الشيخ جميل مدور رحمه الله

ولادته :

ولد الشيخ في مدينة حمص السورية ، في حيِّ باب الدريب عام  ١٩١٦م.  

 طلبه للعلم :

بدأ حياته العلمية , منذ نعمومة  أظفاره في "الكتاتيب" ،  وبعدها انتقل الى المعهد العلمي الشرعي في حمص ،الذي سمي فيما بعد "الثانوية الشرعية". وكان مدير المعهد آنذاك الشيخ زاهد أتاسي رحمه الله.

 تخرج من المعهد الشرعي عام ١٩٣٦م وكان من الذين تخرجوا معه في ذلك العام

الشيخ طيب الأتاسي, والشيخ وصفي المسدي, والشيخ عبدالعزيز عيون السود, والحاج عبدالجليل الشيخ زين, و فوزي عيون السود (الذي أصبح فيما بعد رئيس الرقابة والتفتيش في سوريا).

 

شيوخه:

أهم مشايخه وأساتذته في العلم الشرعي:

الشيخ والمربي أحمد صافي, 

والشيخ عبدالقادر الخوجة , والشيخ زاهد أتاسي , والشيخ عبدالغفار عيون السود, والشيخ محمد علي عيون السود , والشيخ أبو النصر خلف, وغيرهم من علماء ذلك العصر رحمهم الله.

 

المساجد التي كان فيها إماماً وخطيباً:

عُيِّن إماما بعد تخرجه من المعهد الشرعي  في جامع (المعدس) والذي أصبح اسمه فيما بعد جامع (محمد بن مسلمة) وبعدها انتقل إلى جامع (المريجة) . وبقي فيه حتى عام ١٩٧٠م ، ثم انتقل إلى جامع (السراج) بعد وفاة إمامه الشيخ عبد الخالق الحصني.

 

 أما خطابته؛ فتم تعينه في جامع( سعيد مراد) بالمحطة بين عامي ١٩٣٦م و ١٩٨١م ، وبعدها انتقل إلى جامع الدالاتي حتى وفاته.

 

 التدريس:

بأمر من مفتي الجمهورية الشيخ شكري الأسطواني آنذاك تم تعيينه بالتدريس عام ١٩٤٩م وكان يدرس بمساجد الرستن وتلبيسة حتى عام ١٩٧٠م.

وبعدها انتقل تدريسه إلى مساجد حمص ومدارسها لحين وفاته

حيث كان يدرس بالخمسينات والستنيات في المدراس الخاصة كالمسعودية والطاهرية التي كان مديرها آنذاك الشيخ طاهر الرئيس والشيخ عبدالجواد النكدلي.

 أما في المعهد الشرعي فقد  كان يدرِّس علم العقيدة والفقه الحنفي وعلم الحديث وعلم الخطابة والشعر من الكتاب الشهير (جواهر الأدب).

 وكانت له دروس يومية عقب صلاة  العصر في الجامع الكبير او الدالاتي او السراج ،  يعطي فيها الفقه وعلوم الحديث.

كان له درس مشهور  في شهر رمضان في الجامع النوري الكبير ، من عام 1970 لحين وفاته،

حيث كان يتعاقب على الدرس من الظهر إلى العصر كل من  الشيخ أحمد الكعكة ثم  الشيخ نديم الوفائي ثم الشيخ جميل ثم  الشيخ طيب الاتاسي رحمهم الله .

تلامذته :  

من أشهر تلامذته الشيخ سبيع المبارك, والشيخ زهير الأتاسي , وغيرهم..

 

 حبه للأدب: 

أحب الشعر؛ فكان يحفظ الآلاف من المتون والأبيات ، يتلوها على مسامع طلابه كل درس, وذلك بقوة حافظته التي عرف بها.

 

 ثقته بالله تعالى وشجاعته :

 كان رحمه الله ذا شخصية قوية واثقة لا تعرف التملق و لا التصنع.

ذكر أحد طلابه أنه عندما حاصر الجيش مسجد سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أحداث الثمانينات كان الذعر والخوف يدبان في قلوب طلاب المعهد الشرعي وهم في صفوفهم داخل المسجد .

كانت باحة المسجد خالية لا يتجرأ أحد أن يسير فيها ولا يمر... إلا الشيخ جميل رحمه الله ,  كان يتجول بين الصفوف عاقد الحاجبين غاضبًا يقول للطلاب بصوت جهوري : (لا تخافوا ، ليش الخوف) ؟!..

كان ذلك درسًا سلوكيًا,  مفاده حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك )

 

 هيبته و وقاره:  

ذكر  أحد تلامذته أنه في الأيام التي كان الأسد الأب قد زرع الخوف والرعب في قلوب الناس إبان أحداث حماة و حمص ، مر الشيخ في طريق العودة إلى البيت (وتلميذه يرقبه من بعيد )  بعناصر المخابرات الذين كانوا يجلسون على قارعة الطريق يتسلطون على الصغير والكبير  ، فرمقهم بنظرة تعلوها الهيبة والوقار لترتعد فرائصهم منها ، فانتظر الجبناءُ أخزاهم الله ، حتى توارى الشيخ  عن ناظرهم ليشتموه بصوت خائف خافت...

 

  حب الناس له:

كان رحمه الله محبوبا لدى الصغير والكبير.

حكى الكثير ممن عاصره بأنه عند مروره بشوارع حمص كان الأطفال تلتفُّ حوله  بكثرة ...فيعطيهم قطع الحلوى( السكاكر) زارعاً في قلوبهم الفرح وحب الدين  وأهله.... وحين حضرته الوفاة  همَّ من حوله بخلع ردائه إذ بقطع الحلوى تتساقط أرضا لتتساقط معها دموع من حوله كالدر المنثور..

 وفاته :

في الواحد والثلاثين من أيار لعام 1988م. دَخل الشيخُ بيته بعد درس العلم عقب صلاة العصر ، فضمَّ كتب الفقه إلى صدره...خشية وقوعها  ثم جثا على ركبتيه حانياً رأسه لتخرج روحه الطاهرة إلى بارئها...

شيعته مدينة حمص في الأول من حزيران /1988م ،

ودفن في مقبرة الكثيب مقبرة الشهداء والصالحين . رحمه الله تعالى