الشيخ مصطفى عبد الرزاق سالم

 

 من أبرز آل سالم . معلم الاطفال في اريحا 

أدركته وأنا صبي صغير في السادسة وكان تجاوز الستين قطعا . وتعلمت على يديه اياما قليلة . وسمعت عنه كثيرا .

سمعت أن والدي الشيخ نجيب رحمه الله تعلم عنده الكتابة وهو صغير وكان هو أكبر منه سنا وكان لا يأخذ منه خميسية لقرابته ولأنه كان يتيما . لكنه يقول له : يا نجيب ساعدني في العمل . وبقي والدي يحفظ له الود والتقدير عندما صار شيخ اريحا فكنت اراه يتردد على والدي احيانا في دكانه ويقف معه ويبادله الاحاديث .

كان الشيخ مصطفى مشهورا كمعلم اولاد اريحا فمعظم الاهالي هم تلاميذه .وكان جميل الخط متقنه يعلمه مع مبادئ الحساب . وكان شديدا في تعليمه مهيبا بين طلابه يعلق الفلق على الجدار ليستخدمه عند اللزوم مع المتمردين او المسيئين . ويسميه ابا علي . بل كان عنده في المكتب من يتعقب له الاولاد الهاربين لاحضارهم وتأديبهم .

اما مكتبه الذي يعلم فيه . فكان غرفة كبيرة في بيته الواقع في الطريق الرئسي في البلد وكانت له درجات عدة ينزل الداخل عليها . وكان الاولاد الكبار يجلسون في الخلف والصغار امامه ويكتب الدرس ويعلم على طريق القاعدة الحلبية . وكانت له طاولة يجلس خلفها تحت شباك مطل على الشارع اعلى الغرفة ينير له الدفتر الخاص به والذي يسجل فيه الاسماء والواجبات والاجرة واحوال الاولاد . والى جواره سبورة يكتب الاحرف والجمل والارقام عليها . ويكرر قراءتها وتدريب الاولاد على ذلك . ويؤكد على حسن الخط العربي .وكان عدد الاولاد كثيرا وجو الغرفة كئيبا مخوفا . وكان يضاعف واجبات البيت الكتابية ايام العطل وكنا نتبرم بذلك . وويل ثم ويل لمن يكتشفه لا يتقن الواجب فيشخبط ويلخبط في قلب الاوراق الداخلية . 

وكانت داره دارا عربية فيها فسحة مكشوفة وبئر ماء فكان يستعين بالاولاد لنزح الماء كما يسخرهم أحيانا لاحضار حاجات البيت من السوق او لتنقية العدس ونحوه من الشوائب ... الخ

وكانت زوجته قوية الشخصية تأمر وتنهى . وكان له ولدان : ناجي ومحمد . ذهبا للدراسة قبلنا بكثير في حلب .

لا اعلم اين تعلم ولا من علمه ولا تفاصيل أخرى عن حياته . فقد غادرت اريحا مع بداية المرحلة المتوسطة من الدراسة عام 1965. 

ولعل أبناءه الكرام اولاد العم يتحفونا بشيء من ذلك فنحيي صلتنا بهم ونذكر والدهم صاحب الفضل على جيل كامل في اريحا .

رحم الله عمنا الشيخ مصطفى عبد الرزاق سالم الذي توفي في الثمانينات من القرن الماضي. ورفع مقامه في عليين