الشيخ راغب بن الشيخ نجيب الجمالي ـ رحمه الله تعالى ـ
ولد ـ رحمه الله تعالى ـ في حمص سنة 1884م ، ونشأ راغباً في العبادة ، زاهداً فيما يرغب فيه الأطفال ، تلقى العلم على والده وأعمامه ، وبدأ يدرس منذ سنة 1900م ، وكان مرجعاً في العلوم الدينية والعربية ، وله مؤلفات سيصدرها الأزهر قريباً ، وكان يدرس اللغة العربية في المدرسة العلمية ، ثم في مدرسة الاتحاد الوطني ، ثم في المدارس الابتدائية حتى أحيل على التقاعد سنة 1950م.
كان معلماً بارعاً ، وأخاً وفياً ، ورجلاً محبوباً من كل الناس لأن مبدأه أن يقوم المجتمع على المحبة ، وكان يصل أرحامه وإن قطعوه ، وكان شعلة نشاط في كل حياته ، ممتلئاً حماسة ووطنية يبثها في الطلاب بشتى الأساليب ، فإذا أنّب طالباً يقول له :> لو كان فيك دين أو وطنية لما كنت كلباً للإفرنسيين< أو > لو كانت فيك نخوة أو كرامة لما رضيت بالعبودية للأجنبي<.
لم يترك التدريس ـ رحمه الله تعالى ـ بعد التقاعد فدرّس الأميين ، ودرس العربية في بعض الثانويات الأهلية ، ثم تخلى عنها ، وظل يدرس في بيته إلى أن وافاه الأجل المحتوم ، وقد نيف على السبعين ، ذلك هو الشيخ المعلم المناضل الذي أسهم في بناء الاستقلال ومحاربة الاستعمار ، وعمل على نشر العلم والإصلاح ـ رحمه الله تعالى ـ .
كان ـ رحمه الله تعالى ـ يعطف على كل ذي روح من إنسان أو حيوان ، فكان يتأبط الخبز كل صباح يوزعه على ما يصادفه من كلاب وقطط ، وكفّ الصبيان عن تعذيبها ، وإذا رأى فراشة حبيسة في غرفة سهل لها الخروج ، وإذا مرَّ بحمّال أثقل على دابته قال له : >يا هذا رفقاً بها ، فإنها ذات روح< ولما استولت عليه العلة كان يقول :> اللهم إني صابر على الآلام لأنها ابتلاء منك ، اللهم اغفر لي وللمسلمين<.
كتاب: >الأنيس في الوحدة<
للشيخ: محمد أديب كلكل
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول