اللباب في أصول الفقه

التقديم للكتاب:

علم أصول الفقه من أجل العلوم الشرعية قذراً، وأرفعها ذكراً. وهذا الفن ما زال بحاجة ماسة إلى تبسيط عبارته وتفهيم إشارته، وكشف غامضه، وتقريب مسائله، وإيضاح شواهده، وتصفية مباحثه.

 

فالكتب المؤلفة فيه كثيرةً، منها على طريقة المتكلمين، ومنها على طريقة الفقهاء، ومنها الجامع بين الطريقتين.

 

وهذي المؤلفات كالبحار العميقة جواهرها في الأسفل، ويعلوها شيء من المسائل والأبحاث التي لا علاقة لها بهذا الفن من استطرادات طويلة، وخلافات كبيرة، تشتت الذهن، وتُبدّد الفكر، من عَرْض لمذاهب قد انقرضت، أو رد على انفراداتٍ قد ولت، وعُذرُ مؤلفيها أنَّهم ألفوها لزمانهم، وأهل فترتهم تُناسب مقدار علمهم ونوع ثقافتهم، وتبين في ذاك الوقت المستوى السائد..

 

وهذا السِّفر المبارك يستخلص جواهر هذا الفن، ويستخرج درره، ويضعها في قالب يناسب أهلَ عصرنا، يُعجب الرائين، ويستهوي القارئين ويستميل الباحثين.

 

وهذا الكتاب تم جمعه من أكثر من مائة مجلدة، يذكر فيه القواعد الأصولية، مع التطبيق العملي على النُّصوص الشَّرعية: القرآنية، والنبوية، واجتناب الخلافات العقيمة والردود السَّقيمة، والبعد عن القيل والقال، وكثرة السؤال. وتم الإكثار فيه من الأمثلة الموضحة للمقصود؛ لأنها هي للمطلوب.

 

 

 

فأمثلة الأصوليين قليلة، وأكثرها مكرّر، وطالما سأل الطلاب عن أمثلة للقاعدة غير ما ذكر في الكتاب، وما أشد فرحهم حين يسمعون مثالاً جديداً! فجاء هذا الكتاب - بحمد الله - جوهرة برّاقة ولؤلؤة لماعة، حوى خلاصة علم الأصول، وصفوته.

 

تحميل الملف