الشيخ هاشم المجذوب

 

توفي ليلة الأربعاء ١٧ من رمضان ١٤٣٧ فضيلة الشيخ العلامة الفقيه النحوي الرباني هاشم المجذوب  رحمه الله رحمة واسعة

ورفع درجته وأعلى مقامه..

تلقى العلم عن كوكبة من العلماء المحققين وأكثر انتفاعه بشيخ الشافعية بالشام العلامة الزاهد محمد صالح العقاد رحمه الله، وجدّ الشيخ في التحصيل حتى صار من محققي المذهب الشافعي والقائمين بنشر العلم على قدم وساق مع ورع ظاهر وزهد باهر، وازدانت به دمشق ومسجد السنجقدار في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي..  ثم اعتقل وأوذي في الله عام ١٩٨٠ فما لانت له عزيمة ولا ونى ولا وهن لما أصابه في سبيل الله. 

وسبب اعتقاله تصريحه بكفر النصيرية وضلالهم، ونشاطه العلمي الدعوي الذي لا مهادنة فيه للظلمة، بل فيه الثبات على الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية شباب علماء فقهاء عاملين... ذات يوم في عام ١٩٨٠ جاءه رجل مخابرات لعنه الله في ثوب مسلم حريص على دينه يسأله: هل يزوج ابنته لشاب نصيري أحبها وخطبها؟ فقال له: لا تفعل. فقال: لماذا؟ فقال الشيخ: مو من ملتنا أي: ليسوا مسلمين..فتم اعتقاله وتعذيبه في السجن اثنين وعشرين عاما شفع له الدكتور البوطي عند حافظ الأسد مرات فلم يقبل شفاعته وتمت مساومته على الخروج من السجن وإعادة الاعتبار له مرارا بشرط أن يكتب اعتذارا لحافظ الأسد فأبى ثم أخرج من السجن في السنة الثانية من حكم المجرم بشار بعدما أنهكته الأمراض وأشفى على الموت ..

فتشرفت بزيارته في بيته بحرستا بعد خروجه من السجن بشهور قليلة وسألته بضعة أسئلة فاعتذر عن تدقيق المسائل والمباحثة وعلل ذلك بتعبه وكبر سنه واعتلال صحته بسبب السجن..

وكان قليل الكلام كثير الشكر لله والحمد متواضعا يبدو عليه أثر الإجهاد والإنهاك.. فخرجت من عنده وقد ازددت حقدا وبغضا لحافظ أسد اللعين ونظامه الفاجر.. وقد بلغني أن الله منّ عليه بالتماثل للعافية وألبسه ثوب المُنة والقوة فعاد سيرته الأولى في نشر العلم والتدريس..

رحم الله ابن حنبل زمانه وشافعي عصره وأوانه واجزل مثوبته وفرج كرب أمتنا بمنه وكرمه