الشيخ علوان بن الشيخ إبراهيم حقي العلواني


(1346_1412هـ = 1927_1991 م )
( العالم المربي )
رحمهما الله تعالى



هو الشيخ المربي الفاضل علوان بن الشيخ العلامة الجليل إبراهيم حقي بن حسين بن الشيخ خالد العلواني الحموي ، وهو شافعي المذهب ، حسيني النسب ، يصل نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ... ولديه إجازة عامة من والده في العلوم الشرعية .
كان يكثر من النصح والإرشاد وبيان الآداب والسلوك ويخفف من الحدة ، وكان العهد بينه وبين أحبابه: الطاعة تجمعنا والمعصية تفرقنا ، وكان ذا أسلوب تربوي يتسم بالرفق واللين والكلام الطيب والحلم والوجاهة والسداد ، وكان لا يغتاب أحدا ، ولا يسمح لأحد بالغيبة عنده ، وكان يصلح بين الناس ويساعدهم ويقف إلى جانبهم في ساعات الشدة ، وكان كثير الدعاء للمسلمين .

( تلقى دراسته الابتدائية في العراق، ونال شهادتها عام 1358_1359هـ من مدرسة الفلاح بالموصل . تربى في بيت علم وتقوى، وكان أول ما تلقى عن والده الذي كان مناراً للعلم وعلماً من أعلامه، فنشأ في رياض الفضائل والقيم الأخلاقية النبيلة، وترعرع على الصدق والعبادة والأمانة منذ نعومة أظفاره حتى بلغ مرحلة الشباب، فأرسله والده في الأربعينات إلى دمشق لدراسة العلم الشرعي برفقة أخيه الشيخ عدنان، ثم لحق بهما أخوهما خاشع.
حصل على الثانوية الشرعية عام 1379هـ ، وانتسب إلى كلية الشريعة بدمشق، و تخرج فيها عام 1384هـ ثم تعاقد مع السعودية ودرس في بلدتي بلجرشي والباحة من بلاد غامد في الجنوب خمس سنوات، ثم تقدم إلى مسابقة انتقاء المدرسين في وزارة التربية في سورية، فتعين مدرساً عام 1392هـ ، ولكنه استقال من التدريس في العام نفسه، إذ توفي أخوه الأكبر الشيخ محمد زكي - رحمه الله تعالى - الذي كان يشغل منصب والده، فجلس الشيخ علوان مكانه، حيث أضحى من بعده شيخاً للطريقة في الجزيرة الفراتية بسورية، وسكنه بقرية حلوة، التي تبعد عن مدينة القامشلي 20 كم . وقد بقي في هذا المنصب من عام 1392- 1412هـ أي عشرين سنة تقريباً، وكان - رحمه الله – يعمل خلالها بجد ونشاط دائبين إلى أن وافاه أجله في دمشق إثر نوبة قلبية حادة، حيث كان يشكو من الربو.
كان رحمه الله تعالى يهتم بأمور المسلمين ويتقصى أخبارهم فيفرح للخبر السار عنهم، كما يحزن لما يصيبهم من المصائب. ويستاء للواقع المر الذي يعيشه المسلمون ويعزو ذلك إلى بعدهم عن الإسلام ويقول: إن الإسلام سياج منيع وحصن حصين للوقاية من جميع الأدواء المادية منها والمعنوية.
وآخر ما كان يحدث به قبيل وفاته بأيام قليلة - بعد أن كان قد سمع حواراً من إحدى الإذاعات بين مذيعة وطبيب متخصص بالإيدز حين سألته المذيعة : كم هو عدد المصابين بهذا المرض في أوروبا ؟ فأجابها عدد المصابين غير معروف بالضبط لكنه مخيف، إذ يتجاوز مئات الألوف، وهو في ارتفاع، وفي بلاد الشرق الأوسط لا يتجاوز المئات. فلما استفسرت منه عن سبب هذا التفاوت بين النسبتين أجابها : ذلك يعود في نظري إلى ثلاثة عوامل : الأول : إن القوم يختتنون، والثاني إنهم يتنظفون ولا سيما من الجنابة والثالث وهو الأهم أن الواحد منهم يقتصر على زوجته، ولأن لديهم أخلاقاً تمنعهم من الانحرافات والوقوع في الرذائل ا.هـ . والصحيح أن الإسلام هو العامل الأول والأخير لا الأخلاق المجردة من الدين. ثم يعقب الشيخ على ذلك ويقول : الإسلام يحمينا ولسنا نحن الذين نحميه، ثم ينفجر باكياً، وتنهمر الدموع من عينيه غزيرة. 
وكان رحمه الله يتحلى بالصبر وسعة الصدر، ويعامل الناس ويعاشرهم باللطف والحلم، فاكتسب ودهم؛ كما كان يكره الإطراء والمديح في وجهه ويقول ذو الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله. وإذا ما مدحه أحدهم قال : اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، وأغفر لي ما لا يعلمون . كما كان جم التواضع في كل أحواله، حتى أضحى ذلك سجية له. كما كان يكثر من ترديد حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- (( صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)). ويقول في التصوف: ينحصر التصوف في هذه الكلمات: أن تنصف الناس من نفسك ولا تنتظر إنصافهم، وتبدي لهم شيأك، وتكون من شيئهم آيساً . 
وقد وجدت وريقة بخطه تحت وسادته بعد وفاته كتب فيها : (( اللهم امنن علينا بصفاء المعرفة، وهب لنا تصحيح المعاملة فيما بيننا وبينك على السنة، وارزقنا صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك، وامنن علينا بكل ما يقربنا إليك، مقروناً بعوافي الدارين برحمتك يا أرحم الراحمين )). 
توفي رحمه الله يوم الاثنين 17 جمادى الآخرة، الموافق 23 كانون الأول (ديسمبر). 
وتولى الخلافة من بعده الشيخ الفاضل، الأستاذ الأديب البليغ عدنان حقي، وفقه الله وأعانه على كل خير. 
ومؤلفاته هي : 
• نظام الحالات في أحول التركات ( بالاشتراك مع الشيخ محمد نوري الدير شوي ) ؛ تقديم الملا يوسف يعقوب – القامشلي : مطبعة الرافدين،
ـ 139 هـ ( سنة مقدرة ما بين عامي: 1390 ـ 1400 هـ ).
• - سيرة والده الشيخ إبراهيم حقي ( مخطوط ) . ) . 

المصدر:
ترجمة بقلم شقيقه الشيخ خاشع حقي حفظه الله ، نقلتها لكم من كتاب: تتمة الأعلام للزركلي ـ المجلد الأول صفحة ( 371ـ 372 ـ 373 ) بقليل من التصرف ، والزيادة من كلام تلميذه: الأستاذ محمد خير رمضان يوسف.
كما أن له ترجمة مختصرة في كتاب: تكملة معجم المؤلفين للأستاذ محمد خير رمضان يوسف .

أولاد الشيخ إبراهيم حقي رحمه الله هم:
1ـ الشيخ محمد زكي ، تلقى العلم عن والده ولم يكمل دراسة الكتب على والده ، وخلفه في مشيخة الطريقة .
2ـ الشيخ علوان ، عالم فاضل خلف أخيه الشيخ محمد زكي في مشيخة الطريقة ، وهو والد الدكتور أحمد معاذ حقي .
3ـ الشيخ عدنان ، عالم فاضل خلف أخيه الشيخ علوان في مشيخة الطريقة .
4ـ الشيخ خاشع ، عالم فاضل .
5ـ الشيخ مظفر ، تخرج في معهد جمعية الغراء وسجل في الأزهر ولم يكمل ، توفي رحمه الله .
6ـ نور الدين ليس من طلاب العلم .
7ـ وصلاح الدين ، مدرس .
8ـ ورحمة الله ، توفي .
9ـ ومصطفى لم يدرس العلم الشرعي ، وله مؤلفات في الرقائق، ومجموعة مقالات .
10ـ ود. محمد صفاء ، البكالوريوس والماجستير و الدكتوراه في القرآن وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
11ـ وجواد ليس طالب علم .
12ـ ود. سهيل تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الإمام ، ويحمل دكتوراه في الثقافة الإسلامية من جامعة الإمام أيضا ، وله عناية بالتاريخ العثماني .


11 / 5 / 1431 هـ / الموافق 25 / 4 / 2010 م.