القانون الإنساني الإسلامي

أو: أخلاق الإسلام وتعاليمه في الحرب والقتال والأمن والسلام

التقديم للبحث:

جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن المُنزَّل الذي فيه الميزان والفرقان، وشريعة العدل والإحسان، التي تضمنَّت -إضافة إلى العقائد والعبادات- التعاليمَ الربَّانيّة الخاصة بالمعاملات، والوصايا الأخلاقية وأوامر الله ونواهيه التي تحكم حياة المسلم في كافة جوانبها.

هذه التعاليم تشكل المنهج القِيَمي الذي يحكم حياة المسلم في جميع مناحيها سواء كان في بيته مع أهله، أو في مكان عمله أو في المدرسة أو في السياسية والحكم، أو في الحرب والقتال.

ويمكن أن نقول إن هذه التعاليم والأصول الأخلاقية العامة والقيم الدينية الملزمة تشكل المصدر الأول لما سميته بالقانون الإنساني الإسلامي، أي قانون الحرب وآثارها في الإسلام، أما المصدر الثاني فهو ما تضمنته الشريعة -أي الكتاب والسنّة- من أحكام وأوامر ونواهٍ خاصة بأمور الحرب والقتال مباشرةً، فقد تضمن القرآن الكريم عديدًا من الآيات الخاصة بالحرب والقتال تبين مثلًا متى يشرع القتال ولماذا؟ ومن يُقاتَل ومن لا يُقاتَل؟ وكيف يُعامل الأسرى، وما هي غاية القتال ومتى يجب التوقف عنه، وما هي الضرورات التي تُباح في الحرب وتقدر بقدرها، وما هي المحرمات فيها، كما بينت سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، كثيرًا من التفاصيل في هذا المجال، حتى يمكننا القول إن الإسلام كان سبَّاقًا في تنظيم كثير من الأمور المتعلقة بالحرب والقتال وضبطها بقواعد عادلة حكيمة، وقوانين إنسانية رحيمة، قبل أن يتصافق البشر في القرن الأخير وما قبله على ما أصبح يُعرف باسم القانون الدولي الإنساني International Humanitarian Law ويضعوا بنوده وأحكامه بزمن طويل.

هذا ولما كانت معظم بؤر التوتر والاقتتال هي مع الأسف في عالمنا الإسلامي وكان كثير من المحاربين غير مطلعين على أحكام الإسلام الخاصة بالحرب والقتال وتشريعاته، ولا على القانون الدولي الإنساني، فقد اهتمت جمعية الهلال الأحمر القطري - من ضمن نشاطاتها الإنسانية الكثيرة- منذ سنوات عديدة بنشر وإشاعة القانون الدولي الإنساني، وتعاليم الشريعة المتعلقة به، والتدريب عليه، كي يلتزم المتحاربون بهذه الأصول الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، فحتى الحرب لها أصولها وأخلاقها، وليس كل شيء مباحًا فيها.

وفي هذا السياق قام المؤلف الدكتور سعد رستم بإعداد كتاب جامع حول ما جاء في شريعة الإسلام بشأن الحرب والقتال وآثارهما من مبادئ وأحكام، فألف هذا الكتاب الحاضر، وبذل فيه ما بوسعه كي يكون شاملاً جامعًا مُدللاً بالأدلة من القرآن الكريم أو السنة والسيرة النبوية على صاحبها آلاف التحيات والصلوات.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

تحميل الملف