الشيخ محمد أسعد عبه جي - عالم عامل
الشيخ محمد أسعد العبه جي

( العالم اللغوي الفقيه المفتي)

1306ـ1393هـ ـ 1888ـ1973م

بقلم: فياض العبسو

نسبه ومولده:
هو الشيخ العالم المحقق الفقيه الأصولي اللغوي، أبو عادل،محمد أسعد العبجي الشافعي الحلبي. ولد في حلب، ونشأ فيها..

دراسته وشيوخه:
قرأ القرآن الكريم، وتلقّى دراسته الأولية في المكاتب الخاصة، ثم تلقى العلم على كبار العلماء في عصره، ومنهم الأستاذ الشيخ العلامة الفقيه اللغوي أحمد المكتبي الكبير، الحلبي الشافعي الأزهري،في مدرسة الدليواتي، بحلب،ومنهم الشيخ محمد الكلاوي، في المدرسة الشعبانية، والشيخ العلامة اللغوي المقرىء قاضي القضاة محمد بشير الغزي الحلبي، والشيخ العلامة محمد الحنيفي الحلبي، في المدرسة العثمانية، بحلب،كما تلقى العلم على الشيخ علي أفندي العالم، في الجامع الأموي الكبير،بحلب.

وقد أجازه الشيخ أحمد المكتبي الكبير، و العلامة الشيخ المحدث محمد بدر
الدين الحسني، المراكشي المغربي ثم الدمشقي.. محدث بلاد الشام، رحمهم الله جميعاً.

أقرانه:
من أقران الشيخ وزملائه في الدعوة والتدريس: الشيخ الصالح عيسى البيانوني، والشيخ المحدث محمد راغب الطباخ، مؤرخ حلب، والشيخ المفسر أحمد الشماع، والشيخ اللغوي محمد الناشد، والشيخ الفقيه اللغوي محمد ناجي أبو صالح ، والشيخ محمد نجيب خياطة، فرضي حلب وشيخ قرائها، وغيرهم كثير.

تلاميذه:
للشيخ تلامذة كثيرون، وهم كل من تخرَّج من المدرسة الخسروية، والمدرسة الشعبانية، في ذلك الوقت، ومنهم العلامة الكبير الشيخ محمد الحامد الحموي رحمه الله تعالى، والعلامة المحدث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، رحمه الله تعالى ، والعلامة الشيخ الفقيه الأديب الدكتور محمد فوزي فيض الله، حفظه الله تعالى، والأستاذ المحامي الفقيه الشيخ أحمد مهدي خضر، والأستاذ الفاضل محمد حكمت المعلم الإدلبي،والأستاذ الشيخ محمد عبد المحسن حداد رحمه الله تعالى.

عمله ووظائفه:
عمل الشيخ في أول شبابه، كاتباً حاسباً في بعض المحلات التجارية أو الخانات، ثم انتقل لطلب العلوم الشرعية، فأخذها عن أعيان عصره، وبرع فيها، ثم عُيِّن مديراً في المدرسة الإسماعيلية، سنة(1340 هـ/ 1921م) ، ثم عين مديراً للمدرسة الخسروية، سنة ( 1342 هـ/ 1923م )، وذلك بعد جمع المدارس العلمية، ثم استقال من النظارة، سنة ( 1344 هـ1925م ) وعين مدرساً متخصصاً للفقه الشافعي وأصوله، واللغة العربية وعلومها ) النحو والصرف والبلاغة ) فيها. وعين إماماً في جامع البكرجي بمحلة (حارة الباشا ) بحلب، وذلك في سنة 1360 هـ / 1941 م.

ثم عين مدرساً للفقه الشافعي وأصوله، في معهد العلوم الشرعية ( المدرسة الشعبانية )، بحلب،وذلك منذ تأسيسه في سنة ( 1368 هـ / 1949م ) تقريباً. وكان عضواً في مجلس أوقاف حلب العلمي، ثم عين مفتياً للشافعية، بحلب،واستمرعلى ذلك أكثر من عشرين سنة، وبقي حتى وفاته، رحمه الله تعالى.

مؤلفاته وآثاره:
ترك الشيخ بعض المؤلفات العلمية القيمة، والتي قرر تدريس بعضها في المدارس الشرعية.

1ـ سلم الوصول إلى علم الأصول، وهو كتاب متوسط في علم أصول الفقه، قرر تدريسه في المدارس الشرعية، بحلب.
2ـ حاشية على كتاب ( غاية الوصول، شرح كتاب لب الأصول ) وهو مختصر كتاب (جمع الجوامع ) للقاضي زكريا الأنصاري.. اختصر متنه من متن جمع الجوامع،وشرحه من شرح جمع الجوامع، للجلال المحلي.
3ـ إتحاف المريد في علم التجويد.
4ـ رسالة في بيان المقادير الشرعية، على المذهب الشافعي والحنفي، وفيها
بيان نصاب الذهب والفضة، على الليرات العثمانية الذهبية، وبيان قدر المد
والصاع والرطل والدرهم والدينار، ومقدار القلتين من الماء، ومقدار صدقة الفطر، وغير ذلك.

صفاته وثناء العلماء عليه:
أثنى عليه زملاؤه وتلاميذه من العلماء، ثناء طيباً عاطراً، ومنهم تلميذه العلامة الشيخ الفقيه الأديب الدكتور محمد فوزي فيض الله، أمد الله في عمره، حيث قال عنه:أستاذنا الجليل السيد الشيخ محمد أسعد العبه جي، من أصحِّ من عرفتهم حلب علماً بالعربية وعلومها،وفقهاً بالمذهب الشافعي، وخبرة بالرجال والأسر والأماكن قديمها وحديثها،وأصولها وفروعها.

كان لطيفاً مع تلاميذه، يحبهم ويحبونه، ولا يكاد يخلو درسه من دعابة

لطيفة أو نكتة ظريفة، لا يثقل عليهم بالمعلومات التي يلقيها في نظام وتؤدة، يحب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في غير شدة، ويحثنا على الطلب، وسهر الليل في العلم، وحفظ المتون، ويعنى بالشعر والعروض ، وكان رحمه الله دقيقاً في إلقاء دروسه، بل في كلامه وعمله كله.كان خفيف الظل، كثير الابتسام، حلو العشرة، رقيق الطباع، أريحي الشمائل،لا تمل إذا سمعت حديثه،ولا تشعر بانتهاء الوقت وأنت تجالسه.

يرحم الله الشيخ محمداً أسعد العبه جي.. لقد كان عالماً بحق، وكان مدرساً ناجحاً، وكان أميناً على شرع الله ودينه، يعمل للآخرة، ويحسب للقاء الله حسابه، فجزاه الله عني وعن طلاب العلم خير ما يجزي عالماً عن تلامذته، اهـ.

وفاته:
توفي الشيخ بعد عمر حافل بالعلم والتعليم والإفتاء والتدريس، في سنة 1393 هـ / 1973م وشيعته مدينة حلب، مأسوفة ومحزونة عليه، إلى مقبرة الشيخ سعود، الكائنة شمالي ساحة محلة قاضي عسكر إلى جهة الشرق، حيث دفن فيها، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

مصادر الترجمة:
1ـ من كلمة كتبها تلميذه العلامة الشيخ الفقيه الأديب الدكتور محمد فوزي فيض الله،في مقدمة كتاب سلم الوصول في علم الأصول، للشيخ رحمه الله.

2ـ كتاب إعانة المجدين في تراجم أعلام المحدثين من الشيوخ الحلبيين،

المجلد الثاني، للشيخ المؤرخ أحمد بن محمد السردار، رحمه الله.. بتصرف.

وانظر: كتاب:" نخبة من أعلام حلب الشهباء" للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسين الأويسي