الشيخ عمر ضبة رحمه الله تعالى

 

اسمه ومولده ونشأته:

عمر بن عبدالكريم بن عمر حمّود ضبّة

ولد في مدينة الرقة السورية عام 1966 ميلادي

نشأ في بيئة اجتماعية متواضعة، تنحدر أصول عائلته من مدينة حلب وتعود أصولها لعشيرة النُعيم.

أنهى دراسته الإعدادية في مدرسة عمار بن ياسر ثُمَّ أتم الثانوية في ثانوية الرشيد.

تلقيه للعلم وأسماء بعض شيوخه:

التزم دروس الفقه و العقيدة والخِطابة والقرآن الكريم منذ طفولته عند الشيخ محمد رشيد الخوجة ومن ثم تابع مسيرته في التعلَّم برفقة السيد محمود عجان الحديد مفتي مدينة الرقة آنذاك.

امتلك مكتبة واسعة وغنية في منزله تحتوي على العديد من الكتب والمراجع الهامة واجتهد باللغة العربية وبَرع في نحوها وصرفها واشتهر بحفظ وكتابة الشعر الموزون حيث أنه كان يحفظ أكثر من ثلاثة آلاف بيت شعري.

وله ديوانان من الشعر وعُرف عنه كتابة قصيدة في مدح الرسول الكريم في كل عام من يوم المولد النبوي الشريف وله قصيدة شهيرة في مدح الرسول والدعوة إلى الإسلام تجمع حروفها الأولى من كل بيت الأحرف الأبجدية في اللغة العربية بالتسلسل.

عمله الدعوي:

بدأ بالخطابة التدريبية في مدينة الرقة منذ الصف التاسع وكانت أول خطبة له في مسجد الرقة الكبير وخطب بأغلب مساجد مدينة الرقة وعدة مساجد في مدينة حلب وريفها.

في مدينة الرقة كان إماما وخطيبا في مسجد الشهداء لمدة عام ونصف ثُمَّ في مسجد عمار بن ياسر لمدة عامين وبعدها عامين في مسجد الرحمن وأخيرا في مسجد مِنى لأكثر من عشرين عاما إلى بداية أحداث الثورة في مدينة الرقة في عام 2013

أخلاقه:

عُرِف عنه حُسن المعاملة و طِيب الخُلق و روحه المرحة و مراعاته للصغير والكبير ووسطيته وتقبله للمدارس المتنوعة.

- وأدى فريضة الحج في عام 1999.

كان موظفا في شركة كهرباء الرقة واستطاع أن يوازن بين وظيفته وتفرغه للعمل الدعوي والخطابة إلى بداية عام 2013 وبعدها خرج من الرقة.

خروجه لتركيا:

تزامنا مع أحداث مدينة الرقة واشتدادها كان الذهاب باتجاه الأراضي التركية أسهل من الذهاب لحلب أو دمشق في الداخل السوري.

استقر الشيخ عمر في مدينة أورفا وعاش فيها قرابة ست سنوات كانت صعبة مع مواجهة المِحَن و المرض والغربة.

كان يفضِّل البقاء في مدينة أورفا نظرا لتشابه بيئتها مع البيئة الاجتماعية والدينية التي نشأ فيها في الرقة.

تدريسه في تركيا:

أعطى دروس التجويد و القرآن الكريم واللغة العربية في عدة مدارس ومراكز تعليمية في أورفا منها المدرسة القادرية والمدرسة الرفاعية.

طُلب منه ممارسة الإمامة والخِطابة في اكثر من مسجد وقرية في مدينة أورفا لكن الوضع الصحي لم يسمح له خصوصا بعد فقدانه لولده الشاب الأصغر في حادثة غرق في شهر رمضان في منتصف عام 2014.

مرضه:

نظرا لتزايد الضغوطات وسوء الأحوال الصحية أصيب الشيخ عمر في أواخر 2015 بنزيف دماغي أدى إلى شلل نصفي في الطرف الايمن أقعده على كرسي متحرك.

عاش مُقعدا لمدة ثلاثة أعوام ومما خفف عنه قوة علاقاته وروابطه الاجتماعية فكان يخرج على الكرسي الكهربائي واستمر التواصل مع أصدقائه بزيارتهم له أو التواصل معه عبر وسائل الاتصال والتواصل

وفي كل جلسة مع أهل العلم كانت تطرح الأفكار الدعوية والفقهية إضافة إلى الأدب والشعر.

وفاته:

وافته المنية - رحمه الله تعالى- في 30/9/2018

إثر نوبة قلبية حادة أدت لوفاته في مشفى الأيوبية في ولاية أورفا التركية حيث غسل هناك وخرج في جنازته العديد من أهل العلم من السوريين ومن الأتراك ونعاه مدير منظمة ihh في أورفا أ. بهجت أتيلا وخرج في جنازته حيث دفن في مقبرة أورفا الجديدة.

من وصاياه:

يذكر أنه من آخر وصاياه لولده الأكبر عند نقله في سيارة الإسعاف إلى المشفى بالاستمرار في المحافظة على الصلوات والالتزام بقراءة القرآن الكريم.

تم إعداد الترجمة من قبل المكتب الدعوي في رابطة العلم الشرعي بالرقة وذلك بالاستفادة من ذوي الشيخ.