المهدي بين الشيعة وأهل السنة

إن قضية المهدي هي إحدى أكثر القضايا جدلية في العصر الحديث؛ ذلك أنه ترتب عليها عند بعض الناس تواكلٌ وتركٌ للسعي في شؤون الأمة في انتظار الإمام المهدي، وهذا ما حدا بعضَ الدعاة العقليين إلى إنكارها، وترتب عليها عند بعض طوائف الشيعة العمل على إشاعة الفوضى والظلم واستحلال الدماء تعجلًا لخروجه.

وقد اتفق السنة والشيعة على مجيء المهدي، وجاءت الروايات متعاضدة على ذلك، لكن هذا لا يعني الاتفاق فيما وراء ذلك؛ فبينما لم يكن المهدي عند السنة سوى رجلٍ صالح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه في آخر الزمان، يؤمن المسلمون بما صح من صفته وسيرته كأيٍّ من الأخبار النبوية الأخرى دون أثر لهذا الخبر في الحكم على الناس بالإيمان والكفر، أصبح عند الشيعة جزءًا من الإيمان والشريعة حتى طغى على أسس الدين الأخرى، وترتب على الإخبار به أشياء كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان مما لا يقبله عقل ولا يقره نقل، ووصل بهم الأمر إلى اصطناع الروايات واختلاق الأحاديث وكذبها على أئمة آل البيت الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين؛ فَحَسْبُنا دراسة قضية المهدي وحدها عند الشيعة لنأخذ نموذجًا عن الضياع والشتات الذي عاشه الشيعة في التاريخ الغابر ويعيشونه يومنا الحاضر.

وجاء الحديث عن هذه المسألة في مبحثين:

المبحث الأول: المهدي في ضوء عقيدة الشيعة. المبحث الثاني: المهدي في ضوء عقيدة أهل السنة.

وختم الباحث ذلك بجدول للمقارنة، ثم تعقيب بعنوان: أي المهديَّين أحقُّ أنْ يُتَّبَع؟