العالم النفاعة الداعية المربي فضيلة الشيخ محمد علي مشعل

 

رحم الله تعالى أستاذنا العالم النفاعة الداعية المربي فضيلة الشيخ محمد علي مشعل الذي وافاه أجله في مدينة الرياض يوم الأربعاء 15 من شوال 1437 الموافق 20 من تموز 2016 عن 95 عاما هجريا، ونقل جثمانه إلى المدينة المنورة ،ودفن في البقيع بعد صلاة الجمعة 17 من شوال 1437.

تعرفت على فضيلة الشيخ في مدينة حمص التي أحببتها وأحببت أهلها، وترددت إليها ، وحضرت درسه في جامع حمص الكبير في سنة 1978، وكان الحضور من عدد كبير من الشباب المسلم الصادق ، في درس إيماني علمي تربوي . 

ثم تجددت الصلة به في ديار الغربة الممتدة والتي أكرمنا الله عز وجل فيها بجوار الحرمين، فكنا نزور فضيلة الشيخ ببيته بالمدينة المنورة ، ونحضر بعض دروسه في جدة . 

كان الشيخ رحمه الله تعالى آية في النشاط وسمو الهمة والسعي في نشر العلم والحفاوة بطلابه والاهتمام بقضايا الأمة والعناية بإخوانه والسؤال عنهم وتفقدهم وزيارتهم . 

وقد أكرمني الله بحضوره خطبة الجمعة أكثر من مرة عندما كنت إماما وخطيبا في جامع الرضا بجدة، كما ألقى فضيلته بعض الدروس والكلمات في جامعي، وكان تأثيره في الحضور كبيرا . 

لا تلقى الشيخ - رحمه الله تعالى - إلا ببسمته الواسعة الجميلة، وترحابه المتميز، وحبه الغامر . 

كان يحدثنا عن ذكرياته مع كبار علماء حمص ، وعن معهده الديني الذي أنشأه ، وعن تجربته المتميزة في دعوة النصيريين ( العلويين ) إلى الإسلام ونجاحه في ذلك . 

كانت له بعض الرؤى السياسية أو المواقف الاجتهادية ، يختلف فيها مع بعض إخوانه ، ولكن هذا الخلاف تغمره المحبة والود وحسن الظن . لا كما يحاول بعضهم أن يستثمر بعض الكلمات في بناء هرم من الأوهام ، فالشيخ وثيق الصلة بإخوانه، يحبهم ويحبونه، ويحترمهم ويحترمونه، وهو منهم وهم منه . 

وفي أواخر عمره المبارك أقام في الرياض مع تردده المستمر إلى المدينة المنورة، وتوزعت إقامته بالتساوي بين أبنائه الثلاثة: أسامة ومصعب في الرياض وأبو النصر في المدينة المنورة.واهتم بعقد الدروس العلمية في كل بلد يحل فيه كما هو ديدنه ، وهذه الصورة بتاريخ 12 / 4 / 2008 في زيارتي له ، وهو في أقصى يمين الناظر للصورة، ويظهر عن يمينه الأخ الأستاذ عبد الرحمن تسقية ، وعن يمينه شيخنا عدنان السقا.