الشيخ محمد الباقر الكتاني

 

 

 يصادف يوم الخميس الأخير 26 شعبان الذكرى الثالثة والخمسين لوفاة جد والدتي الشيخ المربي، الإمام المحدث الحافظ، الفقيه الأثري، العارف بالله؛ أبي الهدى محمد الباقر ابن الإمام الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني الإدريسي الحسني، قدس سره.

 

يعتبر الإمام الباقر الكتاني - رضي الله عنه - من أبرز شيوخ الطريق في وقته في المغرب، ومجدد الطريقة الأحمدية الكتانية ومحيي رسومها، حالا وسلوكا، وتربية وتأليفا، ودعوة إلى الله تعالى، فقد كان - كما أجمع عليه مؤرخوه - ممن يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما...فكان متمثلا في حياته وسيرته للهدي المحمدي، والأخلاق التي ندر أن توجد في عصرنا...

 

كما كان - رحمه الله تعالى - من أئمة العلم المرجوع إليهم في وقته، أخذ عن أعلام وقته الكبار، في فاس والرباط وسلا، عمدته منهم: جده الإمام عبد الكبير الكتاني، وعمه الحافظ عبد الحي الكتاني، والشيخ أبو شعيب بن عبد الرحمن الدكالي، والشيخ محمد المدني ابن الحسني، في آخرين...وتصدر للتدريس والإفادة في مختلف مساجد مدينة سلا وزواياها، بل في مختلف مساجد المغرب والزوايا الكتانية في المدن والبوادي، بحيث أخذ عنه آلاف من الخلق...

 

كما كان - رحمه الله تعالى - صادعا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، أنكر المنكرات، وحارب الاستعمار الفرنسي، ودعا إلى استقلال البلاد، وأوى وأعان المجاهدين في البلاد، خاصة من أتباع الطريقة الكتانية في زعير وغيرها من المدن والبوادي المغربية، ومواقفه في ذلك أشهر من نار على علم...

 

كما ألف وصنف، ومن مؤلفاته: "ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد" مطبوع في مجلد، و"طبقات الكتانيين طريقة" يخرج في نحو ثماني مجلدات، و"دائرة المعارف والعلوم الكتانية" في ثمانية مجلدات، وتهذيب الموطأ، وتهذيب جامع الترمذي، وسلسلة تضم تراجم لأعلام ممن عاصرهم، وسلسلة طويلة من المؤلفات في الطريقة الأحمدية الكتانية، جمع فيها أورادها وصلواتها، وآدابها، وشرح وردها وغيره من الأوراد، كما له "التبيان في فضائل القرآن"، ومؤلفات في الصلاة والذكر، وأجزاء حديثية عديدة، ومجموعة من الفهارس في الرواية والإسناد تزيد عن العشرة، ونحو عشرين حزبا صوفيا، وعدة دواوين شعرية، وغير ذلك من المؤلفات النفيسة التي تبلغ نحو المائتين أو تزيد...

 

وكان رضي الله عنه، آية في الأخلاق، آية في جمال الظاهر والباطن، أثرت عنه كرامات عدة، دون بعضها، وأطبق الناس على فضله ورفعة مكانته..وقد كانت وفاته بمدينة سلا في السادس والعشرين من شعبان لعام 1384، وشيه جثمانه في جنازة مهيبة حيث دفن بالزاوية الكتانية بمدينة سلا...رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته...