1293ـ1370
1877ـ1951
سبق أن نشرنا في ركن العلماء والمناشط الإسلامية إجازة الشيخ محمد راغب الطباخ من حلب الشهباء للشيخ سليمان الصنيع النجدي الأصل المكي مولداً ومنشأ(1323ـ1389)،ويليها ترجمته الذاتية ، التي كتبها لنفسه في سبع صفحات بخط يده، نوردها في ركن تراجم العلماء وأضفنا إليها بعض العناوين الجانبية بين معكوفين، علماً بأن للشيخ ترجمة أخرى كتبها في خاتمة كتابه " الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية" ص347ـ353، وله ترجمة ثالثة مطوَّلة ، سنوافي القراء بها في وقت لاحق بعون الله تعالى ، وإلى القراء الكرام خلاصة ترجمته التي كتبها، وقال في مقدمتها:
خلاصة ترجمتي
وإجابة لطلب الشيخ سليمان، ختم الله بالحسنى وكمال الإيمان، أكتب له خلاصة ترجمتي التي وضعتها لنفسي أسوة بكثير من المتقدمين الذين ترجموا أنفسهم كالحافظين الجليلين السخاوي والسيوطي.
[ولادته ونشأته:]
ولدت في الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، وختمت القرآن الكريم وعمري ثمان سنين، وشرعت في الكتابة على الشيخ محمد العَرِّيف الخطاط المشهور ، ثم دخلت المدرسة المنصورية في محلة الفرافرة سنة 1304، ونلت الشهادة الابتدائية فيها في ذي القعدة سنة 1306.
[ حجته الأولى وهو في الرابعة عشرة من عمره]:
وفي سنة 1307في شهر ذي القعدة توجهت مع والدي رحمه الله تعالى إلى الحجاز الشريف، وعدنا منه في الثامن جمادى الأولى سنة 1308.
[تردده إلى المدرسة الشعبانية وحفظه بعض المتون]:
وصار والدي يَصْطحبني إلى محل تجارته، وصرت مع ذلك أتردد إلى المدرسة الشعبانية فحفظت فيها بعض المتون.
[وفاة والده وعمله في التجارة]:
وفي سنة تسع وثلاثمائة وألف في ربيع الثاني منها توفي والدي رحمه الله تعالى، فتركت التردُّد إلى المدرسة لاحتياج إخوتي إليَّ في معاطاة التجارة .
[عودته إلى طلب العلم وأشهر شيوخه]:
وفي سنة 1310 عدت إلى طلب العلم، فأخذت في حفظ متون أخر منها: ألفية ابن مالك بتمامها، ثم شرعت في الحضور على فضلاء حلب، فقرأت على ابن خالي الشيخ محمد بن محمد كِلْزِيَّة، الذي توفي في هذه السنة(1366)، وهو آخر مشايخي موتاً ـ رحم الله جميعهم ـ وعلى غيره من العلماء، ويطول تعدادهم، وأخصُّ بالذكر منهم أشهرهم، وهم: العلامة الفقيه الشيخ محمد الجزماتي الحنفي، والفقيه الكبير الشيخ محمد الزرقا الحنفي، والعلامة الشيخ بشير الغزي، والثلاثة تولوا أمانة الفتوى في حلب، والأخيران توليا بعد ذلك القضاء فيها، وقد استقصيت ما قرأته على كل واحد منهم في كتابي: ( الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية) وكانت قراءتي للحديث الشريف على العالمين الأخيرين قراءة دراية وتحقيق.
[بدء الكتابة في ميدان الصحافة]:
وفي سنة 1319صرت أراسل جريدة (ثمرات الفنون) التي كانت تصدر في بيروت، ثم تغيَّر اسمها إلى جريدة ( الاتحاد العثماني) فكنت أراسلها، ثم كنت أراسل غيرها .
[مراسلته عدداًَ من الصحف والمجلات]:
ثم صرت بعد سنة 1338 أي بعد الحرب العالمية الأولى أراسل المجلات، وإلى الآن وأنا أكتب مقالات وتحقيقات تاريخية، وأصف الكتب المخطوطة التي في مكاتب حلب في مجلة المجمع العلمي العربي التي تصدر في دمشق، وأحياناً في غيرها. ولو جُمع ما كتبته في الجرائد والمجلات لجاء في مجلدات.
