العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من وجهة نظر أستاذ الفلسفة وتاريخ العلم

التقديم للبحث:

يبدأ هذا البحث بالحديث عن نبوغ الإمام القرضاوي، والإشارة إلى الرحلة الشاقة التي سلكها في سبيل طلب العلم، كما يتحدث عن وضعه وحالته عند تخرجه في كلية الشريعة، وكذلك حالة زملائه الخريجين معه .. والظلم الذي واجههوه.

 

ثم يعرِّج بالحديث عن ثنائية الحرية والاغتراب لدى الإمام، وصراعه مع طلب العلم العالي، وممارسة البحث العلمي كان قاسيًا إلى أبعد الحدود.. وعن معاناة مؤسسة الأزهر فيما يخص إشكالية التوافق مع الأنماط الأوروبية، التي آثر رواد التعليم الجامعي المصري أن ينقلوها لمصر!

 

كما يتحدث البحث عن تجربة ناجحة مثَّلت ثورة جامعية مصرية باكرة، قادها الدكتور محمد كامل حسين مؤسس جامعة عين شمس في سنة 1950م.

 

وقد أبرز البحث شيئا من جانب وعي الإمام القرضاوي لما يُنتظر منه في جيله، من ضبط لأصول علوم مجتمعه العلمي الأزهري، لتقود مجتمعه المدني العام..

 

كما يتناول البحث تأهل الإمام القرضاوي لكتاباته التجديدية والتأصيلية بما كان درسه وهضمه وتمثَّله في شبابه من علوم الأزهر الفكرية الأصيلة، التي لا بد منها لكل رائد مجدد.. وقد اكتشف ما اكتشفه اليابانيون المنفتحون على الفكر العالمي وتجلياته من مذهب تربوي جديد ومتمايز، حققت اليابان فيه تقدمها الساحق، حين ربطت التعليم بالتوجه نحو حل المشكلات، لا بتكرار أو تقطير المعرفة المتاحة من قبل. والذي يميز الإمام أنه اشتبك مع قضايا العصر اشتباكًا صريحًا مباشرًا، ووظف اتصاله بالإعلام المرئي في هذا الاشتباك الإيجابي، بينما استأثر التحفظ بأداء زملائه الآخرين.. وعنايته بالتربية بمعناها الواسع عناية تكاد تقترب من عنايته بالفقه..

 

وقد آمن القرضاوي بحواسه مما كان يعرفه من قبل بعقله، من أن الفقه - وهو ذلك العلم المكتمل في مراجعه وطبقاته - لا يزال بحاجة إلى دراسة تطوره مع الزمن، حتى لو أن الزمن نفسه لم يؤثر أبدًا في بعض الفقهاء وأصحاب المؤلفات الفقهية.

 

ويذكر البحث شيئا من نجاحات الإمام وأن صراعات الاغتراب للحرية، والعلم للفقه، والموسوعية للتخصص، والمذهبية للتكوين، والاجتهاد للتيسير.

 

كما يتأمل في الإنتاج الفكري للعلامة القرضاوي:

 

بادئا فيما يمكن أن نطلق عليه فقه الإفتاء والفتوى، وهو العلم الذي مهَّد آفاقه لا للجيل الحاضر وحده، وإنما لأجيال قادمة.

 

مثنيا بدراساته وأطروحاته في فقه القضايا الجديدة أو المجددة.

 

مثلثا بالميدان الفقهي المتخصص الذي آثره القرضاوي بدرسه المتكرر وهو ما نسميه الفقه المالي والاقتصادي.

 

وقبل أن نترك ميدان الفقه الواسع، نثبت لعالمنا مؤلفاته في الفقه التقليدي أو الكلاسيكي.

 

كما يذكر البحث إسهامات الإمام في المحيط الأوسع لنشاطه العام، وهو إسهامه في القضايا والمفاهيم التربوية.

 

ثم إلى إسهاماته في المحيط الألمع لنشاطه، وهو إسهامه في سياسات الحركة الإسلامية.

 

ثم يأتي البحث إلى مقارباته في المحيط الأكثر حرجا وجهدا لنشاطه، وهو قضايا الإسلام والآخر.

 

وإسهام القرضاوي الحيوي والمتجدد في القضايا السياسية المعاصرة

 

وقد اقتضي هذا كله أن يحرر الشيخ آرائه في بعض القضايا الكلامية والأيديولوجية؛ كوجود الله. وحقيقة التوحيد. والإيمان بالقدر. وغيرها من القضايا.

 

كما استدعي هذا منه إسهامًا موازيًا في كتابة بعض التراجم المعضدة لفكره وتوجهاته.

 

وقبل كل شيء فإن القرضاوي لم يتوان عن دور العالم المبرز في تقديم العلوم التقليدية، فكتب في التفسير وعلوم القرآن

 

أما الباب الثاني فيتكلم عن القرضاوي موجهًا للحركات الإسلامية من داخلها، بآمالها وآلامها، وقضايا التجديد فيها، وحل مشكلاتها ومعضلاتها، وأبرز نقاط ضعفها. ويختم البحث بذكر المنطلقات العشرين، والتي اعتبرت بمثابة (ورقة عمل) لتوجيه الصحوة الإسلامية ومن باب أولي: الحركة الإسلامية.

 

تحميل الملف