المرجعية الدينية الإسلامية: المحددات، عوامل التشكّل والإشكاليات

المرجعية الدينية الإسلامية: المحددات، عوامل التشكّل والإشكاليات

 

أحمد جابالله

التقديم للبحث:

إن بحث موضوع المرجعية الدينية الإسلامية يُعدّ من القضايا المهمة في الواقع الإسلامي حاضراً ومستقبلاً، إذ أن علاقة الإنسان عموماً بالدين أو بالأفكار إنما تقوم فيما تقوم عليه، على أساس الارتباط بمرجعية تُجسّد الفكرة وتمنح لأتباعها مرجعاً يثقون به ويعودون إليه؛ وتزداد الحاجة إلى هذه المرجعية عند التباس الفهم لبعض القضايا التي تعرض للإنسان أو عند تشعب السبل أمامه بخصوص الأسئلة الجديدة التي يواجهها في واقعه؛ وبما أن للمرجعية أثر هام على فكر الإنسان وسلوكه وتصرفاته، فلا بد من معرفة حقيقها، وبيان محدداتها، وكيفية تشكلها، والإشكاليات التي تحيط بها؛ وهو ما سنحاول بحثه في هذه الورقة من خلال المحاور والعناصر التالية:

1 ـ تعريف المرجعية الإسلامية وخصائصها

2 ـ الحاجة إلى المرجعية الدينية وأهميتها

3 ـ أنواع المرجعية ومواصفاتها

4 ـ عوامل تشكّل المرجعية الإسلامية في الواقع

5 ـ المرجعية الدينية في السياق الأوروبي

6 ـ الإشكاليات العامة التي تخص المرجعية الإسلامية

 

إن تطور وسائل التعليم وطرق اكتساب المعرفة لا يمكن أن يُلغي الحاجة إلى التلقي المباشر والمعايشة لمن نريد أن نتعلم منه ونعود إليه كمرجعية جزئية أو عامة، ولذلك اشتهرت هذه العبارة عند أهل العلم المسلمين: (لا تأخذوا العلم عن صُحُفي، ولا القرآن عن مُصحفي) ، كما أننا نجد أن أصحاب التراجم للعلماء والأعلام يحرصون في تراجمهم على ذكر الشيوخ الذين تلقى عنهم من يترجمون له؛ وأصبح في عصرنا الحاضر أيضاً التخرج من الجامعات العريقة ومن المؤسسات التعليمية ذات المصداقية، من المؤشرات التي تبين المسار العلمي لمن يتصدر لتعليم الناس وتوجيههم؛ وهذا من شأنه يوفر ضابطاً مُهِمًّا أمام فوضى المرجعيات التي يمثلها أشخاص لا يُعرف عن سيرتهم العلمية ولا عن مسارهم غير ما يتهيأ لهم من شعبية ونجومية.


لتحميل البحث .. اضغط هنا