مؤلفاتي:
في سنة 1323شرعت في وضع تاريخ لحلب ومعاملاتها في عهد الدولة العثمانية أتممته في سنة 1345،وشرعت في طبعه سنة 1340،وتمَّ الطبع في سنة 1345وهو في سبع مجلدات سميته:( إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) واستحضرت لأجله مطبعة في سنة 1340طبعت فيها من مؤلفاتي التاريخ وما يلي:
1ـ المطالب العلية في الدروس الدينية، وهو ثلاثة كتب متسلسلة، وهي كتب مدرسية في الفقه الحنفي.
2ـ عظة الأبناء بتاريخ الأنبياء ، وهو كتاب مدرسي أيضاً، قد وضعته أوسع مما طبع إلا أنَّ دائرة المعارف كلَّفتني اختصاره.
3ـ تمرين الطلاب في صناعة الإعراب، رسالة في 16 صفحة تسهل على المبتدئين كيفية الإعراب وتَعلُّمهُ في وقت قريب.
4ـ الروضيات: وهو ما جمعته من شعر الشاعر المُجيد أبي بكر الصنوبري الحلبي أحد شعراء سيف الدولة بن حمدان مع ترجمة الشاعر المذكور، وكانت وفاته سنة 334.
5ـ العقود الدرية في الدواوين الحلبية، وهي ثلاثة دواوين لثلاثة من شعراء حلب في القرن الحادي عشر:
الأول: وهو ديوان الشاعر أحمد بن حسين الجزري، وهو من جمعنا.
والثاني والثالث:[ديوان الشاعر فتح الله النحاس الحلبي وديوان الشاعر مصطفى البابي الحلبي] فيهما زيادات( من جمعنا) على الأصول التي كانت مطبوعة من قبل.
6ـ الأنوار الجليَّة في الأثبات الحلبية، وقد تقدَّم ذكره.
7ـ المصباح على مقدمة ابن الصلاح، وهي تعليقات على هذا الكتاب، طبعت مع الأصل ومع شرحه المسمَّى "التقييد والإيضاح" للحافظ العراقي.
وبقي من مؤلفاتي التي لم تطبع:
1. الفتح المبين على نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، وهو حاشية على هذا الكتاب الذي هو للشيخ محمد الخضري المصري، وضعتها حين قراءتي له في المدرسة الخسروية .
2. والتقطت من "معجم البلدان" لياقوت: البلاد الملحقة بولاية حلب وكلامه عليها .
3. ترجمة الكمال عمر بن أحمد بن العديم الحلبي: المتوفى سنة 660، مع الكلام على تاريخه الكبير لحلب المسمى: ( بغية الطلب في تاريخ حلب) وهو في 80صحيفة، ونشر منها 60صحيفة في مجلة "الجامعة الإسلامية" بحلب.
4. رسالة في شرح حديث طول آدم عليه السلام المذكور في صحيح البخاري ومسلم، والجواب عن الإشكال الذي ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري، عند شرحه لهذا الحديث في كتاب بدء الخلق، وهي في 20 صحيفة.
5. نثر الدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر، في نحو 70 صحيفة مع ذكر مؤلفاته والكلام عليها، وذكر ما طبع منها مع قسم كبير من شعره التقطته من كتب الأدب، وبيَّنت أنه كان أديباً كبيراً كما كان حافظاً كبيراً.
6. رسالة في العروض مقتضبة من الكافي في علمي العروض والقوافي، سهلت فيها تعلم هذا العلم في مدة وجيزة، وقد قرأتها لطلاب المدرسة الخسروية وغيرهم غير مرة .
7. رسالة ( كشف الغم عن حديث السم) المذكور في الشمائل المحمدية للترمذي .
8. ذو القرنين والسد، من هو وأين هو؟ في 80 صحيفة.[ وقد طبع]
9. القول الفصل في مقرِّ العقل.
