الشيخ بكري الطرابيشي

الشيخ بكري الطرابيشي (رحمه الله تعالى)

(١٩٢١- ٢٠١٢) 


هو العلامة المقرئ الزاهد العابد المربي الفقيه الشيخ بكري بن عبد المجيد بن بكري بن أحمد الطرابيشي في اسرة دمشقية درس الفقه والقراءات على اكابر علماء عصره حتى انتهى اليه على الاستاذ في هذا الزمان و صار أعلى قراء القرآن إسناداً في العالم، أقرأ  عشرات من حفظة كتاب الله ومنهم كثير من شيوخ وأئمة عصرنا هذا، من بينهم الشيخ محمد شقرون في الإمارات، والشيخ حسام سبسبي في الكويت، وفي الجزائر المقرئ الشيخ محمد بوركاب، وفي لبنان عمر ماروق، وفي الأردن المقرئ عصام عبد المولى، وجميعهم سلكوا درب شيخهم، وأقاموا دوراً لتحفيظ القرآن وإجازة حافظيه.

 

مولده ونشأته:

ولد الشيخ بكري الطرابيشي في دمشق في بيت علم ودين، وكان والده الشيخ عبد المجيد الطرابيشي من فقهاء دمشق في المذهب الحنفي وممن اختارهم الملك فيصل بن الحسين إلى خاصته حينما كان ملكاً على بلاد الشام بعد سقوط حكم السلطنة العثمانية عام 1918م.

 

حفظه للقرآن:

حفظ الشيخ بكري القرآن وهو في الثانية عشرة من عمره، وأتقنه حفظاً وتلاوةً وتجويداً في عمر الخامسة عشرة، واشتغل مع والده في التجارة.

 

 شيوخه:

وحينما كان في الثانية عشرة أخذه والده إلى

١:  الشيخ عبد الوهاب الحافظ (المعروف بالشيخ عبد الوهاب دبس وزيت وكان هذا لقب عائلته من قديم)، وكان  لدى الشيخ عبد الوهاب مشقة وتشديداً في الإقراء.

٢: ثم انتقل إلى التتلمذ على يد الشيخ عزالدين العرقسوسي، وعندما بلغ العشرين من عمره قرأ الشيخ بكري على يد

٣: الشيخ عبد القادر الصبّاغ الذي أخذ القراءة على الشيخ أحمد الحلواني الكبير، و

٤: وقد أجازه الشيخ محمد سليم الحلواني سنة 1942 في القراءات السبع من طريق الشاطبية، وكان آخر من أجازه الشيخ محمد سليم الحلواني، فقد توفي بعد ذلك بوقت قصير.

٥: لاحقاً أخذ الشيخ بكري الطرابيشي القراءات العشر على قرينه الشيخ محمود فائز الديرعطاني، ويحمل الشيخ بكري اليوم أعلى سند على وجه الأرض، بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع وعشرون قارئاً بنفس الدرجة التي هو عليها اليوم، وتوفي آخر قرين له منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

كان يقرئ قبل الفجر وبعد الفجر ووقت الضحى وبعد الظهر وبين المغرب والعشاء وبعد العشاء.

 

كان مُتواضعاً لطلابه ويفخر بهم ويظهر لهم التشجيع دائما يقول لهم (بدونكم لا أساوي شيئاً) (لا أسمح لأحد أن يجيز عني إلا لمن قرأ علي القرآن كاملا من أوله إلى آخره بالشرط المعتبر عند أهل القراءة).

 

 سند الشيخ الطرابيشي:

لقد نظم الشيخ الطرابيشي سنده نظماً من أربعين بيتاً، ذكر فيها تسلسل أخذ الإجازة منه وصولاً إلى سند الإمام الشاطبي، منها:

 

 باسمك ربي كل خير بدأته لك الحمد من بكري الطرابيشي مرسلا

 وأزكى صلاة مع سلام على النبي محمد الهادي وآلٍ ومن تلا

 ويشكر بكري ربه إذ أعانه على نقله القرآن عذباً مسلسلا

 ويشكره إذ قد أعان بنقله حروفاً أتت في الحرز للسبعة الملا

 على ما حوى التيسير إذ كان أصله وعنه رواه الشاطبي معللا

 رواها بختم متقن عن محمد سليم  وهو شيخ الشيوخ إذا تلا

 وفائزُ ذاك الدير عطاني مبجلٌ لقد كان يأتي درسنا متفضلا

 وقد كان من قبلي تتلمذ عنده ففاز فما يحكيه شيخ مرتلا

 سليم روى عن أحمد خير والد غدا الشيوخ الشام شيخاً مفضلا

 وأحمد قد نال الفضائل جمة بمكة بالمرزوق لمّا له اجتلا

 فأضحى له القرآن طبعاً وضبطُه لتجويده يا ما أحيلاه إذ حلا

 على المقرئ الفذ العبيدي قد قرا وهذا له الأجهوري شيخ به علا

 وقد أخذ الإجهوري ما شاء ربه على أحمد البقري فكان أخا حُلا

 محمد البقري شيخ لأحمدٍ محمد عن ذاك اليماني قد اجتلا

 وأخذ اليماني عن أبيه شحاذة وأحمد عبد الحق شيخ له علا

 وناصر الطبلاوي شيخ لأحمد وناصر تلميذ للأنصاري ذي العلا

 غدا زكريا فضله عم رتبةً ففيها عظيماً قارئاً ومبجلا

 وللأنصاري تلميذ لرضوان متقن ورضوان عن ابن الجزري تحملا

 هو العلم الفذ الجليل فضائلاً إذا ذُكر القراء كان المفضلا

 وقد كان تليمذاً على ابن مباركٍ ولبَّان شام في دمشق تبجلا

 وقد كان عبد الله صائغ حَملة عليه تلا ابن المبارك ما تلا

 وصهر للإمام الشاطبي شيخ صائغ بخير شيوخ الذكر وقد فاز واعتلا

هو الشاطبي الفذ ثامن عشرة شيوخ لبكري علمهم شاع وانجلا

 فهم قد تلقوه عن شيوخ أكارم وفي النشر ما يكفي لتعرف من علا.

 

 وفاته

قدم الشيخ الطرابيشي من دمشق إلى دبي للعلاج وتوفى فيها غرة يوم الخميس غرة ربيع الآخر عام 1433 هـ، الموافق يوم 23 شباط / فبراير 2012 م

 

نفعنا بعلمه في الدنيا والاخرة