الشيخ نجار


الأستاذ عبد الله زنجير
 
وضع مدير الناحية بسطاره على فم المرأة المنتحبة السبعينية ، راح يضغط بشدة حتى لا يصل استعصامها بالمعتصم إلى أسماعه ، وقتها كانت الجرافة تحرث بيتها الريفي القرميدي المخالف لتعاليم الحاكم بأمره . نساء قرية ( الشيخ نجار ) انتفضن على العار ، راحت الحجارة و الأحذية و الأرواث تطارد زبانية الوثن حتى ردوهم عن حياض العجوز .. حدث هذا في 29 / 7 / 2010 م
 
على أوتوسترادات عديدة شمال شرق حلب - منها طرق الباب و السفيرة و المسلمية - تقع قرية الشيخ نجار غير النائية ، تبعد 5 كم و يقطنها 5000 نسمة فقط . و على مقربة منها تقع مدينة الشيخ نجار الصناعية العملاقة ( 4400 هكتار ) باستثمارات تزيد على 300 مليار ليرة !! خلع السكان هنا حرائق البيوت و القمامة ، الفقر و الحرمان و السخرة و المدرسة الإبتدائية الوحيدة كل ذلك أثمر الثورة 
 
أحبك يا شيخ نجار لأنني لا أعرفك ، هذا الصوفي المتقشف فرض اسمه على أشهر منطقة صناعية في الشرق الأوسط ، مئات المعامل المتنوعة تشتغل منذ سنة 2000 م يحاول الأفاك السفاك دمدمتها ، في 10 / 12 / 2011 م انتشر شبيبته و شبيحته هنا لحرق كل مصنع يستجيب لإضراب الكرامة ، و في 14 / 11 / 2012 م كانت ألسنة النيران اللعينة تلعلع بالإرغام لتفتك بحضارة الإنسان و تقدمه و مكانته و ماكينته . ليس الموت هنا أقرب من حبل الوريد ، رغم اكتشاف المقبرة الجماعية بتاريخ 30 / 8 / 2012 م ، إنما الإرادة و المسؤولية و الكدح و الروح
 
استشهد الطفل إسماعيل العبد الله - 9 سنوات - و فياض الحمادي من عشيرة عميرات و زكور خواتمي و إبراهيم بطيخة و رحمو الرحيم و غيره و غيره ، ومن أعيق بسبب القصف علمه عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
 
نقلت وكالة ( آكي ) الإخبارية في 31 / 12 / 2012 م أن في سورية 270 ألف حالة إعاقة دائمة بسبب الأحداث .. أي رأس سنة هذا ؟؟ كيف نبتسم ؟؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين