الشيخ عبد العزيز أبازيد مفتي محافظة درعا ومنطقة حوران رحمه الله

هذه شذراتٌ، أذكر فيها مواقف من حياة شيخنا العلامة الفقيه، التقي الزاهد، بقية السلف، الشيخ عبد العزيز أبازيد، بركة مدينة درعا ومنطقة حوران ... أخطُّها بقلمي ، اعترافاً بفضل الشيخ على تلميذه...

وما اذكره إنما شواهد رأيتها بعيني ، وعشتها بروحي وجسدي؛ مازال شذاها يفوح عطراً

فهده الشذا آثار صحبته ، معي

ولست بوردٍ إنما أنا تربه

فأقول : إنّ الشيخ عبد العزيز هو شيخ عائلتنا عائلة ( الزعبي)، تربطه علاقة وصلة وثيقة مع الوالد ياسين الزعبي، والجد سعيد الزعبي رحمهما الله، وكان الوالد كثيراً ما يقيم للشيخ مأدبة طعام، ويحب دعوته كل فترة إلى المنزل، وكانت والدتي رحمها الله تُعِدُّ الطعام بهمة وسرور وسعادة، تسر بزيارته للبيت، وكان مسجده ( مسجد ) المحافظة الذي يخطب فيه الجمعة ) ويقيم دروسه فيه بجوار بيتنا الذي عشنا فيه عقوداً زمنية..

كان له فضل في تربيتي وتنشئتي النشأة العلمية المنهجية، فقد لازمته ثلاث سنوات، ودرست عليه الفقه الشافعي المنهجي، فكم سمعنا منه النوادر واللطائف والملح الجميلة، التي يقدمها معجونة بخبرة وتجارب علمية، طوت واختصرت عشرات السنين، فكان يحدثنا عن شيوخه ويخص منهم المحدث الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ علي الدقر...

وقد أحيا الله بشيخنا محافظة درعا فقد درّس، وعلّم ، وخطب ،ووجّه ونصح ، فلا تكاد تجد محفلاً أو اجتماعاً أو مناسبة اجتماعية إلا والشيخ رحمه الله موجوداً قد ارتقى المنبر ، متحدثاً، ناصحاً ومذكراً...

وإذا ذكرت محافظة درعا ومنطقة حوران في مدن سوريا ذكر الشيخ عبد العزيز أبازيد ، فقد جمعت في شخصيته وذكره...

وقد حبا الله شيخنا بمزاياً، قل ّ ان تجتمع في غيره، منها ....

١-العلم الشرعي المنهجي الذي تلقاه عن شيوخه؛ منهم: محدث الديار الشامية الشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ علي الدقر الدمشقي، فقد لازمهما ونهل من علومهما ...وكان الشيخ من طبقة الشيخ حسن حبنكة والشيخ عبد الكريم الرفاعي وصديقاً لهما..

٢- المنزلة الاجتماعية، فالشيخ من عائلة (الأبازيد) وهي من العائلات العريقة التي تبوأت منزلة اجتماعية كبيرة، ولها تاريخ طويل وأصيل.

٣- الحكمة والاعتدال والتوسط في المنهج الدعوي الذي سلكه، كان رحمه الله حكيماً هادئاً في دعوته ،بصيراً بطرق الدعوة وهداية الناس، قد ثبّت الله به الدين في المدينة ، عاش تسعين عاماً فيها، عرفته المدينة جيلاً بعد جيل.

٤- خدمة قضايا المسلمين في المدينة، فكان ساعياً لكل خير ،ومفتاحاً لقضاء الحوائج ، وكان حاجته تقضى لدى المسؤولين، وكان يقدم كل ما باستطاعته لخدمة المسلمين دون أن يفتح على نفسه أبواباً يؤاخذ عليها بعد ذلك، ومن حكمته أنه أنشأ معهد الإمام النووي للعلوم الشرعية في سنواته الأخيرة على الرغم من الأحداث العصبية التي تعرضت لها البلاد في الثمانينات....

٥- الهيبة والوقار مع حسن الهندام ؛ فكان جميل الطلعة، منور الشيبة، وقوراً هادئاً في مشيته وحديثه، حلو الحديث، بساماً يدخل الدعابة اللطيفة في مجلسه وحديثه؛ فتخفف على الجالس معه شدة هيبته ووقاره، فيصير قريباً منه....

وقد وصلني هذا الفيديو من أحد المحبين ، رغبت بنشره، تذكرة للأجيال بهمم الشيوخ وحكمتهم في الدعوة...

وكتبت هذه الشذرات ، منبهاً الشباب أن تعلم العلم ، ونشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هي الطريق الأقوى والأحكم في هداية الناس، ولا يستطيعه إلا العقلاء والحكماء، قال تعالى:( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)

رحم الله شيخنا الشيخ عبد العزيز وجزاه خيراً ...

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين