الشيخ العلامة الفقيه الشاعر قاسم بن حمدو الكشتو التلمنسي النقشبندي

الشيخُ العلامة الفقيه الشاعر قاسم بن حمدو الكشتو التلمنسي النقشبندي

فقيه وشاعر إدلبي مغمور

(١٢٩٢_١٣٨٧ه)،(١٨٧٥_١٩٦٧م)، وقيل(١٨٧٨_١٩٦٨م)

بقلم: أبو اليسع الخطيب الإدلبي

 

طلبَ العلمَ متأخرًا في سنّ الخامسة والعشرين، في مدارسِ حمص وحلبَ وحصل على إجازات في المذاهب الأربعة من كبار علماء حلب.

له أشعار ارتبطت بالحكمة والتربية ومنظومات فقهية عديدة في الفقه والتوحيد، وكان ينظم الفتيا شعرًا.

له:

الإيضاح والبيان بمذهب أبو حنيفة النعمان.



ديوان بمدح الإمام الرفاعي.

مصباح الطالب في الأربع مذاهب.

التحفة البهية في علوم النحو والعربية.

منظومة التوحيد وديوان بمدح الرسول وغير ذلك..

 

ولهُ، رسائلُ في الحديث الشريف كَ:

زينةُ الأبصار بالأحاديث الصحيحةِ عن النبي المختار.

رحمةُ الباري بالأحاديث الصحيحة عن مسلمٍ والبخاري.

ومنظومة حدائق الجنان من مواعظ القرآن..

ومنظومات في التوحيد والإيمان ..

 

له، منظومات في المذاهب الأربعة:

المذهب الحنفي: الإيضاح والبيان في مذهب أبي حنيفة النعمان .

المذهب المالكي: بُهجة السالك في مذهب الإمام مالك .

المذهب الشافعي: القول النافع في مذهب الإمام الشافعي.

المذهب الحنبلي : ضياء المُقَل في مذهب الإمام أحمد بن حنبل ..

 

عملَ معلمًا في قريته وعدة قرى، وألقى دروسًا في الجامع الكبير بحلب الشهباء.. تلقى علومَ التصوف على الشيخ العلّامة محمد أبو النصر خلف الحمصي، وكان يحبه الشيخ ويثني عليه..

حصلتْ له فتنةٌ ونظم يدعو على الحساد، وقد حدثني شيخي الشيخ خالد ياسين النقشبندي رحمه الله تعالى: أنّ أناسًا اغتابوه في حضرةِ الشيخ العلّامة محمد أبو النصر الحمصي، فزجرهم وأسكتهم ودافع عنه..

وتقريظات على كتب. كتقريظه على كتاب الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والأويسية، حيث يقول:

لك الدرر البهيةُ في الليالي ** يلوح جمالها مثلَ الآلي

كضوءِ الشمسِ جاءت في نهارٍ ** وفي صفحاتها بدر الكمالِ

حوت في ضمنها الأنساب تجلى ** وتغني الطالبين عن السؤالِ

وذكرُ الأولياء بها تجلى ** وهذا من عطايا ذي الجلالِ

جزى الويسيْ إلهي كلَّ خيرٍ ** أتى فيها بتوضيحِ المقال ِ

ومن يدعى بتلمنسيٍّ عناها ** بوصفِ الحسنِ فيها والجمالِ

تَسمّى قاسمّا بين البرايا ** يحبّ الصالحين من الرجالِ

صلاةُ الله والتسليم داما ** على خيرِ الورى مع خيرِ آلِ

 

له أبيات مكتوبة بلوح زجاجي في مسجد الترمذي بحلب، نسبة للحكيم الترمذي :

توجه نحوَ مدفونٍ كريمٍ ** بفاتحةِ الكتابِ المستقيمِ

لخيرِ الخلقِ فاقرأ من تلاها ** وروحِ الترمذي الشيخِ الحكيمِ

ضريحُ الترمذي هذا تراهُ ** وصاحبهُ بجناتِ النعيمِ

أحاديثُ الصحيح لنا رواها ** روى عن صاحبِ الخلقِ العظيمِ

من الأخيارِ بحرَ العلمِ هذا ** أتاهُ العلمُ من ربٍّ رحيمِ

لهُ قدرٌ رفيعٌ في البرايا ** وليُّ الله مولانا الكريمِ

ورحمةُ ربنا دامت عليهِ ** له تَسري دوامًا كالنسيمِ

له زوروا لفوزٍ في أجورٍ  ** وإحسانٍ من الله الحليمِ

ومن يسعى إليهِ ينالُ خيرًا  ** وينجو فيه من نارِ الجحيمِ

بتلمنسي دعيت جمالَ مدحي ** لحبٍّ فيه من قلبٍ سليمِ

 

وللشيخ قاسم بصمة في بيان نسبِ أهل قريته، الذين يرجعُ في الغالب لقبيلة (الولدة التابعة لعشيرة البو شعبان)، ذكر ذلك الأستاذ حسن النسر أبو الطيب التلمنسي، (عالم أنساب) في قناته فليرجع.

كانت تربطه بجدي الشيخ محمد مالك الخطيب علاقة قويّة، وقد أرسل له رسالة شعرية يعزيه بوفاةِ ولده موجودة عندي بخطّ يده.. سنة ١٣٧١ للهجرة يقول فيها:

غريبٌ ماتَ في العاصي غريقا ** كفرسجنا بهِ تنعي الرفيقا

رجوتُ لمالكٍ صبرًا أبيهِ ** صديقي دامَ في الدنيا صديقا

له ذخرٌ جميلٌ عند ربي ** وفيه الله يجعلهُ عتيقا

بتلمنسي دعيت إليه أدعو ** أعزيهِ بصدرٍ لن يضيقا

وأرجو اللهَ يرحمهُ دوامًا ** وكلَّ موحدٍ أمسى شفيقا

 

رضي الله عنه وأرضاه من شاعرٍ وفقيه وأديب مغمور وعجل الله ظهور مخطوطاته للنّاس..