العالم الأصولي الشيخ الدكتور محمد سعيد إدلبي الحلبي

 (1951ـ 2014م) رحمه الله

 

هو ابن الشيخ المحامي محمد أمين الإدلبي الذي اغتاله النظام المجرم في الثمانينيات .

وحفيد الشيخ محمد سعيد الإدلبي ( 1288ـ1370هـ / 1871ـ1951م ) رحمه الله ، وابن عم الشيخين الفاضلين الأخوين الشقيقين: د. محمد بشير أحمد الإدلبي ، ود. صلاح الدين أحمد الإدلبي حفظهما الله تعالى .

فهو من أسرة مشهود لها بالعلم والفضل والتقى والصلاح . رحم الله من مات منهم وحفظ الله الباقين .

 

الاســــــــــــــــــــــــم: محمد سعيد محمد أمين إدلبي.

الـوضــع الـعائـلـــــي: متزوج وعنده أربعة أولاد.

الـجـنـســــــــــــــــــية: سوري.

مكان و تاريخ الولادة: حلب 19/6/1951م.

الـدرجــة الـعلـمـــــية: أستاذ مساعد.

 

الشـــهادات العلمية:

من 1979 إلى 1993 نال درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر من كلية الشريعة والقانون تخصص أصول الفقه.

وكانت الأطروحة بعنوان: (حجية المراسيل عند الأصوليين و أثرها في اختلاف الفقهاء)، وقد أشرف عليه فيها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الجليل سعد القرنشاوي .

 

من 1975 إلى 1979 نال درجة الماجستير من الكلية نفسها في الجامعة الأزهرية وكانت الأطروحة بعنوان: (خبر الآحاد و شروط العمل به)، وقد أشرف عليه فيها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمود عبد الدايم - رحمه الله -.

 

في عام 1973 - 1974 نال درجة (دبلوم التأهيل التربوي) من كلية التربية بجامعة دمشق وكانت بدرجة (ممتاز) و كان الأول على طلاب وطالبات قسم الشريعة والثاني على جميع طلبة الكلية بكل أقسامها.

 

من 1969 إلى 1973 نال درجة الإجازة في الشريعة (الليسانس) من كلية الشريعة بجامعة دمشق.

 

وكان رحمه الله تعالى قد تخرج في الثانوية الشرعية بحلب 1969م بعد أن درس فيها المرحلتين الثانوية و الإعدادية، ومن فضل الله تعالى عليه أنه كان الأول على مستوى محافظة حلب وحاز على الدرجة الثانية على مستوى الجمهورية، ونال على ذلك جائزة مالية من وزارة التعليم العالي، وكانت هذه الجائزة تعطى للأربعة الأوائل على مستوى الجمهورية.

 

ولم تمنعه دراسته الشرعية من حصوله على الشهادات العامة في مختلف المراحل، فقد حصل على الإعدادية العامة والثانوية العامة في الوقت الذي كان يتابع دراسته الشرعية، وانتسب إلى كلية الآداب – قسم اللغة الإنكليزية – بجامعة حلب، ولكن صدر قرار بمنع الجمع بين كليتين، فترك دراسة اللغة الإنكليزية وآثر الاستمرار في دراسته في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وبعد أن تخرج في هذه الكلية، درس في كلية التربية في الجامعة نفسها، وكما كان المقبول الأول في اختبار المقابلة، كان الأول على قسم الشريعة عند التخرج فيها.

 

الخبرات التعليمية (هذا بعض ما عمل به رحمه الله):

عمل في كلية الدراسات الإسلامية والعربية مدرساً متعاوناً لمدة سنة مدرساً لمادة تاريخ التشريع.

عمل في الكلية ذاتها مدرساً عضواً في هيئة التدريس مدة سبع سنوات، درَّس خلالها تاريخ التشريع (المدخل إلى الشريعة) ، وأصول الفقه لمختلف السنوات، وفقه المواريث والوصايا والوقف.

عمل في الكلية السابقة مدرساً محاضراً لمدة سنة أخرى لمادتي ( فقه العبادات ) و (قواعد ونظريات فقهية).

عمل في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة مدرساً محاضراً لمادة (نظام الإسلام ).

عمل في كلية التربية في جامعة عجمان مدرساً محاضراً لمادتي أصول الدعوة وتاريخ العلوم عند المسلمين.

عمل في كلية المجتمع في جامعة الشارقة (في خورفكان ودبا) مدرساً محاضراً لمادتي الثقافة الإسلامية واللغة العربية.

عمل مدرساً محاضراً في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، في مادتي أصول الفقه وفقه العبادات.

عمل مدرساً محاضراً في كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي لمادتي المواريث والعلاقات الدولية في الإسلام.

عمل في التعليم الثانوي بوزارة التربية بالإمارات 16 سنة، وكل ذلك في مدرسة واحدة هي (مدرسة العروبة الثانوية) بالشارقة.

وقبلها في السعودية 6 سنوات أخرى.

وانتدب خلال عمله في الإمارات إلى العمل في عدة مراكز للتأهيل التربوي - في الدولة- وهي ذات مستوى جامعي (سنتان بعد الثانوية ) حوالي خمس سنوات، و كان رحمه الله يدرس فيها: أصول تدريس التربية الإسلامية بمختلف فروعها، إضافة إلى تدريس الثقافة الإسلامية، وقد اختار للقيام بهذا العمل الموجهون التربيون للمادة. وقد كانت هذه المراكز تابعة لوزارة التربية، ثم ضمت إلى كلية التربية بجامعة الإمارات.

هذا وقد أكسب التدريس في المراحل المختلفة (من الابتدائي إلى الجامعة) إضافة إلى دبلوم التربية خبرة واسعة في أصول التدريس عامة، وفي كيفية إيصال المعلومة إلى أذهان الطلبة.

وقد رشح – رحمه الله تعالى - أثناء عمله في وزارة التربية أكثر من مرة للتوجيه الفني للتربية الإسلامية، بترشيح من الموجه الأول للمادة، ولكنه رفض ذلك آنذاك.

 

الـبحـــــوث:

بحث (مفهوم العدد عند علماء الأصول، و أثره في اختلاف الفقهاء)، ولما ينشر بعد .

وكان – رحمه الله تعالى - يكتب بحثا ً بعنوان: ( نظرات في تدريس "أصول الفقه")، ولم ينته منه.

وكان قد بدأ بكتابة كتاب بعنوان: (حجية الخبر المتواتر) منذ بضع سنوات ولم يكتمل بعد.

وألقى محاضرة (بحثاً) بعنوان :خطوات كتابة البحث العلمي ، في المؤتمر التأسيسي الأول لموسوعة الإمارات ، والذي نظمه رواق عوشة بنت حسين الثقافي في دبي، في يناير – كانون الثاني – 2004 م.

 

خبرات أخرى:

كتب – رحمه الله - عددا من المقالات العلمية والتربوية والأدبية نشرت في المجلات التربوية في الدولة، منها:

(أدب الحديث على الهاتف) ونشرت في مجلة (ميلاد فجر) والتي تصدرها كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، ومنها: ( المقامة الجوية) ونشرت في مجلة (صوت المعلم)، والتي كانت تصدر في الشارقة.

كما كتب عدداً من المسرحيات التربوية الهادفة، منها: (الحنان المنشود والفردوس المفقود) تعالج موضوع المربيات الأجنبيات، ومنها: مسرحية (محكمة) تناقش قضية التدخين، وقد مثلت على مسرح قاعة أفريقيا بالشارقة، في أيام الشارقة المسرحية في دورتها الأولى وبحضور صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه عدد من المسؤولين منهم وزير التربية آنذاك . وقد أعيد تمثيل هذه المسرحية مرة أخرى في المكان نفسه. ومنها: مسرحية (مأساة العصر) وتناقش قضية المخدرات وانتشارها بين الشباب وأثرها على المجتمع.

وكان لدى الفقيد ـ رحمه الله - إلمام باللغة الإنكليزية بشكل متوسط، ذلك أنه درس في كلية اللغات بجامعة حلب في قسم اللغة الإنجليزية السنة الأولى، ثم ترك الدراسة فيها وأكمل في كلية الشريعة.

 

الإسهامات الجامعية الأخرى:

1) عمل رحمه الله عضواً في مجلس الكلية لمدة سنة واحدة.

2) عمل عضواً في لجنة الإفتاء لمدة سنة واحدة.

3) عمل عضواً في اللجنة الثقافية لمدة ثلاث سنوات منها سنتان أميناً للسر فيها.

4) عمل عضواً في لجنة أصول الفقه طوال مدة عملي في كلية الدراسات الإسلامية والعربية.

5) عمل عضواً في لجنة المواريث لمدة سنتين كنت في إحداهما أميناً للسر فيها.

6) عمل عضواً في لجنة الرحلات لمدة سنة واحدة.

7) عمل عضوا ًفي لجنة القواعد الفقهية لمدة سنة واحدة.

8) عمل منسقاً (رئيساً) للجنة تاريخ التشريع (المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية) لمدة سنتين.

9) كان عضواً في اللجنة المنظمة لندوة (علوم الحديث: حاضر و آفاق) والتي انعقدت في الفترة ما بين 8 إلى 10/4/2003. في كلية الدراسات الإسلامية و العربية بدبي.

10) انتدب للقيام بالمشاركة في تحكيم وتصحيح أبحاث ندوة الحديث في كلية الدراسات الإسلامية، منذ بدء الفصل الدراسي الثاني 2008-2009م. علماً بأن الأبحاث المقدمة للندوة تتناول موضوعات حديثية وأصولية وفقهية ولغوية وليست قاصرة على السنة النبوية فقط بل كان فيها توجهات عدة. وكانت بعنوان "السنة النبوية بين ضوابط الفهم السديد ومتطلبات التجديد".

 

خدمة المجتمع:

قدم – رحمه الله - عدداً من الحلقات التلفزيونية في كل من تلفزيون الشارقة وتلفزيون دبي، ومنها ما قدمه منفرداً كتقديم عدد من الحلقات الوعظية القصيرة في تلفزيون الشارقة، ومنها ما كان بمشاركة أساتذة آخرين، مثل موضوع (الإمام ابن حزم الظاهري) في حلقتين كل واحدة منهما في نحو ساعة، في تلفزيون الشارقة ومثل (أهداف التربية الإسلامية) في حلقتين في تلفزيون دبي.

وقد سبق ذلك مشاركته في تقديم بعض الحلقات الإذاعية في موضوعات تربوية عامة في إذاعة أبوظبي.

كما شارك في تقديم المشورة لجمعية المعلمين - المركز الرئيس - في تحديد موضوعات المسابقة التربوية والتي تقيمها الجمعية بشكل شبه سنوي. كما شارك في تحكيم بعض بحوث هذه المسابقة، منذ العام الدراسي 95/1996م حتى 2009.

وقد اختاره ( رواق عوشة بنت حسين الثقافي ) عضواً في لجنة خبراء "موسوعة الإمارات".

 

حج حجتين واعتمر كثيرا .

وهو شافعي المذهب .

وعقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة .

وزار مصر للدراسة ، والسعودية والإمارات للعمل ، كما زار سلطنة عمان .

 

مرضه ووفاته:

كان الشيخ رحمه الله تعالى يعاني منذ مدة من ارتفاع في ضغط الدم .

مما أدى ذلك إلى إصابته بجلطة دماغية نزيف في المخ ، دم متخثر داخل المخ أو المخيخ .

وأدخل إلى مستشفى الشيخ خليفة بعجمان بدولة الإمارات ، إلى قسم العناية المركزة ، بتاريخ 4ـ 3 ـ 2014 م ... وبقي في المستشفى ثمانية أيام ، كان خلالها في غيبوبة ، وتنفس اصطناعي ، ولا يستطيع الكلام ، حتى توفاه الله تعالى .

حيث توفي مأسوفا ومحزونا عليه في يوم الثلاثاء 11ـ 3 ـ 2014 م .

وصلي عليه بعد العصر من يوم الأربعاء بمسجد الصحابة بالشارقة ودفن بمقبرة الشارقة .

رحمه الله تعالى رحمة واسعة وغفر له وعفا عنه وتقبل منه وتقبله عنده ، وأسكنه فسيح جناته .

 

وقد رثاه صديقه الأثير الشيخ الأديب الدكتور عبد الجبار الزيدي الحلبي حفظه الله تعالى بقوله:

يا إله الورى ورب العبيد رب رحماك بالفقيد السعيد

رحل اليوم ماجد ألمعي من سلاﻻت أهل فضل وجود

جده كان عالما وأبوه وهو قد سار في طريق الجدود

اﻷصولي من أفاد أصوﻻ وفروعا لطالب مستفيد

يا رفيق الطريق مت غريبا في زمان التشريد كم من شريد

يا محب العلوم كم من علوم عاث فيها الجهال عيث البليد

سخروها لحاكم بجلوه كي يفوزوا بمنصب أو ثريد

والفتاوى عن شمأل ويمين زوروها كي يظفروا بالنقود

ما عرفناك يا رفيقي إﻻ طاهر الذيل أزهري البرود

ولهذا أمضيتها في اغتراب قانع النفس حامدا للحميد

يا إلهي أكرم فقيدا شريدا ما انحنت هامه بغير السجود

رب وامنحه رحمة وحنانا وأمانا من هول يوم الوعيد

أنت من شاء أن يسمى سعيدا رب أسعده في مقام سعيد

أنت من شئت أن يعيش بعيدا رب قربه من حماك المجيد

رب واحفظ أوﻻده من شرور أنت أولى من والد بوليد

وإذا حان حيننا فتدارك يا إله العبيد أمر العبيد

يا إله السعيد أنزل سعيدا ضيفك اليوم في جنان الخلود

 

هذه الترجمة مستفادة من صاحبها رحمه الله تعالى بتصرف وزيادة .