضل منه، والثاني: الزمخشري فإنه زعم أن جبريل عليه السلام أفضل منه. وهذان القولان في غاية الشذوذ ولو تأمَّل صاحباهما تلك الأمور التي قدمناها، بإمعان. لما خرجا على الإجماع ولا شذَّا عنه، وبالله التوفيق.

من كتاب: " خواطر دينية



([1]) وفَّقني الله إلى تأليف كتاب "دلالة القرآن المبين على أن النبي أفضل العالمين" وهو مطبوع.


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين