المدرسة الفاروقية بحلب

المدرسة الفاروقية

تحتل مدينة حلب الشهباء مكانة عظيمة بين المدن العربية والإسلامية، فهي وإن لم تكن أقدم مدينة في التاريخ، فمما لا شكّ فيه أنها من أقدم المدن التي ما تزال عامرة بسكّنها، ترفد العالم من حولها بحضارتها وعلمائها وتجارتها.

ولقد احتلت هذه المدينة المكانة الرفيعة من لدن امتدت إليها يد العناية الإلهية وفتحها المسلمون سنة خمسة عشر للهجرة، ودخلوها صلحاً بقيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وبنوا فيها أول مسجد أمام باب أنطاكية حيث وضعوا أتراسهم وأخذ هذا المسجد اسمه (مسجد الأتراس) ثمّ غدا مدرسة للعالم الجليل أبي الحسن علي ابن عبد الحميد الغضايري[1], ثمّ للشيخ الفقيه شعيب بن أحمد الأندلسي[2] فكانت (المدرسة الشعيبية) من أوائل المدرس الحلبية .

وما نالت المدينة هذه المكانة إلا لأن أهلها أحبوا العلم، وجعلوه في المكانة الأسمى من قلوبهم، وانصرفوا إلى طلبه وتحصيله، فكثر فيهم العلماء والأطباء والمهندسون والفقهاء والمحدثون واللغويون والأدباء...

 


[1] أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضايري محدث فقيه أقام في مسجد االأتراس بحلب مدة متفرغا للصلاة والعبادة فعرف المسجد باسمه (مسجد الغضايري) توفي سنة:: 313هـ

[2] شعيب بن ابي الحسن بن أحمد الأندلسي الفقيه، ولاه السلطان نور الدين الزنكي التدريس في مسجد الغضايري وجعل المسجد مدرسة أطلق عليها (المدرسة الشعيبية) توفي سنة: 596هـ

تحميل الملف