تقديم للكتاب:
فقد طلب مني بإلحاح طالب علم لا تسعني مخالفته، أن أقدم له المنهج الأمثل الذي يسير عليه في حياته العلمية والعملية، وما أراه له من نصائح ووصايا ينتفع بها في سيرته وسلوكه، وأن أبني له ذلك على الاختصار، فاستخرت الله تعالى في ذلك، فانشرح صدري وإن أكن لست أهلا لهذا العمل، وإنما أنا متطفل صغير على موائد أئمتنا الكبار ـ رحمهم الله تعالى وأجزل مثوبتهم ـ ليس لي إلاّ جمع المنثورات، والتقاط الدرر المتفرقات، ثم الترتيب المناسب لعصرنا، الملائم لمدارك المبتدئين من ناشئتنا.
هذا وقد سمّيت هذه الرسالة: "المنهج القويم للداعية الحكيم" أخذاً من قول الحقّ سبحانه: {ومن أحسن قولاً ممّن دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال: إنني من المسلمين} فصّلت / 33 /، وقوله سبحانه: {يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وما يذّكّر إلاّ أولو الألباب} البقرة / 269 /.
ولا شكّ أن صغار اليوم كبار الغد، ومن طلاّب العلم اليوم، من هم دعاة الأمّة وهداتها في الغد ونحن بما نكتب نريد أن نضع لشبابنا من طلاّب العلم ما ينبغي أن تصبو إليه قلوبهم، وتتعلّق به هممهم، ليعقدوا العزيمة، ويقطعوا العوائق عن أن تصدّهم عن شرف الغاية التي ندبوا أنفسهم لها، وقد رأيت ترتيب هذه الرسالة، في تمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة نسأل الله تعالى حسنها، بمنّه وكرمه:
= المبحث الأول: المنهج العلميّ الأمثل.
= المبحث الثاني: المنهج التربويّ لطالب العلم
= المبحث الثالث: السلوك الاجتماعيّ والدعويّ.
= الخاتمة: وصايا جامعة.
وأسأل الله العظيم، رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، ويرزقني الإخلاص والقبول، إنّه أكرم مسئول، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
تحميل الملف
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول