العلامة الفقيه الدكتور أحمد الحجي الكردي

1357 ـ هـ

1938 ـ م مدَّ الله في عمره ونفع بعلمه.

الشيخ الدكتور أحمد الحجِّي بن الشيخ محمد المهدي بن الشيخ أحمد بن محمد عسّاف الكردي( ).

عالم عامل، وفقيه حنفي خبير متمكِّن.

ولد الشيخ المترجم له في مدينة حلب، في دار والده وجده الكائنة في محلة (البيّاضة) ، في السادس عشر من شهر رمضان المبارك من سنة: سبع وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، الموافق للثامن من شهر تشرين الثاني، عام: ثمانية وثلاثين وتسعمئة وألف للميلاد، ونشأ وترعرع في أحضان هذه الأسرة العلمية الكريمة، على يد جده العلامة الشيخ أحمد الكردي مفتي مدينة حلب، وأمين الفتوى فيها، ووالده الشيخ الفقيه محمد مهدي، كاتب الفتوى ومنشؤها لدى والده المفتي( )، وتعلم تلاوة القرآن الكريم، وحفظ كثيراً من سوره وأجزائه لدى إحدى المقرئات (الخوجة) في حيّ البيّاضة، ثمّ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة سيف الدولة، وتخرج فيها حاصلاً على الشهادة الابتدائية، عام: 1950 م.

انتسب بعدها إلى الكلية الشرعية (المدرسة الخسروية)( )، وفيها التقى جلّ أساتذته وشيوخه من علماء حلب الأجلاء، وأخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية والعربية، نذكر منهم: الشيخ بكري رجب، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد الملاح، وقد أخذ عنهم علوم الفقه الحنفي، والشيخ محمد السلقيني والشيخ محمد أسعد العبجي، وقرأ عليهما علم أصول الفقه، والشيخ المحامي عبد القادر الكرمان، والشيخ حسن مكتبي، والشيخ عبد الله حماد، والشيخ عبد الجواد العطار، وأخذ عنهم علوم النحو والصرف والبلاغة وسائر علوم اللغة العربية، والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ مراد حيلاني، وأخذ عنهما علوم القرآن الكريم والفرائض، وقرأ علم التفسير على شيخه الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ ناجي أبو صلح، ودرس التاريخ الإسلامي على شيخه الشيخ عبد الفتاح حميدة، وغيرهم من علماء حلب.

وتابع الشيخ المترجم له دراسته في هذه المدرسة إلى أن تخرج فيها، وحصل على شهادتها الثانوية، عام: 1959 م.

لم يكتف الشيخ بما حصل من العلوم الشرعية في المدرسة الخسروية، فانتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق، وراح ينهل من معين أساتذتها علوم القرآن الكريم وتفسيره، والحديث الشريف ومصطلحه، والفقه وأصوله، والسيرة والتاريخ الإسلامي، والقانون والأحوال الشخصية وغيرها من العلوم الشرعية والعربية، على ثلة من العلماء الكبار أمثال: الشيخ الدكتور مصطفى الزرقاء، والدكتور مصطفى السباعي، والدكتور معروف الدواليبي، والدكتور محمد فوزي فيض الله، والدكتور يوسف العش، والدكتور أحمد فهمي أبو سنة، والدكتور مصطفى زيد، والأستاذ محمد الشماع، والأستاذ محمد المبارك، وغيرهم، وكان فيها مثال الطالب المجد إلى أن تخرج فيها بتفوق ملحوظ، وحصل على شهادة (الليسانس) في الشريعة وذلك عام 1963 م.

ونظراً لتفوقه في دراسته الجامعية، فقد أوفدته جامعة دمشق إلى جامعة الأزهر، في القاهرة لمتابعة دراسته العليا فيها، وفيها التقى مجموعة أخرى من العلماء المصريين، فأخذ عنهم، وتفقه بهم أمثال: الشيخ الدكتور أبو النور زهير، والشيخ الدكتور عثمان مريزق، والشيخ الدكتور الحسيني شحاتة، والدكتور عبد العزيز عامر، والدكتور نيازي حتاتة، والدكتور صوفي حسن أبو طالب، وغيرهم.

