الشيخ الداعية إسماعيل إبراهيم عبد الرزاق سرميني

الشيخ الداعية إسماعيل إبراهيم عبد الرزاق سرميني

(١٩٣٢ _ ٢٠١٧م)

بقلم : ابنه أسامة سرميني، و عمر العبسو

 

هو الشيخ الداعي والمربي الفاضل الأستاذ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرزاق سرميني الذي رحل عن عالمنا بعد أن ترك العلم النافع والولد الصالح.

 

المولد، والنشأة: 

   ولد الشيخ الداعية إسماعيل سرميني في عام 1932م، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة تحب العلم، وتحترم العلماء، وتعود في أصولها إلى سرمين، كما يوحي بذلك الاسم.

  فوالده الحاج ابراهيم بكور عبد الرزاق ينتهي نسبهم إلى عشيرة اللهيب، واخواله ينتهي بهم النسب الي الشيخ عز الدين ابو حمرة من السلالة الشريفة.

  كان والده ضمن صفوف الجيش العثماني في حربه مع الروس، وبقي أسيرا أربع سنوات.

 

تربى في كنف أمه وهو وحيدها لخمس بنات. وله اخ من أب كان حكيما.

كونه عمل مزارعا لدى الاديب امين الريحاني، أنهى دراسته الابتدائية في إدلب، والتحق بالثانوية الشرعية الخسروية بحلب بالأربعينيات.

 

الدراسة، والتكوين:

 

أكمل الشيخ إسماعيل إبراهيم سرميني دراسته الابتدائية في مدارس حلب.

ثم تابع دراسته الثانوية في الثانوية الخسروية الشرعية بحلب، وكانت تسمى (الكلية الشرعية) التجهيزية في الخمسينيات.

وسجل بكلية الشريعة بدمشق، وانهى السنة الأولى والثانية، وألمَّ به مرض أعاقه عن اتمام الدراسة الجامعية إلا أن همته العالية لما فتح له المجال تابع بالأزهر الشريف، وأكمل دراسته بالسنة الثالثة والرابعة وتخرج فيها عام 1971م.

 

شيوخه، وأساتذته:

   تلقى الشيخ إسماعيل إبراهيم سرميني العلوم الشرعية والعربية على أيدي العلماء في حلب، ومصر، منهم:

الشيخ نجيب خياطة، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ طاهر خير الله، والشيخ محمد أديب حسون ...

 

الوظائف، والمسؤوليات:

 وعمل بالتدريس للعلوم الإسلامية في سوريا مدة من الزمن.

ثم غادر سوريا في الثمانين، فعمل في التعليم في مدارس السعودية ومجموع خدمته في التعليم أكثر من أربعين سنة.

وكان سبب هجر ته من سوريا في الثمانينات طلبا لجيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهربا من بطش طاغية الشام حافظ أسد.

 

وفاته:

   ومكث في السعودية إلى أن وافاه الأجل المحتوم عام 2017م، ودفن محققا أمنيته بجوار المصطفى في بقيع الغرقد رضي الله عنهم.

 

أخلاقه، وصفاته:

   كان الشيخ الداعية إسماعيل إبراهيم سرميني طيب القلب لطيف المعشر، خلوقا مهذبا، زاهدا في الدنيا ومتاعها، محبا للخير والعلم وأهله.

    وكان يلقب أثناء دراسته الثانوية الخسرفية الشرعية بحلب بابن حجر الصغير هذا ماعرفناه عنه بعد وفاته، وكان لا يحب الشهرة، ولا يسعى وراء المناصب.

 

أقرانه:

  وكان من أقرانه وأصحابه في الدراسة د. نور الدين عتر، والشيخ إبراهيم سلقيني، والشيخ عبد الغني مارعي، والدكتور سعيد عبدان... وآخرون كلهم أجمعوا على طيبة فطرة الشيخ إسماعيل الذي كان مسؤولا في الثانوية الخسرفية الشرعية بحلب عن الطلاب وإطعامهم والسهر على راحتهم.

 

   فكان محبوبا من قبل شيوخه ومعلميه لحسن أدبه وسمته الهادئ رحمه الله تعالى ما نافس أحدا على منصب فطيلة حياته يعمل بصمت مع كافة الأطياف خدمة للدين وأهله والفقراء والمحتاجين مع جمعية النهضة الإسلامية في أوائل السبعينات.

 

حياته الأسرية:


     والشيخ إسماعيل إبراهيم سرميني متزوج، وله من الأبناء ثمانية: أربع ذكور، ومثلهم من الإناث، عرف منهم:

د. أسامة إسماعيل سرميني دكتوراه في الأدب العربي المعاصر، وأكاديمي معروف.

  وأولاد الشيخ الجليل كلهم بفضل الله تعالى تابعوا دراساتهم منهم في العلوم الشرعية، ومنهم في العلمية فهناك مهندس مدني، وآخر خربج علوم طبيعية من حلب وأخرى شريعة من دمشق.

    لقد حمل الشيخ إسماعيل سرميني أمانة خدمة الناس واللين في التعامل معهم حتى عاش 85 سنة وليس له خصم ابدا، وكان متسامحا مع الجميع رحمه الله تعالى، وسطيا معتدلا في الفقه والفتوى والتفكير.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.