العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية

الكتاب: العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية - أحمد داود أوغلو

وهو من الكتب المهمة للمفكر ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وفيه يبين أن العالم الإسلامي هو المرشح ليكون البديل بعد فشل وانهيار النموذج الحضاري الغربي


الاقتباس: قال أحمد داود أوغلو:

"وثمة كثير من الوسائط الاقتصادية والآليات السياسية تسهم في عملية التحكم في العلاقات الإنسانية، وذلك عن طريق فرض قوانينها العلمية والموضوعية بشكل لا يمكن تجنبه. حتى علاقة الرجل بالمرأة التي يفترض التعامل معها بكثير من الاحترام بوصفها النموذج الأول من نماذج العلاقات الإنسانية أصبحت مادة خام لصناعة الإباحية، والتي يبدو أن الغرب قد أقرّ بها كعنصر من عناصر التقدم الاقتصادي. إذ يقوم إنسان ما بإنشاء علاقة مع إنسان آخر فقط عبر وسيط له دور محدد من خلال منظومة مؤسسية متخصصة، والتي تقنن مجموعة من القيم الخاصة بها لتنظيم تلك العلاقات الإنسانية.

وداخل هذه البيئة الاجتماعية المميكنة لن يكون ذلك الشخص -مثلا- الذي تحول إليه مبلغا مجرد إنسان، بل هو مدير في شركة ما أو مستهلك لمنتج ما، وهكذا إلى آخره. ولذا فعليك أن تعيد ترتيب علاقاتك طبقا لما تمليه عليك قوانين تلك الآليات الاصطناعية، والتي تسبغ هوية إضافية على تابعيها. الأمر الذي يولد نظاما اجتماعيا زائفا من حولنا، مكونا إطارا قيميا خاصا به. وكلما ازدادت تلك الآليات الاصطناعية قوة وتعقيدا بالتوازي مع التقدم المادي، قلت فرصة الإنسان في أن يتحكم ويوجه ذلك التقدم بأن يستعين بمجموعة من القيم والمبادئ من وحي إرادته الحرة كدلالة على استمرار بقائه. وكنتيجة لذلك الاختلال النفسي - القيمي الذي يتداخل مع الاختلال الأخلاقي المادي عند نقطة اتصال اجتماعية يصل المجتمع إلى حالة من فوضى الفراغ الأخلاقي"

العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية ص45، 46

 

للاطلاع على الكتاب هنا