10. حسن الفهم لحديث الشؤم.
11. الثقافة الإسلامية في 400صحيفة، وهو كتاب عظيم ذكرت فيه العلوم الإسلامية وتطوراتها، وأشهر الكتب في كل فن، وأشهر المؤلفين في التفسير والحديث والمذاهب الأربعة والنحو والبلاغة إلخ مع بيان حالة العرب قبل الإسلام ، من عقائدهم الباطلة وعاداتهم الفاسدة مع التزام ذكر وفاة جميع من ذُكر فيها من المؤلفين إلى غير ذلك .[وقد طبع]
ما طبعته من الكتب في مطبعتي التي دعوتها المطبعة العلمية:
1. الطب النبوي، للحافظ ابن قيم الجوزية.
2. الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، للحافظ الحازمي.
3. السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، للحافظ الطبري.
4. الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير، للجاحظ.
5. مشكاة الأنوار في الأحاديث القدسية، للشيخ محيي الدين ابن العربي، ومعه: الأربعون القدسية لملا علي القاري.
6. الفراسة لفيلمون الحكيم ، ويليه: جمع أحكام الفراسة لأبي بكر الرازي.
7. السفينة النوحية في علم النفس والروح، لأحمد بن خليل الخُويِّ
8. النجوم الشارقات في بعض الصناعات، لأبي الخير الأرموي، من علماء القرن العاشر.
9. بيان السنة والجماعة المعروف بعقيدة الطحاوي، للحافظ الطحاوي.
10. القُرب في فضل العرب، للحافظ العراقي.
11. اللوامع الضيائية في نظم السراجية في علم الفرائض ، على مذهب الإمام أبي حنيفة، للشيخ عبد الله الموقت الحلبي المتوفي سنة 1223.
12. الإفصاح عن معاني الصحاح، للوزير عَوْن الدين يحيى بن محمد بن هبيرة الحنبلي، وزير المستنجد بالله العباسي، المتوفي سنة 560.
13. دمية القصر( في أدباء القرن الخامس) للأديب أبي الحسن الباخرزي، وهو ذيل "يتيمة الدهر" للثعالبي.
14. فضل الخيل للحافظ الدمياطي، المتوفى سنة 705، ويليه: رشحات المداد فيما يتعلق بالصافنات الجياد، للبخشي الحلبي.
15. العقود الدرية في الدواوين الحلبية. وهي ثلاثة دواوين لثلاثة من شعراء حلب في القرن الحادي عشر، وقد قدمت ذكرها.
16. الكوكب الساري في حقيقة الجزء الاختياري، للشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي .
17. علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح، وشرحه "التقييد والايضاح" للحافظ العراقي، وفي ذيل هذين تعليقات لي على المقدمة والشرح، وقد قدمت ذلك.
18. ثلاث رسائل حديثية للحافظ البرهان الحلبي، الأولى: تذكرة الطالب المعلم بمن يقال أنه مخضرم، الثانية: التبيين لأسماء المدلسين، الثالثة: الاغتباط بمن رُميَ بالاختلاط.
19. المدخل في أصول الحديث، للحاكم النيسابوري.
20. معالم السنن، للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، وهو شرح سنن أبي داود في أربعة أجزاء ، وهو آخر ما طبعته وذلك سنة 1351هـ
وفي هذه السنة وهي سنة 1366، بعت المطبعة لكبر سني ، ولأسباب أُخر.
الوظائف التي عُيِّنت فيها:
نشأت مع طلبي للعلم في التجارة ، ولي ـ كأبي وأعمامي وجدي ـ صنعة تُسمَّى ( البصمجي) وهي طبع المناديل التي يضعها الفلاحون والفلاحات على رؤسهم في مختلف البلدان والأقطار، حتى إن منها نوعاً يسمى المسافح، ودجاج الحبش، كنا نأتي بها إلى مكة والمدينة، ولم أكن متطلعاً إلى الوظائف، ولا طالباً لها لاستغنائي بما يرزق الله من الصنعة، غير أني بدون طلب وسعي عُيِّنت عضواً لمجلس معارف الولاية في عهد الدولة العثمانية، وذلك في سنة 1328، وهناك وفقت لإدخال اللغة العربية لمكاتب الدولة، فكان لذلك الأثر العظيم، ولله الحمد .
وفي سنة 1334، انتخبت عضواً في غرفة التجارة، بقيت ست سنوات، ثم انتخبت مرة ثانية ست سنوات أيضاً.
وفي سنة 1350انتخبت عضواً في دار الأيتام الإسلامية بقيت إلى سنة 1356، وهذه الوظائف كلها مجانية.
وفي سنة 1337، عينت عضواً في دائرة الأوقاف في المجلس الإداري مجاناً أيضاً، ثم استقلت لكثرة أشغالي بسبب المطبعة التي استحضرتها، ولاشتغالي بالتدريس في مدرسة أهلية سميت الكلية الفاروقيه.
وفي سنة 1340عينت مدرساً لعدة علوم في المدرسة الخسروية التي وفقت لافتتاحها بعد سعي في ذلك 15سنة، وهي مدرسة دينية فيها شيء من العلوم العصريَّة ، ولم أزل مدرساً فيها الآن، وأدرس فيها الآن الحديث النبوي، وعلم المصطلح والتاريخ الإسلامي ، وكنت درست فيها الأخلاق، والتفسير ، والبلاغة والعروض ، والأدب العربي.
وفي سنة 1341، عينت عضواً للمجمع العلمي العربي بدمشق، ولم أزل فيه إلى الآن.
وفي سنة 1355عينت مديراً للمدرسة المتقدمة[الخسروية] مع ما لي فيها من الدروس، ثم استقلت منها في سنة 1364، ويطول الشرح لو بسطت الكلام على ما قمت به من الإصلاحات، ولله الحمد.
وعينت عضواً في جمعية عاديات حلب أي الآثار القديمة، إلا أنه الآن لا عمل لهذه الجمعية.
وعينت عضواً في جمعية المعارف النعمانية في الهند ، وغاية هذه الجمعية إحياء الكتب المؤلفة، في الفقه الحنفي، وقد استنسخت لها بعض الكتب المخطوطة التي في حلب، وصحَّحت لها الجزء الأول من المبسوط للسرخسي، وفيه كتاب الصلاة على نسخه في المكتبة الأحمدية بحلب.
وأسست من 18 عاماً جمعية دُعيت (جمعية البر والأخلاق الإسلامية) بمساعدة بعض تلامذتي الذين تحرَّجوا من المدرسة الخسروية، وأخص بالذكر منهم: الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ معروف الدواليبي، والشيخ محمد الحكيم، لكني تركت رئاستها لغيري لأسباب سياسية هي الاحتلال الفرنسي، الذي نجانا الله منه في العام الماضي ولله الحمد.
ثم في سنة 1356، انتخبت لرئاستها إلى الآن.
وفي سنة 1362، عينت عضواً في المجلس العلمي في دائرة الأوقاف فاستعفيت فلم أعف، وبقيت فيه إلى 27جمادى الثانية من هذه السنة، وهي سنة 1366، وكتبت بخط يدي كتباً ورسائل كثيرة يطول الشرح بتعدادها.
واستُنْسخ بواسطتي كتب لمصر والهند والحجاز وغيرها من البلاد، ويطول تفصيل ذلك.
هذه خلاصة ترجمتي أيها الأخ الفاضل، اختصرتها من ترجمة واسعة تزيد عن أربعين صحيفة ،وأسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه ،والإخلاص في القول والعمل، وحُسْن الخاتمة. انتهت الترجمة.
* * *
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى صباح يوم الجمعة25/رمضان/1370هـ الموافق 29/6/1951 م وجرى تأبينه بذكرى الأربعين في دار الكتب الوطنية بتاريخ 8/8/ 1951م. وقد رثاه تلميذه العالم الشاعر عبد الله عتر المتوفى سنة 1380 بقصيدة بلغ عدد أبياتها (48) بيتاً ، من البحر الطويل : والتي قالها بتاريخ ( 23 / 9 / 1951 م ) ، في تأبين الشيخ محمد راغب الطباخ ، رحمه الله تعالى ، واستهلها بقوله:
ألا رب ميت كان حياً لدى الورى وإن ظل دهراً في التراب iiمبعثرا
فـذاك الذي قد كان بالأمس بيننا نـقـيـاً نـزيـهاً عالماً iiمتبحرا
فـذاك الـذي كان الكتاب iiسميره< SPAN> يـسامره والناس في سنة iiالكرى
فـذاك الذي عانى الحياة iiمجاهداً لـيمحو عار الجهل عنا iiونبصرا
فـذاك أخو العلم الذي عاش بيننا ثـمـانـين حولاً دون أن iiيتغيرا
وقد توفي بعده بأيام الشيخ محمد سعيد الإدلبي ، ثم تبعهما الشيخ عبد الحميد الجابري رحمهم الله تعالى.
وقد كتبت مجلة الجامعة الإسلامية الحلبية في العدد (382)من السنة 23: مصائب حلب: " إن أشد المصائب وقعاً ، وأفدحها ألماً فقدان العلماء والقادة ، ولاسيما إذا كانت أممهم في حيرة ، إذ العلماء في الأمم كالشمس تستضيء بهم وتهتدي سواء السبيل وهذه الشهباء قد ازداد بؤسها سوءاً ففقدت في مدة شهرين كبار من علمائها ومفكريها وصلحائها.
ففي 25رمضان 1370فقدت حلب مؤرخها الكبير، والعالم العامل، مربي جيلها، وموجه رواد العلم والإسلام فيها، الوجهة المثلى ، الأستاذ الشيخ : راغب الطباخ ، فأحدث فقده فراغاً لا يسد ، وخسارة لا تعوض، إذ كان رحمه الله تعالى مثالياً في عمله، وفي نضاله، وفي تدريسه، وفي تأليفه، وفي إحياء مآثر الأجداد، يخدم العلم للعلم، والفضيلة للفضيلة، في سبيل الله. وقد ترك بين أيدينا كثيراً من المؤلفات والآثار تدل على ذاك الفراغ الذي أحدثه بوفاته .
وفي 16شوال سنة 1370الموافق 20 تموز 1951، انتقل كذلك إلى رحمة الله الفقيه الشافعي الكبير التقي الورع الشيخ: سعيد الإدلبي ، عن عمر قضاه في العبادة والتدريس والوعظ ونشر الفقه الشافعي ، وهو بقية السلف الصالح الذي كان قدوة حسنة في أعماله وأقواله وتقواه ، وفي إرشاد المجتمع إلى مهايع التدين والفضيلة ، والصلاح ومكارم الأخلاق ، وحسن التعامل وخشية الله .فقد خسرنا بفقده مرشداً تطفح البركة بوجوده ، ( تنظر ترجمته في الموقع على الرابط التالي http://www.islamsyria.net/Details.php? QType=7&Id=38 ) وفي مساء الثلاثاء 26/ذي القعدة /1370 رحل إلى دار البقاء هادي الزعماء القادة ومرشد المصلحين العالم المفكر الشيخ عبد الحميد الجابري، وقد كان رحمه الله تعالى من خيار العلماء العاملين ومن خيار المناضلين الجريئين ( تنظر ترجمته في الموقع على الرابط التالي http://www.islamsyria.net/Details.php? QType=7&Id=44 ).
وقد أفردت جريدة الحوادث الحلبية عدداً خاصاً عن الحفلة التأبينية التي أقامها تلامذته، وعدَّد فيها الخطباء كثيراً من صفات الفقيد وأعماله ومحامده فكانت نموذجاً حياً لتقدير العلماء العاملين ، كما نشرت مجلة الجامعة الإسلامية ترجمته الموسعة لنفسه والتي كتبها بخط يده وانتهى من كتابتها يوم الخميس الموافق للثاني عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1358هـ ، والتاسع والعشرين من شهر حزيران 1939م، في الأعداد(391ـ396) من السنة 24.
وسنوافي القراء الكرام بها في مناسبة قادمة بعون الله تعالى .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول