الشيخ محمد عبد المحسن حداد

( عالم محدث فقيه )

(1350ـ 1416 هـ / 1930 ـ 1996 م )
 
نسبه ومولده: بقلم: فياض العبسو
هو الشيخ الفاضل أبو محمد بشير ، محمد عبد المحسن بن الشيخ الجليل محمد بشير بن أحمد حداد الحلبي .. هو أكبر أبناء الشيخ محمد بشير الأربعة ، وبه يكنى .
ولد في حلب ونشأ بها ، في كنف والده الكريم ، الذي تلقى العلم وقراءة القرآن عنه ، ثم وضعه والده في مدرسة الحفاظ بحلب ، فحفظ القرآن الكريم ، وسنه لم يتجاوز الخامسة عشرة سنة ، على يد الشيخ أحمد المصري .
دراسته:
دخل المدرسة الشعبانية سنة ( 1369 هـ )، الموافق لعام ( 1950 م )، وتلقى العلم على علمائها الأفاضل ، وأمضى فيها ست سنوات ، ثم تخرج فيها سنة ( 1375 هـ )، الموافق لعام ( 1956 م ).
أقرانه:
من زملاء الشيخ في المدرسة الشعبانية:
الشيخ عبد القادر عيسى ، والشيخ سعد مراد الحموي ، والشيخ محمود عسّاني ، وغيرهم كثير .
شيوخه:
من شيوخه في الشعبانية:
العلامة الشيخ اللغوي حامد هلال ، والعالم الرباني الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين ، وأخوه العلامة اللغوي الشيخ عبد الرحمن زين العابدين ، والعلامة الشيخ الفقيه محمد الملاح ، والعلامة المحدث المفسرالشيخ الجليل عبد الله سراج الدين ، والشيخ الفرضي اللغوي محمد سامي بصمه جي ، والعلامة الشيخ المعمَّر أحمد القلاش ، وفرضي حلب وشيخ قرائها الشيخ محمد نجيب خياطة ، والشيخ المحدث محمد زين العابدين الجذبة، والشيخ عبد الفتاح حميدة الناصر ، والشيخ محمد أديب حسون ، وغيرهم .
ولازم الشيخ المربي الفاضل محمد النبهان ، الذي وجهه بدوره إلى متابعة العلم وملازمة العلماء .
كما حثه الشيخ العلامة المحدث المؤرخ محمد راغب الطباخ ، على الاشتغال بعلم الحديث ، إذ رأى من حبه له وولعه فيه ، وكذلك شجعه الشيخ المحدث عبد الفتاح أبو غدة والشيخ المحدث عبد الله سراج الدين ، على الاشتغال فيه ، فاتجه الشيخ إلى علم الحديث وبرع فيه رواية ودراية ، وأجازه كثير من العلماء في علم الحديث .
كما لازم الشيخ العلامة الفقيه اللغوي محمد أسعد عبه جي مفتي الشافعية بحلب ، وقرأ عليه كتاب المنهج وشرحه ، للقاضي زكريا الأنصاري ، وشرح الجلال المحلي على جمع الجوامع ، وسلم الوصول في علم الأصول للشيخ محمد أسعد العبجي .. وأذن له الشيخ محمد أسعد العبجي بالفتوى ، ومنحه إجازة خطية ، وظل ملازماً للشيخ في مجلسه في دائرة الإفتاء بحلب حتى وفاته ، رحمه الله.
إجازاته:
منح الشيخ إجازات عدة في الحديث ، زادت على العشرين إجازة ، أهمها إجازة العلامة الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي الهندي ، وذلك خلال زيارته لحلب عام ( 1978 م )، وكذلك إجازة العلامة الشيخ المحدث عبد الفتاح أبو غدة ، والذي قل من يجيز إلا من له ثقة بعلمه .
كما أجازه الشيخ العلامة المحدث السيد محمد مكي الكتاني ، والشيخ العلامة محمود الرنكوسي ، والشيخ المحدث محمد زين العابدين الجذبة ، والشيخ الفقيه المفتي عبد الله خير الله ، والشيخ الطبيب محمد أبو اليسر عابدين ، مفتي سورية السابق ، والشيخ السيد علوي بن عباس المكي ، وولده الشيخ الدكتور السيد محمد علوي المالكي المكي ، والشيخ أحمد بن الصديق الغماري المغربي ، وأخوه الشيخ عبد الله الصديق الغماري المغربي ، وأخوه الشيخ عبد العزيز الغماري المغربي، والشيخ محمد ياسين الفاداني ، والشيخ إبراهيم اليعقوبي الدمشقي ، والشيخ إبراهيم الفضلي الختني المدني لما زار حلب ، والشيخ حسن بن محمد المشاط المكي ، والشيخ إبراهيم الغلاييني ، والشيخ عبد الله الهرري الحبشي .
اشتهر الشيخ في تمكنه من الفقه الشافعي ، ومشاركته في معرفة رجال الحديث وعلله ، ودفاعه عن مذهب أهل السنة والجماعة .
أعماله:
تسلم وظيفة الإمامة منذ صباه ، وتنقل بين عدة مساجد ، جامع ساحة بزة ، والأربعين عقبة ، والنحاسين ، وأخيراً العريان ، إذ بقي فيه ما يزيد عن ثلاثين سنة .
كما عين مدرساً دينياً في إفتاء حلب عام ( 1962 م ) فكانت له عدة مجالس وحلقات خاصة مع طلاب العلم ، في الفقه الشافعي والأصول والحديث .. وكذلك دروس دينية في المساجد على مدار الأسبوع .. في جامع المولوية ، وميسلون ، وشبارق ، والسيد علي ، وبانقوسا ، والحجار ، وكرم القاطرجي .. وبلدة أخترين ( 1967 م )
بالإضافة إلى خطبة الجمعة في جامع الحدادين بحلب ، وفي جامع النقشية بمدينة السفيرة ، التابعة لمحافظة حلب ، لمدة ست سنوات تقريباً، وحضرت كثيراً من خطبه ، وكان يجلس بعد صلاة الجمعة ، في آخر المسجد ويجيب على أسئلة المصلين ، وكذلك خطب في مسجد تل شغيب ، حوالي خمس سنوات .كما درس في المدرسة الكلتاوية بحلب .
ودرس في المدرسة الشرعية في منطقة عفرين ، في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ، ودرس أيضا في الثانوية الشرعية للإناث ، ثم الذكور ، في حلب ، مادة الفقه الشافعي ، والأصول والحديث ، والمصطلح .
أوصافه:
كان الشيخ ربعة من القوم ، أبيض الوجه مشرباً بحمرة ، معتمَّاً ، رحب الصدر ، شديد الغيرة على دين الله ، كثير الحرص على طلب العلم ، ومطالعة الكتب ، وكان كثيراً ما يردد هذا البيت من الشعر للحافظ المزي :
فأدم للعلم مذاكرة     فحياة العلم مذاكرته
حج بيت الله الحرام أكثر من سبع مرات .. وكان حافظاً لكتاب الله ، وألفية ابن مالك في النحو ..
وفاته ومراثيه:
توفي الشيخ رحمه الله في شهر ذي الحجة سنة 1416 هـ / الموافق لشهر آذار عام 1996 م ، عن عمر يناهز السادسة والستين سنة ، قضاه في العلم والتعليم والتدريس ، ودفن في مقبرة القبور البيض بالصاخور ، وصلى عليه صلاة الجنازة الشيخ محمد أديب حسون ، ثم رثاه بعد الصلاة ، كما رثاه العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ..
وقد خلف الشيخ أولاداً ثمانية ، أربعة ذكور وأربع إناث ، وجميعهم من طلاب العلم ، ذكوراً وإناثاً ،أكبرهم الشيخ الدكتور محمد بشير حداد ، وبه يكنى.
المصادر:
معلومات زودنا بها ولده الشيخ محمود ، عندما التقيته في جامع أسامة بن زيد، بحلب .
وانظر كتاب إعانة المجدين في تراجم أعلام المحدثين الحلبيين ، المجلد الثاني ، مخطوط ، للشيخ المؤرخ أحمد محمد السردار.
وقد نشر موقع رابطة العلماء السوريين ترجمة والده المقرىء محمد بشير حداد وأولاده من إعداد حفيده أسامة بن أحمد حداد . تنظر الترجمة هنا:
ونشر أيضا ترجمة لشقيق المترجم الشيخ أحمد الحداد بقلم المشرف على الموقع.
تنظر الترجمة هنا: