الشيخ محمد القاسمي

اللهم آجرنا في مصيبتنا وعوضنا خيرا منها

انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء في فجر يوم الخميس الماضي 10 شعبان 1444هـ، الموافق: 3 / 3 / 2023 م عن عمر يزيد على قرن كامل:

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد بن عبد الغني بن قاسم الحلاق القاسمي الحسني الدمشقي ثم المكي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

 

ولد رحمه الله في مدينة دمشق سنة 1923 لأسرة عريقة شريفة النسب نبغ منها رجالات كان أجلهم العلامة الجليل جمال الدين القاسمي المتوفى سنة (1332- 1914) صاحب التفسير والعشرات من المؤلفات النافعة المفيدة ، وهما ابنا عم (توفي الأول قبل ولادة الآخر وهو من النوادر) وابن عمهما الثالث الشيخ أحمد القاسمي مدير الأوقاف الإسلامية في سورية.

 

تدرج الأستاذ محمد القاسمي في مراحل التعليم وانتظم في طلاب (الكلية الشرعية الإسلامية بدمشق) وكان يدرس فيها ثلة من كبار علماء دمشق آنذاك..

ثم سافر إلى مصر وحصل على شهادة التخصص في القضاء الشرعي، ولما عاد إلى سورية انتظم في سلك التعليم مدرسا للتربية الإسلامية في المدارس الثانوية وكان له جهد دعوي إسلامي متميز في تلك المرحلة التي انتشرت فيها الاتجاهات اليسارية المنحرفة أواخر الخمسينيات ...

كما كان أحد دعائم العمل الدعوي في جامع المرابط بالمهاجرين بصحبة العالم الجليل الدكتور أمين المصري رحمه الله ...

بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في سورية 1963 كان شاهد عيان على المكيدة التي دبرت لجمع الشباب المسلم في الجامع الأموي بدمشق 1965 ثم اقتحامه بالمصفحات وإطلاق النار على العزل في المسجد واقتياد من بقي إلى سجن المزة العسكري .

غادر بعدها الشام واستوطن الحجاز بالبلد الحرام مدرسا في قسم من جامعة الملك عبد العزيز الذي تحول فيما بعد إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة وتخرجت خلال عقدين من الزمان أجيال كثيرة من طلابه

وبعد تقاعده عمل مدة في مجال المحاماة والقضايا الحقوقية ...

كان الأستاذ القاسمي رحمه الله وفيا ودودا يشعر بحاجات الناس وآلامهم فمد يد المعونة لمن كان يحتاجها من أهل بلده في الحجاز لا يألو بذلك جهدا ..

وكانت تربطه بالأستاذ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله صلة متينة وكان جارا له في أجياد بمكة المكرمة ويعينه على القيام بكثير من شؤونه .

وله من التأليف كتاب لطيف في أركان الإيمان سماه : (الإسلام كما فهمت)

وقدم في الإذاعة السعودية برنامجا سماه : (التلاوة المفسرة) يقرأ فيه جملة من الآيات الكريمة ثم يفسرها ... 

وله من الأولاد ذرية طيبة فيهم الأطباء والتقنيون وأساتذة الجامعات

انتقل إلى رحمة الله تعالى في الديار الحجازية وصلي عليه في الحرم الشريف ودفن بالمعلاة بجوار أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها..

رحم الله الأستاذ محمدا القاسمي وأسكنه فسيح جنته وعوض الأمة خيرا وخلفه في ذريته بخير.. وإنا لله وإنا إليه راجعون