ولئن كان الشيخ المترجم قد أفاد من شيوخه هؤلاء، وشيوخه في حلب ودمشق، فلقد كان لجده الشيخ أحمد، ووالده الشيخ محمد مهدي، الفضل الأول والأثر الأكبر في علمه وسلوكه العلمي.

وأكب الشيخ المترجم في القاهرة على مختلف العلوم الشرعية، ينهلها من معين شيوخه هؤلاء، حتى تخرج بهم،

وحصل الشهادات التالية:

1- شهادة الثانوية الأزهرية المعادلة من معهد القاهرة.

2- الشهادة العليا في التربية وأصول التدريس من كلية التربية في جامعة القاهرة، عام: 1966 م.

3- شهادة (الماجستير) في الفقه المقارن، من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عام: 1967 م.

4- شهادة (الماجستير) في التفسير وعلوم القرآن، من كلية أصول الدين بجامعة، عام: 1968 م.

5- شهادة (الدكتوراه) في الفقه المقارن، بدرجة (الشرف الأولى) من كلية الشريعة والقانون، بجامعة القاهرة، عام: 1970 م. عن رسالته: (فسخ الزواج: بحث مقارن بين الإسلام واليهودية والنصرانية).

بعد هذا التحصيل العلمي المتميز، عاد الشيخ إلى موطنه ليقوم بواجبه في نشر العلم وإفادة طلابه،

فتولى المناصب التعليمية التالية:

1- مدرساً لمادة الفقه وأصوله في جامعة دمشق عام 1970 م.

2- مدرساً معاراً في كلية الآداب في جامعة بني غازي، في الجماهيرية العربية الليبية، عام: 1972 م.

3- أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، بناء على إنتاج علمي تقدم به للحصول على هذه الترقية، عام: 1976 م.

4- أستاذاً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، بناء على إنتاج علمي تقدم به للحصول على هذه الدرجة، عام 1981 م.

5- أستاذاً منتدبا جزئياً للتدريس في كلية الإمام الأوزاعي في بيروت، مع استمراره في العمل في جامعة دمشق، عام: 1981 م.

6- أستاذاً منتدباً جزئياً للتدريس في كلية الحقوق في جامعة حلب، مع اسمراره في التدريس في جامعة دمشق، عام: 1982 م.

7- رئيساً لقسم علوم القرآن والسنة في جامعة دمشق، عام: 1983 م.

8- وكيلاً لكلية الشريعة للشؤون الإدارية في جامعة دمشق، عام: 1985م، إلى جانب عمله رئيساً لقسم علوم القرآن والسنة فيها.

9- في عام: 1993 م، أعير المترجم له إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت بصفة خبير وما زال فيها إلى تاريخه، وقد ندب جزئياً للتدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، حتى عام: 1997 م.

كما أشرف الشيخ المترجم على عدد كبير من الرسائل الجامعية ((للماجستير) و(الدكتوراه)، وشارك في مناقشة العديد منها، في عدد من الجامعات العربية والإسلامية.

وكان الشيخ قد تسنم بعض الأعمال الإدارية والتعليمية في مدينته حلب لفترات قصيرة قبل سفره إلى القاهرة لإتمام تعليمه العالي، حيث عين مأموراً لأوقاف بلدتي الباب وتادف عام: 1962 م، ومدرساً لمادة التربية الإسلامية في ثانويات حلب، عام: 1963 م.

وخلال عمله في التدريس في الجامعات المذكورة، قام بتدريس كثير من المقررات الجامعية، أهمها: الفقه، وأصول الفقه، والفقه المقارن، والنظريات الفقهية، والمدخل الفقهي وتاريخ التشريع، والعقيدة الإسلامية، والتفسير، ومصطلح الحديث، ونصوص القرآن والسنة، والمدخل إلى علم القانون والقانون المدني، وقانون الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى بعض علوم اللغة العربية.

كما شارك في العديد من الندوات واللجان والمؤتمرات العلمية، في عدد من الدول العربية، وقدم لها بحوثاً علمية قيمة،

فمن اللجان العلمية التي شارك فيها:

1- لجنة الانضباط في جامعة دمشق.

2- هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.

3- لجنة الأمور العامة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.

4- لجنة الأحوال الشخصية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت.

5- لجنة الفتوى في الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت.

6- هيئة الفتوى في بيت الزكاة في دولة الكويت.

7- هيئة الفتوى في شركة (أعيان) في دولة الكويت.

ومع انشغال الشيخ المترجم له بالتدريس ونشر العلم والفتوى، فقد صرف جلّ همه للكتابة وتأليف الكتب النافعة المفيدة، لتكون بين يدي طلابه، يستفيدون منها، ويرجعون إليها في حياتهم العلمية والعملية،

ومن مؤلفاته:

1- الأحوال الشخصية (الزواج).

2- الأحوال الشخصية (الطلاق).

3- الأحوال الشخصية (الأهلية والوصية والوقف والتركات والمواريث).

4- الأحوال الشخصية ( الأهلية والنيابة الشرعية والوقف والوصية والمواريث).

5- أحكام المرضى في الفقه الإسلامي (مراجعة وتعليق).

6- أحكام المرأة في الفقه الإسلامي.

7- أحكام الوقف في الفقه الإسلامي.

8- أنوار الحجج في أسرار الحجج (تحقيق وتقديم).

9- الدرر الحسان في أحكام الحج على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان.

10- الكفاية في أحكام المواريث.

11- المدخل الفقهي (القواعد الكلية والمؤيدات الشرعية).

12- بحوث في الفقه الإسلامي.

13- بحوث وفتاوى معاصرة (1)

14- بحوث وفتاوى معاصرة (2)

15- دعوى الحسبة في المسائل الجنائية في الفقه الإسلامي.

16- فقه المعاوضات في الفقه الإسلامي.

17- مشكلات أسرية وعلاجها على ضوء الشريعة والقانون.

18- موجز أحكام الزكاة والنذور والكفارات.

19- بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات العلمية المحكَّمة وغير المحكَّمة تزيد على الخمسين مقالا، نشرت في عدد من المجلات العربية والإسلامية، منها: مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، ومجلة نهج الإسلام السورية، ومجلة هدي الإسلام الأردنية، ومجلة رابطة العالم الإسلامي السعودية، ومجلة كلية الآداب الليبية، ومجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الكويتية، ومجلة المحامون السورية، وغيرها.

وللشيخ المترجم له ولوع بالرحلات والأسفار، بقصد طلب العلم، أو نشره، أو أداء فريضة الحج، وزيارة الأماكن المقدسة، أو السياحة والنزهة، فقد زار معظم المدن السورية، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وفلسطين، والقدس الشريف، والقاهرة، وبيروت، والجزائر، والمغرب، والمملكة الأردنية الهاشمية، وألمانيا، وغيرها.

وافر العلم، جمّ الأدب، قوي الحجة، مسدد الرأي، دقيق الفتوى، كثير التوقير والاحترام لشيوخه وسائر العلماء.

طيب القلب، كريم النفس واليد، يستقبل ضيوفه بالبشاشة والترحاب، ويودعهم إلى باب المنزل، بمثل ما استقبلهم من الحب والإكرام، عظيم التواضع، لين الجانب، محب لطلابه وأهله، محبوب لديهم، يساعدهم في أعمال المنزل، ويقضي حوائجهم بنفسه،

ـ حفظ الله شيخنا المترجم له وأمتع به، وأمده بالصحة والعافية -

المصادر والمراجع

1- ترجمة خطيّة تفضل بها الشيخ المترجم له.

2- مقابلة شفهية جرت في منزل الشيخ في 21/7/2007 م.

3- برنامج حديث الذكريات، علماء مبدعون على شبكة العلماء الإلكترونية.

4- شبكة الفتاوى الشرعية.