الشيخ صالح بشير الحجي

توفي قبيل غروب شمس ليلة السابع والعشرين من رمضان عام ١٤٤١ شيخنا العالم الفقيه الفرضي المربي التقي الشيخ صالح بشير الحجي عن ثلاث وثمانين سنة قضاها في العلم والتعليم والتربية والتوجيه..رحمه الله رحمة الأبرار وجزاه الله عنا خير الجزاء وأجزل مثوبته وأعلى مقامه وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولد شيخنا بمدينة مارع التابعة لحلب في الريف الشمالي سنة ١٩٣٧ ودرس بها مبادى العلوم ثم أكمل دراسته بحلب وانتسب للمدرسة الشعبانية فتلقى العلم فيها سنوات ثم أتم دراسته بالثانوية الشرعية(الخسروية) وكان أول الناجحين مقدما على جميع طلاب الثانويات الشرعية وأكمل تحصيله بكلية الشريعة بدمشق فتخرج منها سنة ١٩٦٩.

وفي عام ١٩٥٢ عرفه الشيخ ياسين الويسي الحيدري رحمه الله بشيخه العارف بالله الإمام الشيخ محمد النبهان الحلبي فلازمه وحظي بثقته فكان موجها ومدرسا في المدرسة التي أنشأها بمحلة الكلتاوية يعمل ليل نهار بهمة وإخلاص لا يعرف راحة ولا إجازة أحد عشر عاما فكان شيخه يقول له: (الله جابك( أتى بك) من مارع تخدم طلاب العلم..عظمة عظمة)..وكان ينقل لنا عن شيخه عدم الاهتمام بالكرامات قائلا: الاستقامة عين الكرامة.

وبعد وفاة شيخه انتقل للعمل بالمملكة السعودية عام ٧٥ ثم استقر به المقام بحلب عام ١٩٩٠ وعين مديرا لثانوية عين العرب الشرعية سنة ونصفا ثم درس بالكلتاوية مرة أخرى ورأَسَ لجنة الأوقاف بمارع وخطب وأمّ في المساجد.

ومن تلاميذه بالمدرسة الكلتاوية في تدريسه الأول من عام ٦٦ إلى عام ٧٥ شيخنا الدكتور محمود الزين رحمه الله وشيخنا الدكتور محمود الحوت وشيخنا عمي الشيخ عبدالمنعم سالم والدكتور عثمان العمر والدكتور أحمد الموسى والشيخ محمد علي الناصر والشيخ عبد الهادي بدلة وشيخنا محمد أمين مشاعل رحمه الله و الدكتور علي مشاعل والشيخ محمود العبيد وشيخنا الشيخ عبد الجواد العاشق وغيرهم كثير .

وكان شيخنا رحمه الله قد درس لنا الفقه الشافعي عام ١٩٩٢ بدار نهضة العلوم الشرعية بحلب من كتاب تنوير القلوب للعلامة الفقيه العارف بالله الشيخ محمد أمين الكردي الإربلي ثم المصري رحمه الله فكان محبا للطلاب يفسح لهم المجال للسؤال ويمزج حنانه بشدة يفجأك بها وكان أباً للطلاب يستمع لشكواهم ويبذل نفسه لحل مشكلاتهم الشخصية وتفريج همومهم.

واستمر شيخنا بعطائه وهمته حتى قامت الثورة وكانت مارع في طليعة البلدات الثائرة وبرز منها قائد لواء التوحيد الشهيد عبد القادر صالح الحجي وهو من أقارب شيخنا وأبناء عمومته فثبت شيخنا بمارع ثلاث سنوات تقريبا على ما عهدناه تقيا نقيا لم يتزلف لظالم ولا صفق لبعثي ولا نصيري ثم انتقل لتركيا وتوفي بأنطاكية.

رحم الله شيخنا وأعلى مقامه وتقبله في الصالحين.