الشيخ فرحان الحريري

الشيخ فرحان الحريري
-1361هــ=....-1942 م
 
هو الشيخ الداعية المُربي الباحث المجاهد الرحَّالة: محمد فرحان بن حسن بن عبد الباقي الحريري.
 
ولد في قرية الحارّة الواقع بأحضان جبل (حارث الجولان)، ومات أبوه صغيرا، فتربَّى في أحضان وكفالة أمه السيدة (دلـّـة)، وجده الشيخ عبد الباقي، الذي أوفده بعد أن أنهى العلوم الأساسية من حفظ للقرآن الكريم، وإتقان المصطلح، والتفسير وعلوم العربية، والسيرة والفقه وأصــوله.
أوفده إلى الأزهر الشريف أولاً، ثم إلى الاستانة حيث نال العالمية، وعاد ليخدم وطنه؛ فأسَّس كتاباً في جباتا الخشب، وكان  الشهيد أحمد مريود قائد الثورة أخاً في الرضاعة للشيخ فرحان، لذا تجدهما مُتلازمين في الأسفار والرحلات والجهاد، فقد كان آخر من ودَّع  الشهيد مريود قبيل استشهاده بسويعات.
 
للشيخ فرحان صولات وجولات في ساحات الجهاد الفكري على المنابر، وبين جموع المجاهدين الذين كان يُلهب حماسهم وهم مُجتمعون في بيت مريود، بيت العراقة والجهاد، وفي ساحات القتال الفعلي، فهو الذي بصق في وجه القومندان في حوران.
 
وشارك في تلغيم جسر الليطاني لإعاقة دخول قوات الانتداب الفرنسي إلى سورية عام 1920م .
 
وقد حُكم بالإعدام مرتين ونجَّاه الله تعالى، كما ارتبط المرحوم بصلات ودٍّ مع كل المجاهدين في الوطن السوري.
 
كان يتقن مع العربية اللغة الكردية، واللغة التركية مع القليل من الفرنسية.
للشيخ فرحان الحريري أسلوب رائع في تطبيق مجانية التعليم مبكراً، فلم يكن يتقاضى فلساً واحداً ممن يعلمهم، وكان لا يقتصر بتعليمه على تحفيظ القرآن وحسب، وإنما يعلم الطلاب العربية والحساب والعلوم الطبيعية والريـــاضة (فروسية وسباق خيل وجري) .
 
كان رحمه الله من مؤسسي جريدة الجولان، وكتب فيها وهي التي مـوّلهـا  الشهيد مريود رحمه الله، وفي الظاهرية بدمشق منها عددان يحويان مقالتين له.
 
ومن تصانيفه التي أنقذناها من التلف:
1– كتاب قصة المـــولد النبوي الشريف (حسب الأحاديث الصحيحة والتوراة والإنجيل) مطبوع في مطبعة جريدة الجولان 1301هـــ.
 
2 – كتاب أصقاع حوران فيما ســمّـي بالدير أو الخان: وقد صدر الكتاب بتحقيقنا عن دار الصديق بدمشق سنة 2004 م ، وهو كتاب جليل النفع.
وفى المخطوط يهدي كتابه إلى عائشة التيمورية، التى ارتبط معها ومع أخيها وأسرتها بعلاقات طيبة، كذلك ارتبط بعلائق ود مع محمود أبو الشامات، والسلطان عبد الحميد.
 
كما عُثر له على صور في مكتبة السوربون مع رجال الثورة السورية ضد فرنسا.
 
وللمرحوم ديوان شعر كبير لم يسمّه، وفيه مزيج من شعر النبط والموزون الفصيح، نأمل إخراجه للنور بإذن الله.
 
وكانت وفاته ومدفنه رحمه الله في قرية نمر.
(من كتاب: من أعلام حوران).