الشيخ الشهيد : رشاد شمس


 

 


 

 

 

 

 

 


 

 

حررها للنشر:صلاح الدين محمد سلو

 

الشهيد

ابن الشهيد

زوج الشهيدة

صهر الشهيد

والد الشهداء  :  الشيخ رشاد شمس  1973 - 2013

 

من علماء معهد الفتح، معروف بالتواضع الشديد، والعلم والواسع.

استشهد مع عائلته إثر مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية

الأربعاء 21/8/2013

 

نسبه ونشأته :

       هو محمد رشاد بن منصور شمس أصل العائلة من حي القيمرية في دمشق لأسرة شيعية تدعى شمص، لكن جده في شبابه عاد إلى مذهب أهل السنة، فاشتد ذلك على عائلته وتوعدوه بالقتل، فهرب منهم إلى بلدة زملكا حيث أقام، و أصهر إليهم وعكف على طلب العلم عند الشيخ صالح العقاد الملقب بالشافعي الصغير وتوفي رحمه الله على باب المسجد متأبطاً كتابه .

ووالده رجل فاضل من أهل التربية والتعليم كان مديراً لمدرسة زملكا الابتدائية وله أثر طيب في أولاد البلد لكن كان فيه شدة، فكان أولاد البلد يهابونه ويحترمونه.

ووالدته من آل الملا وهم أسرة من أهل الصلاح ينتسبون للشيخ محمد أمين الكردي الزملكاني.

ولد الشيخ عام 1973 وهو الثامن في ترتيب إخوته وأكبر الذكور.

درس في مدارس زملكا المراحل التعليمية وكان مميزاً بالجد والتحصيل حتى أراد جماعة الشبيبة [ البعثيين ] أن ينتسب إليها فانتسب على مضض وصار أمين وحدته، وحضر دورة المظليين الأخيرة في عهد حافظ الأسد وقفز من الطائرة.

دخل إلى كلية الصيدلة وفي هذه الفترة حبب إليه العلم عن طريق الشيخ محمود الدحلا خطيب زملكا فاتخذ قراراً صعباً وترك كلية الصيدلة وانتسب لمعهد الفتح الإسلامي بدمشق.

عكف على العلم الشرعي ولازم الحضور على أهل العلم في دروسهم العامة والخاصة وكانوا يقربونه لما يرون من ذكائه واجتهاده، ومن شيوخه :

الشيخ العلامة عبد الرزاق الحلبي رحمه الله شيخ الحنفية ومفتيها وقد أكثر عنه وكان الشيخ يقربه ويحبه.

الشيخ العلامة محمد أديب الكلاس رحمه الله.

الشيخ فواز النمر وقد قرأ عليه شرح قطر الندى مرات عديدة حتى صار يحفظه.

الشيخ محمود الدحلا وكان يقرأ معه ومع غيره من النجباء كتاباً كاملاً كل ليلة جمعة فيختمونه بعد الفجر واستمر ذلك سنين.

الشيخ فريد الباجي التونسي وقرأ معه في الحديث ثم تركه لوحشة جرت بينهما.

الشيخ الدكتور محمد عبد اللطيف الفرفور ولازمه مدة .

الشيخ الطبيب محمد سامر النص وقد حضر بعض دروسه في الحاشية.

وظائفه وأعماله :

بعد التخرج انتسب إلى قسم التخصص في معهد الفتح و عين إماماً وخطيباً في بلدة دير العصافير حيث استمر فترة عكف فيها على كتب العلم يقرأ وينقح ويحفظ وكانت فترة مثمرة من حياته.

ثم ذهب إلى الخدمة الإلزامية وكانت فترة صعبة لاقى فيها عنتاً، وسافر بعدها إلى مصر لإكمال الامتحان في الأزهر الشريف فلاقى كثيراً من العلماء واقتنى كثيراً من الكتب التي لا توجد في بلادنا.

ثم اشتغل فترة في مكتب ابن عابدين وشارك في تحقيق حاشية ابن عابدين مع أعمال أخرى.

وعين إماماً وخطيباً في جامع التوفيق بزملكا ثم خطيباً لجامع البراء بن مالك في زملكا وكان الجامعان محجاً لطلاب العلم يقصدونهما من كل البلاد.

وعين مدرساً في معهد الفتح فدرس علوماً كثيرة كان مرجع الطلاب وحجتهم.

أخذ الدبلوم في اصول الفقه من شعبة الدراسات العليا في معهد الفتح.

وعمل في آخر حياته في دار النوادر طيلة خمس سنوات وكان أحد أفراد ( اللجنة العلمية لتحقيق موسوعة شروح السنة النبوية ) .

   من مؤلفاته المنشورة:

- تعريف عام بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

- المدخل إلى المذهب الحنفي رسالة وجيزة محررة أثنى عليها العلماء، كلاهما من منشورات دار المشرق بدمشق.

صفاته :

   كان رحمه الله حريصاً غاية الحرص على وقته لا تكاد تراه دون كتاب في يده أو محاضرة يسمعها أو سؤال يستثير به من حوله.

يقرأ في كل المجالات قراءة نقد وتدبر لكن أحب العلوم إليه كان أصول الفقه إذا أفاض فيه أتى بما يبهر السامع تحقيقاً ونقداً واستيعاباً، وله نقدات وملاحظات كثيرة قيدها عسى أن تطبع يوماً.

ومن صفاته الهدوء والابتسام إلا إذا ذكر العلم والتحقيق استفاض وحقق في العلوم.

خطيب مفوه حريص على الإفادة من كل ما حوله وله في ذلك قصص كثيرة تدل على اهتمامه الشديد بخطبة الجمعة.

حراكه مع الثورة السورية :

لما بدأت الثورة كان من بداية من حرك الناس في بلده وشجعهم على الخروج لكن غلبة الشباب الطائش حوله جعلته يعتزل ويعمل في قضايا أخرى منها عمله في تأسيس الهيئة الشرعية لدعم الثورة السورية وكان عضواً مؤسساً.

استشهد والده وخاله وأخو زوجته، فاحتسبهم وعين قاضياً للمحكمة الشرعية لفترة ثم اعتزل القضاء واشتغل بتحقيق المسائل العلمية وبتعليم المجاهدين والرباط معهم حتى نال الشهادة يوم الأربعاء الواحد والعشرين من آب عام 2013 في عامه الأربعين فجراً مع زوجته السيدة براءة النداف وبناته الثلاث رحمهم الله جميعاً، وتقبلهم عنده.

اللهم تقبل الشيخ و أجرنا فيه وأكرمنا بشفاعته يوم لقياك.

    قصيدة للأخ الشاعر حسنين مهدي - من العراق - في رثائه :

 

يجثو لدَيكَ الشِّعرُ وهو كَسيحُ                 يقتادُهُ شوقٌ إليكَ ذَبيحُ

نَزفٌ من الآهاتِ فوقَ مَعازفــــــي            بالحزنِ يَنهَضُ تارةً ويَطيحُ

قُتِلَ الرَّشادُ ! فكلُّ نَبضٍ في دَمــــي            يبكي عليكَ بغَـيِّهِ ويَصيحُ

ومَعاجمي بُهِتَتْ وأَطرقَ حَرفُهــــــا             وعلَا منابرَ صَمتِها التَّبريحُ

إيهٍ ( أَبا الـمَنصورِ ) إِصْعَدْ راشِــدًا            عانِقْ خُلُودَكَ فالشِّراءُ رَبيحُ

واترُكْ لنا سُننَ العَزاءِ تَلُـــــــــــوكُنا            نَغدُو على مَضَغاتِها ونَـرُوحُ