المستشرق الفرنسي هنري لاووست لمحة عن حياته ومسيرته العلمية وبعض دروسه

المستشرق الفرنسي هنري لاووست لمحة عن حياته ومسيرته العلمية وبعض دروسه (1905- 1983م)

التقديم للبحث:

أحببت أن أقدم في هذا الكتيب مقالتين عن الأستاذ هنري لاووست: الأولى هي في الحقيقة ترجمة للمحة الضافية البليغة عن حياته ومسيرته العلمية التي كتبها وألقاها المستشرق الفرنسي شارل بلا، عضو أكاديمية النقوش والآداب الجميلة بمجمع فرنسا، أمام أعضاء الأكاديمية في جلسة عامة عقدت يوم 10/تشرين الأول سنة 1986، (نشرت في مجموعة تقارير جلسات الأكاديمية عن سنة 1986،المجلد 103، العدد 3، الصفحات: 502-518).

والمقالة الثانية: هي ترجمة قمت بها لتقرير كتبه الأستاذ لاووست نفسه عن دروسه لسنة 1974 في الكولليج دوفرانس والتي خصصها لابن تيمية ، بعد أن كانت قد صدرت منذ أربعين عاما )عام 1976) عن دار نشر الثقافة بالاسكندرية ترجمة لكتابه الكبير عن ابن تيمية في مجلدين، بعنوان "نظريات شيخ الإسلام ابن تيمية في السياسية والاجتماع".

وقد قام بترجمة هذا الكتاب الأستاذ محمد عبد العظيم علي، وعلق عليها تعليقات نقدية وتصحيحية الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي، الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

وقصدي من ذلك كله أن يطلع القراء على نموذج خاص من المستشرقين كان بحق عالماً متيماً ومتعاطفاً ومنصفاً إلى حد كبير، حتى عرف في أوساط الاستشراق الإسلامي في فرنسا بالمستشرق الحنبلي أو "المتحنبل" ، ليس لتخصصه في المذهب الحنبلي ورجاله فحسب ، بل لإعجابه وتعاطفه الكبير مع التراث الإسلامي بعامة، ومع المدرسة الحنبلية، وشخصية شيخ الإسلام ابن تيمية وفكره الثري وجرأته المعهودة في وضع الحلول واستناط الأحكام أيضاً. حتى قال لي مرة: "عندكم تراث فكري وفقهي عظيم يفوق بقيمته العلمية والحضارية كل ثرواتكم النفطية والمالية ".

كما قال لي مرة في جلسة خاصة: "لو كان ابن تيمية حياً لحل لنا كثيراً من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستعصية اليوم، بعلم وحنكة وجرأة وحسن نظر"!