الشيخ الدكتور محمد بشير بن الشيخ حسين الشقفة

أحد العلماء الأعيان , الظاهر فضلهم للعيان , أثمرت أقلامه بأثمار دانية القطاف وحج إليه السعد من كل ناحية وبكعبته طاف , فصدحت فصاحته في روض حماة الوريف، وأثمرت أفنان فنونه في ربيع العين وبالخريف ..كيف لا وهو ابن العلماء الرجال و الخطباء الأفذاذ ذوي الكمال ...

ولادته ونشأته :

ولد في حماة عام 1936 م لأبوين صالحين في محلة البارودية، ودرس في مدارس حماة، والتزم الدين في مقتبل شبابه، وأخذ يتحرى الحلال في كل ما حوله , فنشأ طيباً كمعظم جيل حيه الكريم. فمن هذا الحي نشأ مشايخ حماة الأعيان , الذين تشهد لهم البقاع والوديان .

كان متوقد الذهن ظاهر الذكاء، درس الشريعة في جامعة دمشق وتخرج فيها.

كما درس على جملة من أعيان بلده الكرام، نذكر منهم :

- أستاذ اللغة العربية وأريبها السيد عبد القادر العلواني الحسيني، درس عليه المغني في اللغة العربية .

- الشيخ محمد الهاشمي التلمساني بدمشق درس عليه العقيدة.

- الشيخ محمود بن أحمد الشقفة، درس عليه الفقه الحنفي مع أن الشيخ محموداً كان شافعي المذهب إلا أن سعة اطلاعه أهَّلته بالتدريس على المذهبين معاً .

- داوم الشيخ بشير على دروس العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد الحموي التي كان يقيمها في مسجد الأحدب .

قويت علاقته مع الشيخ محمد الحامد، واستفاد منه في دراسة المذهب الحنفي فالشيخ المجاهد محمد الحامد عَلَم في مذهبه ... وكانت صلة الشيخ بشير معه قوية حتى أن الشيخ أنابه في الخطابة في جامع السلطان الذي كان يخطب فيه .

طريقته وتدريسه:

وتربى على يد الشيخ عبد القادر عيسى وأخذ عنه علم الأخلاق والتزكية.

بعد تخرجه درس في الكثير من ثانويات حماة ودير الزور .

ارتبط بالشيخ أديب الكيلاني بعلاقة قوية، وكان يقيم دروسا يومية في دار الفقراء ( الدار التي كانوا يقيمون فيها حلقات الذكر بالإضافة إلى الدروس الدينية ) كما كان يدرس في بعض مساجد حماه، وقد أثرت دعوته كثيراً بالشباب المسلم فيها .

في سنة 1966 ميلادية انتقل للعمل في دولة أبو ظبي حينها، وعمل مدرسا في مدارسها، ثم عيِّن مفتياً هناك كما خُصّص له برنامج ديني أسبوعي في إذاعة أبو ظبي في دولة الأمارات العربية المتحدة .

الشيخ حظي بمحبة رئيس الدولة وكان مديرا للأوقاف وقد عمل في خدمة الناس حتى وهو في منصبه

تابع الشيخ بشير تعليمه الشرعي في باكستان، وحصل درجة العالمية (الدكتوراه) في الفلسفة الإسلامية والفقه والسياسة الشرعية .

له مؤلفات عديدة أهمها : 

1) حكم العورة في الإسلام

2) الفقه المالكي في ثوبه الجديد.وهو من أهم كتبه ، صدر منه ست مجلدات ، وسيصدر في خمسة عشر مجلداً ومما صدر منه :

1ـ فقه العبادات (الصلاة والصيام والزكاة والحج). 

2) كتاب الأيمان والنذور 

3 ـ 4ـ الأحوال الشخصية ،النكاح والطلاق.

5ـ فقه الأطعمة والأشربة.

6 ـ فقه القضاء والدعوة والبينات.

وستصدر بقية المجلدات تباعاً بعون الله عزَّ وجل .

وفقه الله تعالى لما يحبه ويرضاه وحفظه في خير وعافية وسرور.

كتبه :راجي عفو ربه المنان سليمان بن خالد بن إبراهيم الحراكي الحسيني، مع تعديلات وإضافات كثيرات من المشرف على الموقع.

نشرت الترجمة بتاريخ 2009 وقد أعيد تنسيقها ونشرها اليوم