الطبيب الشهيد الإنسان عباس خان ضحية الجريمة الدولية الجماعية المشتركة

 ما دام المجتمع الدولي بهيئاته ومؤسساته السياسية والإنسانية وأيضا بمنظماته الشعبية المدنية والأهلية يعتبر بشار الأسد رئيسا لدولة ، أو شريكا في حوار ، أو بشرا سويا خارج إطار الملاحقة القانونية الجرمية فهو شريك في جريمة حرب الإبادة التي ينفذها بشار الأسد ومحازبوه المحليون والإقليميون والدوليون على الشعب السوري وعلى كل دعاة الخير حول العالم.

يتستر بان كيمون بالقانون الدولي وهو يسمح لبشار الجعفري أن ينفث سمومه وإفكه في النادي الدولي وعلى منابره . وتختبئ منظمة الصليب الأحمر واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بالقانون الدولي وهي تمنع وصول  لقاح شلل الأطفال إلى مدينة دير الزور، لأن مجرم الحرب القاتل المبير لم يأذن لهم بذلك !! يتذرع المشرفون على توزيع مواد الإغاثة الإنسانية بالقانون الدولي وهم يصرون على إيصال  هذه المساعدات  التي يتبرع بها المانحون عن طريق عصابة الإثم نفسها فتزيد من عرام الشر في تغذية همج بشار الأسد ومحازبيه ...

ألف يوم مرت على الثورة السورية ومازال بشار الأسد يستمتع باللعب على كل الخيوط الخضر التي منحه إياها شركاء الجريمة الدوليون المتواطئون  : القتل تحت التعذيب . والقتل بالقنص . والقتل بالقصف بالمدفعية وبالطائرات الحربية . والقتل بالبراميل المتفجرة . والقتل بالقنابل الفراغية . والقتل بالصواريخ المتفجرة . والقتل بالحصار والتجويع  ...

 لقد شرعنت منظمات بان كيمون ونستحيي بعد اليوم أن نقول المنظمات الدولية والإنسانية لبشار الأسد أن يستعمل كل وسائل القتل هذه على شعب أعزل ، وعلى مدنيين أبرياء ، وعلى كل من يفكر بمد يد العون لهؤلاء العُزْل الأبرياء .

لم تغير مشاهد القتل بكل وسائله ، كما لم تغير الشهادة الإضافية المميزة للطبيب الإنسان ( ديفيد نوت ) شيئا من مواقف شركاء الجريمة الدوليين أجمعين ، رغم أنها هزت الحجر قبل البشر وهو يقول للإنسانية : إنهم يتسلون باستهداف الأجنة في أرحام الأمهات .وعندما عاد ديفيد نوت إلى بلده ليدلي بشهادته كانت حكومة بريطانيا ( العظمى ) تعلم أن الطبيب الإنسان ( عباس خان ) بين براثن المجرمين . وكانت والدته قد عادت لتشهد أن وزن ولدها قد انخفض إلى ثلاثين كغ فقط . ولكن التواطؤ على الجريمة الكبرى اقتضى من حكومة كاميرون أن تصمت على ما اعتبرته جريمة صغرى .

هُرع الطبيب الإنسان عباس خان ليغيث فأصبح مستغيثا . وذهب إلى أرض الموت منقذا فتحول إلى ضحية . وصمت شركاء الجريمة عن اعتقاله وعن تعذيبه وها هم اليوم يصمتون عن جريمة قتله كما صمتوا عن قتل مئات الألوف من السوريين ..

قُتل الطبيب الإنسان ( عباس خان ) ليكون عبرة لأصحاب الضمائر من بقايا بني الإنسانية على هذه الأرض فلا يتحرك منهم أحد لمد يد عون لملهوف أو مستغيث ..

قُتل الطبيب الإنسان ( عباس خان ) لأن شركاء الجريمة الناطق منهم والصامت حول العالم أرادوه أن يقتل ليتوقف مدّ التعاطف الإنساني الذي يعني أن يتحسس إنسان في طرف الأرض ألم إنسان على طرفها الآخر ..

لن ينفع أمام في سياق الجريمة الكبرى أن ندين القاتل المبير ، ولن ينفع أن نفنّد رواية الانتحار ، وإن وقعت فعلا فأي سجن رهيب يدفع نزلاءه إلى الانتحار بتعليق ملابسهم بنوافذ زنازينهم ؟!

بكل وضوح وجرأة نعلق جريمة قتل الطبيب الإنسان( عباس خان ) في عنق الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، والمؤسسات والمنظمات الدولية والإنسانية المتواطئة مع المجرم المبير بشار الأسد ، وفي عنق الحكومة البريطانية التي استرسلت وتغاضت منذ عام  ، وفي عنق البرلمان البريطاني الذي أخذ قراره في إبقاء القاتل المبير حراً طليقا  ..

نتقدم بأحر مشاعر العزاء لأسرة الطبيب الشهيد الإنسان ، نسأل الله أن يتقبله وأن يرحمه وأن يرفعه في عليين ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين